الولايات المتحدة تعد بتقديم دعم أكبر للاقتصاد التونسي

تراجع طفيف في عجز الميزان التجاري

الولايات المتحدة تعد بتقديم دعم أكبر للاقتصاد التونسي
TT

الولايات المتحدة تعد بتقديم دعم أكبر للاقتصاد التونسي

الولايات المتحدة تعد بتقديم دعم أكبر للاقتصاد التونسي

وعدت الحكومة التونسية بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لخلق مناخ استثماري جاذب لرؤوس الأموال، ولدفع الاستثمارات المحلية والخارجية والمحافظة على التوازنات المالية وإنعاش الاقتصاد التونسي، الذي يعاني من عدة صعوبات على مستوى الموارد الذاتية والرصيد من العملة الصعبة ومشكلات تمويل الميزانية التكميلية للسنة الحالية وميزانية 2017.
وجاء ذلك خلال لقاء لمياء الزريبي، وزيرة المالية التونسية في حكومة يوسف الشاهد، مع دانيال روبنشتاين سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى تونس، واعترفت الوزيرة المعينة حديثا بالصعوبات المتنوعة التي يعرفها الاقتصاد التونسي منذ سنوات.
ووعد الطرف الأميركي من جهته بالمشاركة الفعالة والمكثفة على مستوى الشخصيّات الرسمية ورجال الأعمال، في منتدى الاستثمار «تونس 2020»، الذي سينظم يومي 29 و30 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وهو يمثل فرصة حاسمة للتعريف بمناخ الاستثمار والإصلاحات التي تمّ إقرارها لدفع التنمية الاقتصادية ولتحفيز الاستثمار الخارجي، وذلك في إطار المخطط الخماسي «2016 – 2020»، الذي يستهدف المرور إلى مرحلة الانتعاش الاقتصادي بعد أشهر من الانكماش الاقتصادي. كما تطرق الطرفان إلى مشاركة تونس في «منتدى الأعمال للولايات المتحدة وأفريقيا»، المزمع عقده بنيويورك، يوم 21 سبتمبر (أيلول) الحالي، واختيار تونس بوصفها إحدى الدّول الأفريقية الثلاث التي سيتمّ تسليط الضوء عليها خلال المنتدى.
وكانت ستيفاني كوتاكي بونوم، منسقة المساعدات الأميركية بسفارة الولايات المتحدة في تونس، قد أكدت أن بلادها رصدت خلال السنة الحالية اعتمادات مالية قدرها 141 مليون دولار لدعم تونس في المجال الاقتصادي، وفي ميادين إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس وضمان الحوكمة في التصرف ومقاومة الفساد، وضمان الأمن وتنفيذ استراتيجيات مكافحة التنظيمات الإرهابية.
وأفادت المسؤولة الأميركية، في تصريح إعلامي، بأن المساعدات التي قدمتها الحكومة الأميركية لتونس في مختلف المجالات بلغت خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2016 نحو 865 مليون دولار. وذكرت بالاتفاقية التي وقعتها تونس مع الولايات المتحدة منذ ثلاثة أشهر بما يضمن لتونس الحصول على قروض من السوق المالية الدولية، والتمتع بتخفيض في نسبة الفائدة.
من ناحية أخرى، أعلن المعهد التونسي للاستهلاك عن تراجع العجز التجاري في تونس بشكل طفيف، ليصبح في حدود 8253.5 مليون دينار تونسي حتى نهاية أغسطس (آب) الماضي، مقابل 8599.4 مليون دينار خلال الفترة نفسها من السنة الماضية.
وتحسّنت نتيجة لذلك نسبة تغطية الواردات بالصادرات بنسبة 1.1 في المائة، حيث بلغت 69.2 في المائة، مقابل 68.1 في المائة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).