العشائر العربية في نينوى تتهم إيران والمالكي بإثارة فتنة

استنكرت تصريحات أحد نواب المحافظة ضد البيشمركة

العشائر العربية في نينوى تتهم إيران والمالكي بإثارة فتنة
TT

العشائر العربية في نينوى تتهم إيران والمالكي بإثارة فتنة

العشائر العربية في نينوى تتهم إيران والمالكي بإثارة فتنة

استنكرت العشائر العربية في محافظة نينوى أمس التصريحات التي أدلى بها النائب عن المحافظة في مجلس النواب عبد الرحمن اللويزي، واتهم فيها قوات البيشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني بتهجير القرى العربية في أطراف الموصل، مؤكدة أن سكان القرى العربية في المحافظة عادوا إلى قراهم المحررة من قبل قوات البيشمركة ويعيشون في ظل هذه القوات بأمان، مبينة أن اللويزي يعمل على تنفيذ المشروع الإيراني في الموصل من خلال تشويه صورة قوات البيشمركة والكرد.
وقال المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في محافظة نينوى، الشيخ مزاحم الحويت، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ننفي ما أدلى به النائب عن محافظة نينوى بمجلس النواب، عبد الرحمن اللويزي، من تصريحات ضد قوات البيشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني التي ضحت بدمائها من أجل تحرير هذه الأراضي من تنظيم داعش، ونؤكد أن اللويزي يهدف من خلال هذه التصريحات إلى إثارة الفتنة بين مكونات المنطقة». وأضاف: «نحن كعشائر عربية سنرفع دعوى قضائية ضد عبد الرحمن اللويزي». وأشار الحويت إلى أن القرى التي ذكرها اللويزي في تصريحاته، عاد إليها سكانها العرب بعد أن حررتها قوات البيشمركة من «داعش»، مؤكدا أن «سكان القرى العربية المحررة في محافظة نينوى يعيشون معززين مكرمين في ظل قوات البيشمركة».
وتابع الحويت: «تصريحات النائب اللويزي مدعومة من قبل نوري المالكي وإيران، فإيران والمالكي يعتبران كردستان عدوهما الأول، ويحاول هذا النائب أن يشوه صورة البيشمركة ليمهد الطريق أمام دخول ميليشيات الحشد الشعبي والقوات الإيرانية الأخرى إلى الموصل، لذا نحن كعشائر عربية لن نسمح لا للويزي ولا لغير اللويزي أن يشوه صورة الكرد وقوات البيشمركة والحزب الديمقراطي الكردستاني».
بدوره، قال مسؤول العلاقات في الفرع 14 للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، محيي الدين مزوري، إن «قوات البيشمركة حررت بدمائها أكثر من 89 قرية عربية في حدود نواحي زمار وربيعة وسنوني ووانكي، وسكان هذه القرى هم شهود على ذلك وهم موجودون في قراهم، ويعيشون الآن جنبا إلى جنبا مع إخوانهم الكرد في هذه المناطق»، مبينا أن عبد الرحمن اللويزي «يخاطب بتصريحاته هذه العقليات الشوفينية كأمثاله الموجودين في بغداد». وأضاف «الحكومة المحلية في محافظة نينوى هي الأدرى بالموضوع، هناك مجلس محافظة وهناك محافظ، ويجرون جولات مستمرة للأقضية والنواحي والقرى العربية المحررة، قبل نحو 15 يوما كنت برفقة محافظ نينوى نوفل السلطان ورئيس كتلة النهضة في المحافظة، في جولة بنواحي ربيعة وزمار والتقينا مع سكان القرى العربية في الناحيتين، وعند عودتنا إلى منطقة السد ووانكي التقينا مع شيوخ العشائر العربية فيها وكانوا موجودين في قراهم. المواطنون العرب يعيشون في قراهم المحررة بأمان وسلام تحت حماية قوات البيشمركة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.