«الشبكة السورية لحقوق الإنسان»: 59 مركزًا طبيًا قصفتها القوات الروسية منذ تدخلها في سوريا

أعلنت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان»، أن الهجمات على المراكز الطبية في سوريا لم تتوقف، في حين أنها «تصاعدت بشكل مخيف بعد إعلان الهيئة العليا للمفاوضات تأجيل مشاركتها في مباحثات جنيف في 19 أبريل (نيسان) الماضي»، مشيرة إلى أن عدد المرافق الطبية التي استهدفتها الطائرات الروسية منذ تدخلها في سوريا قبل عشرة أشهر، بلغ 59 مرفقًا.
«الشبكة» خصصت تقريرها السابع عشر لتوثيق المراكز الطبية التي تعرضت للاستهداف بين تدخل القوات الروسية في سوريا في 30 سبتمبر (أيلول) 2015، وحتى 31 أغسطس (آب) الماضي. وقالت فيه إن «الهجمات تصاعدت بعد تأجيل الهيئة العليا للمفاوضات مشاركتها في مباحثات جنيف، حيث رصدت (الشبكة) تعرض أكثر من 30 مركزًا طبيا للقصف منذ 13 أبريل استخدمت فيه القوات الروسية مختلف أنواع الذخائر في هجماتها على المراكز الطبية، كالذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة والصواريخ الباليستية، وذلك رغم تطبيق بيان وقف الأعمال العدائية في 27 فبراير (شباط) الماضي».
وقال فضل عبد الغني، مدير «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» موضحًا أن «هجمات القوات الروسية على المراكز الطبية وعلى الكوادر الطبية، يُعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويرقى إلى جريمة حرب من خلال الهجوم العشوائي، وفي كثير من الأحيان المتعمد على الأعيان المشمولة بالحماية، لقد تسبب كل ذلك في آلام مضاعفة للجرحى والمصابين، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتهجير الشعب السوري، عبر رسالة واضحة أنه لا توجد منطقة آمنة، أو خط أحمر، بما فيها المشافي، عليكم أن تهاجروا جميعًا أو تَفْنَوا».
واستند التقرير إلى عمليات المراقبة والتوثيق اليومية، كما استعرض روايات لناجين من الهجمات أو أقرباء للضحايا أو شهود عيان على الحوادث.
وثق التقرير استهداف ما لا يقل عن 59 مركزًا طبيا عن طريق هجمات يُعتقد أنها روسية، من ضمنها 5 منشآت تعرضت للاستهداف مرات عدة، كما أن 84 في المائة من هذه الهجمات قد وقع في محافظتي حلب وإدلب. وبحسب التقرير، تسببت تلك الهجمات في مقتل 86 مدنيًا، بينهم 8 أطفال، و13 سيدة، من بين الضحايا 26 شخصًا من الكوادر الطبية.
كذلك أشار التقرير إلى أن النظام الروسي خرق بشكل لا يقبل التشكيك قرار مجلس الأمن رقم 2139، عبر عمليات القصف العشوائي، إضافة إلى انتهاك الكثير من بنود القانون الدولي الإنساني، مرتكبًا العشرات من الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب عبر عمليات القصف العشوائي العديم التمييز، وغير المتناسب في حجم القوة المفرطة. وبحسب التقرير، فإن القوات الروسية عبر استهداف المراكز الطبية ارتكبت انتهاكًا يرقى إلى جريمة حرب عبر قصف عشوائي، وفي كثير من الأحيان مُتعمَّد لمنشآت يفترض أنها مشمولة بالحماية.
وأوصى التقرير القوات الروسية بضرورة فتح تحقيقات في الحوادث الواردة في التقرير، وإطلاع المجتمع السوري على نتائجها، ومحاسبة المتورطين، إضافة إلى تعويض المشافي المتضررة كافة، وإعادة بنائها وتجهزيها من جديد، وتعويض أسر الضحايا والجرحى كافة. وشدَّدَ التقرير على أهمية التوقف التام عن قصف المستشفيات والأعيان المشمولة بالرعاية والمناطق المدنية واحترام القانون العرفي الإنساني. كما حثَّ مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات إضافية بعد مرور قرابة عامين على القرار رقم 2139، دون وجود التزامات بوقف عمليات القصف العشوائي.