تاجر السلاح اليمني مناع: لم أزر البرازيل بهوية مزورة.. بل سائحًا

لم ينف استيراد أسلحة.. وقال إنه يتحرك بجواز سفر دبلوماسي

تاجر السلاح اليمني مناع: لم أزر البرازيل بهوية مزورة.. بل سائحًا
TT

تاجر السلاح اليمني مناع: لم أزر البرازيل بهوية مزورة.. بل سائحًا

تاجر السلاح اليمني مناع: لم أزر البرازيل بهوية مزورة.. بل سائحًا

ما زالت قضية السلاح ووصوله إلى يد الانقلابيين الحوثيين، قضية تشغل الكثير من الأوساط اليمنية. وعقب التحقيق الذي نشرته «الشرق الأوسط»، الأربعاء الماضي، عادت هذه القضية إلى واجهة الأحداث، وأجابت عن بعض التساؤلات حول أسباب طول عمر الانقلاب، حتى اللحظة، من خلال الكشف عن استمرار حصول الانقلابيين على أسلحة حديثة ومتطورة، رغم القرارات الأممية التي تحظر توريد السلاح إلى اليمن.
في هذا السياق، نفى تاجر السلاح اليمني الشهير، فارس مناع، ما نسب إليه في تحقيقات صحافية وقضائية في البرازيل، بخصوص مشاركته في استيراد أسلحة إلى الانقلابيين (الحوثي - صالح)، عبر شركة «فورخاس تورس» البرازيلية، التي تعد واحدة من أبرز شركات الأسلحة في العالم. وقال مناع لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه الاتهامات «لا أساس لها من الصحة»، وإنها جاءت «لدوافع سياسية»، في إشارة إلى أن استهدافه يعود إلى وقوفه إلى جانب الانقلابيين. وأكد مناع أنه «لا توجد شركة تصدر الأسلحة، إلا وفقا لإجراءات قانونية»، في إشارة واضحة إلى أنه لم يستورد أسلحة بشكل غير قانوني.
مناع، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من محافظة صعدة، لم ينف استيراد أسلحة من البرازيل، لكنه نفى ما ورد بالتحقيق الذي نشرته وكالة «رويترز»، نقلا عن مصادر قضائية برازيلية، من أنه زار البرازيل عام 2015، ووصف فارس مناع، وهو قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام وعلى صلة وثيقة بالرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الحديث عن زيارته إلى البرازيل بهوية مزورة، بأنه «كلام كاذب»، وقال إنه سبق له أن زار البرازيل بهويته الحقيقية سائحًا، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن له «الحق في زيارة أي دولة في العالم»، كما أكد أنه يستخدم جوازا دبلوماسيا في تنقلاته وسفرياته خارج اليمن.
وأظهرت وثائق قضائية، تمت الإشارة إليها في التحقيقات، أن مناع استورد شحنة أسلحة، بصورة تخالف القرارات الدولية، ونقلها إلى اليمن عبر جيبوتي، التي وصلت إليها على أنها شحنة أسماك، في وقت تشير فيه الوثائق إلى أن محكمة برازيلية أصدرت أمرا قضائيا باستدعاء مناع، على اعتبار أن صفقة الأسلحة خالفت قرارات الأمم المتحدة، التي تعتبر تاجر السلاح اليمني، فارس مناع، واحدا من مهربي السلاح إلى منطقة القرن الأفريقي، إلى جانب أنه موضوع على قوائم ولوائح أميركية تتعلق بالتجارة غير المشروعة للسلاح، خاصة في مناطق النزاعات. وبينت المعلومات أن التحقيقات، التي بدأتها الشرطة البرازيلية، منعت إرسال شحنة أسلحة جديدة إلى تاجر السلاح اليمني، بعد مداهمة مقر الشركة المصنعة التي تؤكد حصولها على تراخيص من الحكومة البرازيلية.
ويقول مراقبون يمنيون لـ«الشرق الأوسط» إن اتساع التحقيقات، فيما يتعلق بتجارة السلاح في اليمن، قد يكشف جوانب مخفية بخصوص دور المخلوع علي عبد الله صالح والأشخاص الذين يرتبطون به، خاصة في ظل المعلومات المؤكدة حول حصول الانقلابيين على أسلحة حديثة، خلال فترة المشاورات التي جرت، منتصف العام الحالي، في دولة الكويت، وأثناء هدنة وقف إطلاق النار التي دعت إليها الأمم المتحدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.