الأمين العام للناتو في أنقرة غدًا والمنطقة الآمنة على أجندته

يقوم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ بزيارة لتركيا يبدأها غدا الخميس لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك يختتمها بلقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد غد الجمعة.
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، من المتوقع أن تركز مباحثات ستولتنبرغ في أنقرة على التطورات في سوريا وتجديد تركيا مطالبها بإنشاء منطقة آمنة ومحظور الطيران فيها، شمال سوريا تشمل المناطق التي نجح الجيش الحر بدعم من أنقرة في استردادها من تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت المصادر إن تركيا تسعى إلى إقامة منطقة آمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين تمتد بطول 98 كيلومترا على حدودها الجنوبية مع جرابلس - أعزاز بعمق 40 كيلومترا، وهي المنطقة التي تم تطهيرها بالفعل من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في إطار عملية «درع الفرات». وتسعى تركيا لمنع وجود عناصر الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية.
ولمحت المصادر إلى أن الظروف باتت مهيأة الآن لإعادة مناقشة المقترح التركي وأنه ربما يكون هناك قبول بإقامة هذه المنطقة بعد نجاح تركيا وعناصر الجيش الحر في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش.
من جانبه، قال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم كالين إن القوى العالمية لم تستبعد فكرة تركيا بشأن إقامة «منطقة آمنة» في سوريا، لكنها لم تبد إرادة واضحة لتنفيذ هذه الخطة.
وأضاف كالين في مقابلة تلفزيونية، أمس الثلاثاء، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لا يزال يواصل جهوده بشأن خطة مبدئية لوقف إطلاق النار في حلب لمدة 48 ساعة ثم تمديدها خلال عطلة عيد الأضحى التي تبدأ يوم 11 سبتمبر (أيلول) الحالي.
في الوقت نفسه، أيد أحمد عثمان قائد لواء السلطان مراد أحد ألوية الجيش السوري الحر المدعومة من تركيا مطلب إقامة منطقة آمنة، وقال لـ«رويترز» إنهم يرغبون في إقامة «منطقة آمنة» على المناطق الحدودية التي تستعيدها المعارضة من تنظيم داعش، لكن ذلك يتطلب اتفاقا بين روسيا وتركيا وأميركا.
وأضاف أن المعارضة المدعومة من تركيا ستجبر قريبا على مواجهة مقاتلين أكراد لأنهم لم ينسحبوا من المنطقة بناء على مطالبات من الولايات المتحدة وتركيا.
وكان حلف الناتو رفض العام الماضي المقترح التركي لإقامة هذه المنطقة كما رفضته واشنطن، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أعلن أنه أعاد طرح المقترح على قادة الدول المعنية بالوضع لا سيما روسيا وأميركا، خلال لقائهما معه في إطار قمة مجموعة العشرين التي اختتمت في مدينة هانغتشو الصينية أول من أمس.
ولمحت المصادر إلى أن الظروف باتت مهيأة الآن لإعادة مناقشة المقترح التركي وأنه ربما يكون هناك قبول بإقامة هذه المنطقة بعد نجاح تركيا وعناصر الجيش الحر في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش الإرهابي.
على صعيد العمليات الجارية في سوريا في إطار «درع الفرات» أعلن الجيش التركي أن عناصر الجيش السوري الحر تمكنت الاثنين بدعم من قوات التحالف الدولي لضرب «داعش» من السيطرة على 7 قرى شمال محافظة حلب، منها الحميرة (أشكجي)، وحيدر باشا، وأم الثدايا (مآمالي)، وجب الدم (قانلي كويو)، والمسنة (كوجه علي)، في المناطق التي تقطنها أغلبية من التركمان من أيدي تنظيم داعش الإرهابي.
وأكد الجيش التركي تطهير 98 كيلومترا من الحدود السورية من عناصر تنظيم داعش الإرهابي خلال عملية «درع الفرات» المستمرة منذ أسبوعين في ظل انسحاب عناصر التنظيم صوب بلدة الباب. وقالت مصادر عسكرية إن الجيش السوري الحر يستعد لشن عملية عسكرية في مدينة الباب، أكبر أحياء مدينة حلب السورية والعاصمة الثانية للتنظيم.
من جهة أخرى، ووفقًا لمعلومات حصل عليها مراسل وكالة «الأناضول» من مصادر محلية في حلب، فإن «داعش» يحشد مسلحيه وأسلحته في مدينة الباب (شمالي حلب) وشمالها، بهدف الدفاع عن محافظة الرقة التي تعد قاعدته المركزية في سوريا.
بدورها، أفادت مصادر أمنية تركية لـ«الأناضول» أن بلدتي صوران وأخترين تعدان خط الدفاع الأساسي عن مدينة الباب التي تعتبر القلعة الأخيرة للتنظيم بريف حلب. وأوضحت أنه يتعين على الجيش السوري الحر التقدم من 25 إلى 40 كيلومترا على الأقل في عمق الأراضي السورية لضمان أمن الحدود التركية.
وقال مسؤول العلاقات الخارجية بالمجلس التركماني السوري عبد الرحمن مصطفى، إن عناصر الجيش السوري الحر تتقدم صوب الجنوب، مشيرا إلى أنهم سيتقدمون إلى حيث يمكنهم التقدم.