لجنة التحقيق في حادث الطائرة الروسية المنكوبة بسيناء تنتهي من صف حطامها

وفد روسي رفيع في مصر خلال أيام لحسم «استئناف الرحلات الجوية»

لجنة التحقيق في حادث الطائرة الروسية المنكوبة بسيناء تنتهي من صف حطامها
TT

لجنة التحقيق في حادث الطائرة الروسية المنكوبة بسيناء تنتهي من صف حطامها

لجنة التحقيق في حادث الطائرة الروسية المنكوبة بسيناء تنتهي من صف حطامها

أعلنت لجنة التحقيق الدولية في حادث الطائرة الروسية المنكوبة فوق شبه جزيرة سيناء العام الماضي، إنهاءها أمس عملية إعادة تجميع ودمج حطام الطائرة بهدف تحديد نقطه بداية حدوث التفكك، وذلك بمشاركة الممثلين المعتمدين للدول المشاركة في التحقيق وممثلي شركة «إيرباص» المصنعة للطائرة.
وتحطمت الطائرة الروسية «متروجت» في 31 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، عقب 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، وأودى الحادث بحياة جميع من كانوا على متنها البالغ عددهم 224 راكبا أغلبهم روس. وتقول روسيا إن الحادثة وقعت نتيجة لعمل إرهابي، إلا أن اللجنة التي شكلتها مصر للتحقيق قالت إنه لم يثبت ذلك حتى الآن.
وتم في وقت سابق نقل جميع أجزائها لمكان مؤمن بمطار القاهرة الدولي. وتتشكل لجنة جمع حطام الطائرة من خبراء وفنيين من مصر، ودول روسيا (دولة المشغل) وألمانيا (دولة صنع الطائرة)، وممثلي كل من دولتي آيرلندا (دولة التسجيل)، وفرنسا (دولة التصميم)، وممثل معتمد من الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الصانعة للمحركات، وأحد الخبراء المتخصصين في محركات الطائرة، بالإضافة إلى خبير من شركة «إيرباص».
وقال بيان للجنة، تلقت «الشرق الأوسط» نسخه منه أمس، إنها انتهت من المرحلة الأولى لعملية اصطفاف أجزاء حطام الطائرة بعد تحديد كل قطعة من أجزاء الحطام، وإلى أي جزء من الطائرة تنتمي كل منها، والقيام بعمل اصطفاف لتلك القطع بجانب بعضها البعض محاكيا وضعها الطبيعي على الطائرة.
وأضافت أن «اللجنة تبدأ الآن في المرحلة الثانية التي تختص بتحديد المناطق والأجزاء التي سيتم التركيز عليها لدراسة علاقة تلك الأسطح بعضها البعض من حيث كيفيه حدوث التفكك والانفصال بينها وذلك بالاستعانة بالخبراء المتخصصين في المعادن والفلزات».
وتابعت: «بعد ذلك المرحلة الثالثة وهي تختص بأخذ بعض العينات من تلك المناطق لفحصها ودراستها دراسة مستفيضة في معامل معهد بحوث الفلزات والمعادن التابع لوزارة البحث العلمي تمهيدا لإصدار تقرير بشأنها».
وكان وزير الطيران والنائب العام المصريان قد زارا موسكو الشهر الماضي لإطلاع الجانب الروسي على التحقيقات في أسباب كارثة الطائرة، وتوقعت مصادر مطلعة صدور التقرير النهائي حول الحادث قبل نهاية العام الحالي.
ومنذ سقوط الطائرة علقت روسيا، وعدد من الدول الغربية، رحلات الطيران إلى مصر. وتسعى القاهرة لاستئناف حركة الطيران واستعادة السياحة الروسية، التي كانت تمثل قبل توقفها نحو 30 في المائة من نسبة الوافدين لمصر، وتشكل عودتها دعما قويا للاقتصاد المصري.
وقال علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بمدينة هانغتشو الصينية، حيث تم استعراض عدد من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية، ومنها استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، واتفق الطرفان على إيفاد وفد روسي رفيع المستوى خلال أيام إلى مصر للانتهاء من جميع الجوانب الفنية والأمنية المتعلقة بهذا الموضوع.
وقدمت موسكو للقاهرة شروطا بشأن تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين. وخلال الفترة الماضية تواصلت الوفود الروسية على مصر للتحقق من أمن المطارات، كما قامت بتفقد الفنادق في مدينتي شرم الشيخ والغردقة على ساحل البحر الأحمر.
وتعاقدت الحكومة المصرية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مع شركة «كونترول ريسكس» البريطانية لتقييم الإجراءات الأمنية في مطاراتها. فيما توقع نائب رئيس اتحاد منظمي الرحلات السياحية في روسيا (ATOR) ديمتري غورين، قبل أيام، عودة السياحة الروسية إلى مصر في فصل الشتاء.
وأوضح المتحدث الرئاسي المصري أن السيسي وبوتين أكدا خلال اللقاء عُمق ومتانة العلاقات التي تجمع بين مصر وروسيا، مثمنًا ما يشهده التعاون الثنائي من زخم خلال الفترة الماضية.
وأكد السيسي على تطلع مصر لمواصلة العمل على الارتقاء بالعلاقات المصرية الروسية على جميع الأصعدة، مرحبًا بالمشروعات الهامة التي يتعاون البلدان في تنفيذها في مصر، ومن بينها مشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، فضلاً عن مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية الذي يُعد مشروعًا رائدًا سينتقل بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى غير مسبوق.
من جانبه، قال الرئيس الروسي إن موسكو والقاهرة توليان أهمية للتعاون الاقتصادي في العلاقات الثنائية بين البلدين، مضيفا بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه يثمن العلاقات الجيدة والمبنية على الثقة مع الرئيس السيسي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.