مصر «غير قلقة» من إرجاء توقيع عقد دراسات «سد النهضة» الإثيوبي

قالت إن هناك «أمورًا عالقة» يجري حلها والتوافق حول موعد جديد

مصر «غير قلقة» من إرجاء توقيع عقد دراسات «سد النهضة» الإثيوبي
TT

مصر «غير قلقة» من إرجاء توقيع عقد دراسات «سد النهضة» الإثيوبي

مصر «غير قلقة» من إرجاء توقيع عقد دراسات «سد النهضة» الإثيوبي

أعلنت مصر أمس إرجاء موعد توقيع العقد الخاص بدراسات «سد النهضة» الإثيوبي مع المكتب الاستشاري، الذي سيقوم بدراسة تأثيرات السد على دول مصب نهر النيل (مصر والسودان). ونفت مصادر بوزارة الموارد المائية المصرية وجود أي قلق أو أزمة مع أديس أبابا بسبب هذا التأجيل، الذي أرجعته لوجود «أمور قانونية عالقة» يجري حلها، والتوافق حول موعد جديد للتوقيع.
وكان من المقرر أن توقع عقود المكاتب الاستشارية في الخرطوم يومي 5 و6 سبتمبر (أيلول) الحالي، بين وزارات الموارد المائية في الدول الثلاث. وتهدف الدراسات المزمع إجراؤها إلى «الاتفاق على الخطوط الإرشادية وقواعد الملء الأول لسد النهضة، بالتوازي مع عملية بناء السد»، وكذلك «الاتفاق على الخطوط الإرشادية وقواعد التشغيل السنوي» لمنع أي أضرار على مصر والسودان فيما يتعلق بحصتهما في المياه.
وسبق أن أكد الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية في مصر أن الخبراء الفنيين بدول مصر والسودان وإثيوبيا انتهوا من ملاحظاتهم على كافة العقود المقرر توقيعها لتنفيذ دراسات السد مع المكتبين الاستشاريين «B.A.L» و«أرتيليا» الفرنسيين، لافتا إلى أن الخبراء سوف يقومون بالتوقيع المبدئي على العقود قبل توقيع الوزراء حتى يكون هناك توافق تام، وذلك تمهيدا للتعاقد مع المكاتب.
وقال وليد حقيقي المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية أمس إنه «نتيجة لبعض الأمور العالقة بين المكتب الاستشاري الذي سيقوم بإجراء الدراسات الفنية لسد النهضة والمكتب القانوني الذي يقوم بصياغة العقود وكذلك عدم حصول خبراء المكتب الاستشاري على تأشيرة دخول السودان فقد تم تأجيل موعد توقيع العقد الخاص بدراسات سد النهضة مع المكتب الاستشاري ويجري التنسيق مع المكاتب الاستشارية ومع الجانب السوداني والإثيوبي للتوافق حول الموعد الجديد للاجتماع».
ويثير إنشاء سد النهضة الإثيوبي مخاوف شديدة في مصر من حدوث جفاف مائي محتمل بسببه. وتعتمد مصر بشكل شبه حصري على النيل لسد حاجاتها من المياه في الزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي. ويمثل حجم الإنتاج الزراعي ما نسبته 14.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحسب تقديرات البنك الدولي.
ووقعت مصر والسودان وإثيوبيا في ديسمبر (كانون الأول) 2015 على «وثيقة الخرطوم» بشأن حل الخلافات بِشأن السد تتضمن الالتزام الكامل بوثيقة «إعلان المبادئ»، التي وقع عليها رؤساء الدول الثلاث في مارس (آذار) 2015 وهي المبادئ التي تحكم التعاون فيما بينها للاستفادة من مياه النيل الشرقي وسد النهضة.
وتتولى لجنة ثلاثية يترأسها وزراء المياه في الدول الثلاث الإشراف على إجراء دراسات اتفقت الدول الثلاث على احترام نتائجها في وثيقة «إعلان المبادئ».
وتؤكد مصر أنها تتفهم رغبة أديس أبابا في تحقيق التنمية والاستفادة من بناء السد في توليد الكهرباء، غير أنها ترغب في تقليل الآثار المحتملة عليها، والحفاظ على حصتها من مياه النيل التي تبلغ 74 مليار متر مكعب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.