هاورد ويب: تصيد الأخطاء سبب إبعاد الإعلام عن «الاجتماع الشهري»

مدير دائرة التحكيم السعودي قال لـ«الشرق الأوسط» إن أخطاء الحكام طبيعية وتحدث في «كل دوريات العالم»

مباراة الباطن والهلال كانت الأكثر أخطاء من جملة المباريات الأخرى في دوري المحترفين (واس)  -  هاورد ويب في أحد الاجتماعات مع عمر المهنا رئيس لجنة الحكام («الشرق الأوسط»)
مباراة الباطن والهلال كانت الأكثر أخطاء من جملة المباريات الأخرى في دوري المحترفين (واس) - هاورد ويب في أحد الاجتماعات مع عمر المهنا رئيس لجنة الحكام («الشرق الأوسط»)
TT

هاورد ويب: تصيد الأخطاء سبب إبعاد الإعلام عن «الاجتماع الشهري»

مباراة الباطن والهلال كانت الأكثر أخطاء من جملة المباريات الأخرى في دوري المحترفين (واس)  -  هاورد ويب في أحد الاجتماعات مع عمر المهنا رئيس لجنة الحكام («الشرق الأوسط»)
مباراة الباطن والهلال كانت الأكثر أخطاء من جملة المباريات الأخرى في دوري المحترفين (واس) - هاورد ويب في أحد الاجتماعات مع عمر المهنا رئيس لجنة الحكام («الشرق الأوسط»)

اعتبر البريطاني هاورد ويب رئيس دائرة التحكيم بالاتحاد السعودي لكرة القدم، أن الأخطاء التي ترتكب من بعض الحكام في عدد من المباريات في الدوري السعودي للمحترفين أمر طبيعي وتحدث في جميع دول العالم ويتوجب على أثر ذلك انتهاج حسن النية تجاه الحكم كونه «نزيهًا» ولم يتعمد ارتكاب خطأ من أجل مصلحة ناد والضرر بآخر.
وقال في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» بعد اجتماع لجنة الحكام الشهري، الذي عقد في المنطقة الشرقية: «نحن بصفتنا مسؤولين نتابع التحكيم السعودي عن كثب وبدقة كبيرة، ولذا نعقد الاجتماعات الشهرية من أجل توضيح الأخطاء للحكام وطرق تصحيحها وتلافيها في الجولات اللاحقة، نحن بوصفنا دائرة تحكيم أو لجنة تحكيم، بكل تأكيد محايدون، لا نتغاضى عن أخطاء حكم أو أكثر بسبب مباراة معينة، الجميع نتعامل معهم وفق المصلحة العامة التي يتطلبها الجميع، الحياد أمر مفروغ منه ونحن نثق في السعي الجاد لتطبيقه على أرض الواقع. هناك أخطاء قد يعمقها الإعلام ويضع لها تفسيرات غير منطقية، وهذا حاصل ليس في السعودية فحسب، بل في كثير من دول العالم، حتى في إنجلترا هناك إعلاميون منتمون بشكل كبير للفرق، ولذا يعتقدون أن أنديتهم تتعرض لأخطاء مقصودة لمصلحة أندية أخرى».
وعن الأسباب التي دعتهم إلى إغلاق الاجتماعات الشهرية للحكام بعد أن بقيت فترة سابقة مفتوحة أمام الإعلام، وتحديدا قبل أن يبدأ هاورد نفسه بقيادة دائرة التحكيم السعودي، قال: «كانت هذه خطورة سابقة، ولكني لم أفضل استمرارها مع تولي مهمة دائرة التحكيم السعودي لعدة أسباب، أهمها أن هناك إعلاميين يتصيدون (نقاطًا) أو جملاً محددة من الاجتماع ليعتبروها إدانة صريحة للحكم بأنه تعمد الإضرار بالفريق الذي ينتمون له أو يميلون إليه، وهذا يعمق المشكلة ولا يحلها، وإن كان يرى البعض أنه يكسر حواجز ويساعد الحكم على تطوير نفسه، فإن احتمالية وجود الإعلام في الاجتماعات الشهرية لها أثر سلبي يفوق بكثير أي جانب إيجابي».
وأضاف هاورد ويب قائلا: «سياسة الاجتماعات السرية للحكام لم أطبقها هنا فقط، في إنجلترا نفس الطريقة، المشكلة الكبرى لدينا في كرة القدم وخصوصا في الدوريات القوية التي تشهد تنافسا دائما، يكون الحكم مصدرا للشكوك في النزاهة، ولذا من الأفضل أن يتم التعامل معه وفق آلية تحفظ مكانته واحترامه ولا يتم وضعه في موقف محرج في كل اجتماع، ويكون هناك استغلال لأخطاء ارتكبها من دون تعمد لتحقيق أهداف يريدها إعلاميون. يمكن أن نصرح لوسائل الإعلام بعد كل اجتماع ونجيبهم بصراحة عن كل ما يريدون، ولكن من الخطأ أن نعيد تجربة منحهم فرصة التواجد في الاجتماعات الشهرية».
وعن ارتباطه بالاتحاد السعودي الذي تبقى على انتهاء ولاية مجلس إدارته نحو 4 أشهر، وهل سيرحل مع رحيل هذا الاتحاد الذي يقوده أحمد عيد، أم سيستمر في منصبه حتى مع مجلس الإدارة القادم، قال: «عقدي وقعته مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد لمدة 3 سنوات، انقضى منها تقريبا عام، وبقي عامان، مما يعني أنني مستمر في مهمتي إلى حين انقضاء العقد».
وحول قيام لجنة الانضباط بإصدار قرار ضد الحكم تركي الخضير بعد مباراة التعاون والهلال، وهل ذلك سبب حرجا لهم في دائرة التحكيم السعودي، وخصوصا أن لجنة الحكام ترفض صراحة إعلان العقوبات تجاه حكامها، قال هاورد: «حقيقة هذا القرار وصلنا متأخرا، وكان مفاجئا، ولكننا استأنفنا هذا القرار، الخضير يعد من أفضل الحكام لدينا في السعودية، وله مستقبل كبير على المستوى القاري والدولي، ندافع عنه لقناعتنا بموقفه، وننتظر قرار الاستئناف».
وتعهد الحكم الإنجليزي السابق بعدم تكرار خطأ تشابه ألوان قمصان حكام المباريات مع بعض الأندية، كما حصل في أكثر من مباراة للقادسية، حيث كان اللون الأصفر هو المشترك، وقال: «هناك شركة مختصة هي من تجهز طواقم الحكام وهي المسؤولة عن ذلك، وأحيانا تصل الألوان على ورق ولكنها في الواقع تكون مختلفة نسبيا، نثق أن هذه الأخطاء لن تتكرر في المباريات القادمة».
بقيت الإشارة إلى أن المباريات الـ14 التي أقيمت حتى انتهاء الجولة الثانية في دوري المحترفين السعودي لكرة القدم، لم تشهد أي حضور للحكم الأجنبي، إذ أدار المباريات الـ14 حكام سعوديون، ويتوقع أن تشهد الجولات المقبلة حضورا للأجانب في ظل حالة القلق الدائمة من جانب الأندية السعودية تجاه أداء وعطاء الحكام السعوديين في المباريات الحساسة، وبخاصة منافسات الديربي أو الكلاسيكو التي تشهد صراعا كبيرا ومحموما بين الأندية الكبرى.
وشهدت الجولتان الأولى والثانية انتقادات لاذعة من قبل مسؤولي الأندية والمدربين ووسائل الإعلام، بسبب الأخطاء التحكيمية المتزايدة، والتي وصفت بالمؤثرة على نتائج بعض المباريات. وخص عمر المهنا رئيس لجنة الحكام الرئيسية التابعة لاتحاد الكرة السعودي مباراة الباطن والهلال التي جرت على ملعب الأول في حفر الباطن في الجولة الأولى، بأنها الأكثر فداحة، كونها شهدت هدفا غير صحيح بداعي التسلل، لكن حكام المباراة لم يذهبوا إلى اتخاذ قرار صحيح للحالة.
وشهدت مباريات أخرى مثل الاتفاق والأهلي، وكذلك الاتفاق والنصر، أخطاء على صعيد المباريات وسط تأكيدات من المسؤولين عن التحكيم بأنها لم تذهب إلى مرحلة التغيير في نتائج المباريات.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».