نمو ثقافة الادخار لدى السعوديين.. وأصحاب الأعمال يسجلون النسبة الأعلى

حجم أصول الودائع في البنوك بلغ 118 مليار دولار

نمو ثقافة الادخار لدى السعوديين.. وأصحاب الأعمال يسجلون النسبة الأعلى
TT

نمو ثقافة الادخار لدى السعوديين.. وأصحاب الأعمال يسجلون النسبة الأعلى

نمو ثقافة الادخار لدى السعوديين.. وأصحاب الأعمال يسجلون النسبة الأعلى

كشفت دراسة حديثة عن زيادة ثقافة الادخار لدى السعوديين، مع ازدياد الوعي الاقتصادي للمجتمع في السنوات الأخيرة، بفضل رفع مستوى حملات التوعية التي تبنتها مؤسسات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
وأوضحت الدراسة التي أعدها مركز البحوث والدراسات التابع للغرفة التجارية في جدة (غرب السعودية) واطلعت عليها «الشرق الأوسط»، أن ثقافة الادخار لدى الجنسين من السعوديين متقاربة وجيدة بنسبة تتراوح بين 63 و67 في المائة من العينة، التي بلغت أكثر من 500 شخص، مما يظهر أن هناك توجهًا بناءً لدى أفراد المجتمع لبناء استثمار جيد وطموح من خلال الاعتماد على الإنتاج.
وبينت الدراسة أنه تم اختيار قياس مستوى الادخار لدى السعوديين، تماشيا مع توجه الحكومة في زيادة مساهمة القطاع الخاص لتكوين الناتج المحلي، إذ إن أحد مقومات الاستثمار السليم هو وجود مدخرات لدى المجتمع.
وارتأى مركز البحوث والدراسات أن يتقصى خصائص الادخار لدى السعوديين ومحاولة معرفة ارتباط ثقافة الادخار بالحالة الاجتماعية للفرد أو حسب الجنس أو العمل، حيث أظهرت العينة أن الذكور المتزوجين هم الأكثر قدرة على الادخار بنسبة 73 في المائة، في حين تصل نسبة ادخار المتزوجين 65 في المائة، فيما سجل السعوديون نسبة ادخار تصل إلى 80 في المائة مقابل 10 في المائة نسبة الادخار لدى المقيمين في البلاد، في حين بلغت نسبة ادخار أصحاب الأعمال 67 في المائة، مقارنة بالموظفين من الذين شملتهم الدراسة. وأشارت الدراسة إلى أن 80 في المائة من السعوديين يعتقدون أن الاقتصاد السعودي يعتمد على الأيدي العاملة غير الوطنية، وخلصت إلى أن الحل في رفع مستوى الادخار إلى جانب رفع الثقافة الاقتصادية هو استخدام السعوديين مدخراتهم لبناء استثمارات محلية.
وكانت البنوك السعودية توسعت في طرح صناديق للادخار أمام المواطنين، وتم توزيعها على عدة برامج، مثل التعليم والمستقبل والتقاعد، وشجعت الأفراد على الاشتراك في تلك البرامج من خلال استقطاعات شهرية تتناسب مع الدخل الشهري.
وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى ارتفاع حجم أصول الودائع الادخارية بمختلف الأنواع في البنوك السعودية إلى أكثر من 443 مليار ریال، أي ما يعادل «118 مليار دولار» مع نهاية شهر يونيو (حزيران) من العام الجاري، مقارنة بما كان مسجلا في عام 2011 بنحو 305 مليارات ریال (3.81 مليار دولار)، كما شهدت الصناديق الاستثمارية نموا متسارعا.
وأرجع مختصون في الشأن المصرفي، نمو عمليات الادخار لدى الأفراد إلى عدة عوامل، منها الوعي الاقتصادي بين المجتمع السعودي والتحول من مستهلك إلى مستثمر أو مدخر فائض ما تبقى من دخله الشهري، إضافة إلى الحلول المتنوعة التي تقدمها البنوك السعودية والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية التي تشمل جميع جوانب الحياة من التعليم للصحة وما بعد التقاعد.
وبحسب الاقتصاديين، فإنه من المتوقع أن يستمر هذا النمو خلال السنوات المقبلة في عمليات الادخار أو ما يعرف بالصناديق الادخارية المعتمدة على التكافل الاجتماعي، وبخاصة أن الصناديق المتنوعة طويلة الأمد والتي تتيح قيمة وفترة الادخار حسب الحالة الاقتصادية، ستساعد كثيرا من السعوديين في ظل النمو الاقتصادي الذي تعيشه البلاد للتفكير في الاستفادة من فوائض الأجور وتحويلها إلى استثمار دائم ينعكس عليهم في المستقبل.
وقال طلعت حافظ، الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية، لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إن هناك تحسنا ملحوظا وجيدا في التوجه لدى المجتمع السعودي ككل نحو الادخار، بمسمياته كافة، والذي تقدمه البنوك المحلية في إطار مختلف، وأصبحت البنوك تتعامل معه بشكل كبير، مرجعا هذا التحسن والتحول للاستفادة من الفوائض إلى الوعي الاقتصادي الذي بدأ ينتشر بين الأفراد.
وأضاف حافظ، أن هذا انعكس لعدة اعتبارات، منها صناديق الاستثمارات التي تقدمها البنوك السعودية، التي تحتضن استثمارات ومدخرات جيدة لأفراد المجتمع السعودي، إضافة إلى ما يعرف بـ«الودائع الادخارية».



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».