المغرب: اعتقال ابن قيادي بـ«البوليساريو» في عملية لمكافحة المخدرات بالصحراء

حجز 500 كيلوغرام كانت مخبأة في 20 حقيبة

المغرب: اعتقال ابن قيادي بـ«البوليساريو» في عملية لمكافحة المخدرات بالصحراء
TT

المغرب: اعتقال ابن قيادي بـ«البوليساريو» في عملية لمكافحة المخدرات بالصحراء

المغرب: اعتقال ابن قيادي بـ«البوليساريو» في عملية لمكافحة المخدرات بالصحراء

فكك المغرب عصابة لتهريب المخدرات عبر الصحراء، ضمنها ابن مسؤول كبير في جبهة البوليساريو، الداعية لانفصال المحافظات الصحراوية عن المغرب، والتي تتخذ مقرا لها في منطقة تندوف (جنوب غربي الجزائر).
وأوضح بيان لوزارة الداخلية المغربية أن فرق الجيش المغربي المرابطة على الحزام الأمني في الحدود الجنوبية الشرقية للبلاد، تمكنت من إجهاض عملية كبيرة لتهريب المخدرات أول من أمس الخميس، في موقع يبعد نحو 280 كيلومترًا عن مدينة بوجدور الصحراوية في اتجاه الجنوب الشرقي.
وأفاد البيان أن عناصر الجيش المغربي أطلقوا النار لتحذير المتسللين، وتمكنوا من توقيف 4 أشخاص، ضمنهم المدعو ماجيدي إيدا إبراهيم حميم، وهو ابن القيادي في جبهة البوليساريو إيدا إبراهيم حميم، الذي يشغل منصب وزير التنمية في «حكومة البوليساريو». وجرى خلال هذه العملية حجز 500 كيلوغرام من المخدرات، كانت موزعة على 20 حقيبة، وسلم الجيش المعتقلين والمحجوزات إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لإتمام البحث.
وتندرج هذه العملية في سياق الحملة التطهيرية التي يقودها المغرب على حدوده الجنوبية منذ أيام بعد أن تحولت المنطقة العازلة بين المغرب وموريتانيا ومنطقة تندوف الجزائرية إلى مرتع لعصابات تهريب المخدرات والسجائر والسيارات الرباعية والبشر والأسلحة، ومعبر للجماعات الإرهابية المنتشرة في منطقة الساحل والجنوب الجزائري. وقد أثارت هذه الحملة ردود فعل من طرف جبهة البوليساريو، وبخاصة منذ توقيف الجيش المغربي شاحنة تحمل 7 أطنان من المخدرات كانت متوجهة نحو نيجيريا قرب نقطة العبور الحدودية المعروفة باسم الكركرات. واتهمت جبهة البوليساريو المغرب عقب هذه العمليات التطهيرية بخرق وقف إطلاق النار، وحشدت بعض قواتها قرب الكركرات، الشيء الذي دفع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء (مينورسو) إلى التدخل لتهدئة الوضع.
وشكل موضوع العملية التطهيرية التي تقوم بها القوات المسلحة والأمن المغربي في منطقة الكركرات، إحدى أبرز نقاط جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية أول من أمس. وأشار محمد حصاد، وزير الداخلية المغربي، في تقريره للمجلس الحكومي، إلى أن «هذه العملية جاءت بالنظر لما تشهده هذه المنطقة من خطر على الأمن من خلال انتشار التهريب وتجارة المخدرات، وغيرها من ظواهر الاتجار غير المشروع، إضافة إلى العراقيل التي كانت تمس انسياب الحركة في اتجاه موريتانيا».
وأوضح حصاد أن «هذه العملية جرت في احترام تام لترتيبات وقف إطلاق النار، وبخاصة الاتفاق العسكري رقم 1». وأكد وزير الداخلية المغربي على أن «هذه العملية ستستمر وفقًا للأهداف المسطرة بتنسيق مع بعثة المينورسو».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.