تركيا تعتقل خبير متفجرات في «داعش» وتواصل العمليات ضد «الكردستاني»

يلدريم يؤكد عدم تعديل قانون مكافحة الإرهاب وينفي وجود مشكلة كردية

تركيا تعتقل خبير متفجرات في «داعش» وتواصل العمليات ضد «الكردستاني»
TT

تركيا تعتقل خبير متفجرات في «داعش» وتواصل العمليات ضد «الكردستاني»

تركيا تعتقل خبير متفجرات في «داعش» وتواصل العمليات ضد «الكردستاني»

أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مجددًا أن تركيا لا توجد بها مشكلة كردية، قائلاً إن الأكراد في تركيا يعانون من مشكلات كبيرة بسبب منظمة حزب العمال الكردستاني التي اتهمها بالضلوع في كثير من العمليات الإرهابية التي تؤثر بالسلب على مناطق شرق وجنوب شرقي البلاد.
وقال يلدريم في مؤتمر صحافي عقده أمس لعرض إنجازات حكومته في 100 يوم، إن الحكومة التركية ستعلن غدًا الأحد من مدينة ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي البلاد، حزمة إصلاحات اقتصادية جديدة تستهدف رفع مستوى المعيشة والنمو في شرق وجنوب شرقي تركيا التي عانت طويلاً بسبب عمليات منظمة حزب العمال الكردستاني التي تصنفها تركيا منظمة إرهابية.
بالتزامن، قتل جندي تركي وأصيب 6 آخرون في عمليات لقوات الأمن التركية ضد عناصر المنظمة في محافظة هكاري جنوب شرقي البلاد. وبحسب مصادر أمنية، شنت قوات الأمن التركية عمليات مدعومة جويًا ضد مسلحي المنظمة، في بلدة تشوكورجا في هكاري، أسفر عن مقتل جندي وإصابة 6 آخرين جرى نقلهم إلى المستشفيات. وذكرت المصادر أن قوات الأمن قتلت أكثر من 20 عنصرًا تابعين للمنظمة، في العمليات المستمرة في تشوكورجا.
وكانت القوات التركية نفذت عملية قصف جوي لمخابئ عناصر المنظمة في تشوكورجا الأربعاء، أعقبت قصفًا لمواقع المنظمة في شمال العراق من أجل الحد من تحركات عناصرها وتنفيذ هجمات في جنوب شرقي تركيا.
وصعّدت المنظمة عملياتها في الفترة الأخيرة ونفذت عمليات استهدفت مراكز للشرطة في شرق وجنوب شرقي البلاد، أوقعت كثيرًا من القتلى والمصابين في صفوف قوات الأمن والمدنيين.
في سياق مواز، ألقت قوات الأمن التركية القبض على 3 أشخاص في محافظة غازي عنتاب جنوب البلاد، بينهم خبير في صناعة المتفجرات بتنظيم داعش الإرهابي.
وذكر بيان صادر عن محافظة غازي عنتاب أن فرق مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن غازي عنتاب أجرت مداهمة لأحد المنازل وألقت القبض على طلحة جونيش، تركي الجنسية، الخبير في تصنيع المتفجرات والمواد الكيميائية.
وشنت فرق الأمن حملة مداهمة أخرى ألقت خلالها القبض على المشتبهين، عبد المطلب دمير وزوجته غمزة دمير، اللذين كانا يعملان على التنسيق من أجل القيام بعملية إرهابية، وذلك بعد مراقبتهما لفترة وجيزة. وعقب استكمال الإجراءات في مديرية الأمن أحيل الثلاثة إلى المحكمة التي أمرت بحبسهم.
وخلال عملية المداهمة، عثرت فرق مكافحة الإرهاب في منازل الأشخاص الثلاثة، على 20 كيلوغرامًا من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار، وحزام ناسف يستخدم في العمليات الانتحارية، و3 قنابل يدوية، ومسدس واحد.
يأتي هذا فيما أكد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن بلاده لن تعدل قانون مكافحة الإرهاب، وهو تعديل اشترط الاتحاد الأوروبي إجراءه لإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دوله.
وقال يلدريم في مؤتمر صحافي في أنقرة، مساء الخميس مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، أول مسؤول بالاتحاد الأوروبي على هذا المستوى يزور تركيا منذ الانقلاب الفاشل في 15 يوليو (تموز) الماضي: «لقد أوضحنا للاتحاد الأوروبي أنه في ظل الظروف الحالية، لا يمكننا تعديل تشريعاتنا الخاصة بمكافحة الإرهاب.. إنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا».
وأضاف أنه «من غير الوارد التراجع في حربنا على الإرهاب، وذلك بسبب الظروف التي نواجهها»، في إشارة إلى الهجمات الإرهابية التي شهدتها تركيا في الأشهر الأخيرة وحملت مسؤوليتها على تنظيم داعش الإرهابي ومنظمة حزب العمال الكردستاني.
ووقع الاتحاد الأوروبي وتركيا في مارس (آذار) الماضي، اتفاقًا يشمل تقديم مساعدة مالية بقيمة 3 مليارات يورو لمساعدة أنقرة على استقبال اللاجئين، فضلاً عن تسريع آلية إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دوله، لكن هذا الشرط الأخير يصطدم برفض تركيا تليين موقفها إزاء قانون مكافحة الإرهاب، وهو واحد من 72 شرطًا وضعها الاتحاد الأوروبي أمام تركيا للموافقة على إعفاء مواطنيها من تأشيرة الدخول.
ويقول الاتحاد الأوروبي إن قانون مكافحة الإرهاب يستغل للتضييق على الحريات في تركيا، فيما تقول الحكومة التركية إنه من غير الوارد على الإطلاق القبول بهذا الشرط في وقت شهدت البلاد فيه تصاعد القتال بين قوات الأمن التركية ومسلحي منظمة حزب العمال الكردستاني عقب انهيار هدنة استمرت عامين في يوليو من العام الماضي، على خلفية تجميد مفاوضات السلام الداخلي لحل المشكلة الكردية.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.