خبراء أميركيون: تركي البنعلي أبرز المرشحين لخلافة العدناني

أكدوا أن «داعش» يتمتع بقدر كبير من المرونة رغم الخسائر.. ولديه خطط بديلة لاستبدال حتى كبار قادته مثل البغدادي

أبو محمد العدناني -  تركي البنعلي («الشرق الأوسط»)
أبو محمد العدناني - تركي البنعلي («الشرق الأوسط»)
TT

خبراء أميركيون: تركي البنعلي أبرز المرشحين لخلافة العدناني

أبو محمد العدناني -  تركي البنعلي («الشرق الأوسط»)
أبو محمد العدناني - تركي البنعلي («الشرق الأوسط»)

كشف قتل المتحدث الإعلامي الناطق باسم تنظيم داعش الملقب بأبو محمد العدناني إثر قصف بطائرة «درون» أميركية في شمال سوريا الثلاثاء الماضي عن التحدي الذي يواجهه التنظيم في إيجاد البديل لأحد قادته المؤسسين.
كذلك عكس الهجوم الذي نفذته طائرة «درون» عسكرية التقدم الذي حققته قوة العلميات الأميركية الخاصة (قوات النخبة) بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) على مدار العامين الماضيين نتيجة لتجنيد جواسيس على الأرض واستخدام أجهزة حساسة في السماء لاستهداف الأعداد المتزايد من قادة تنظيم داعش. ستطاع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قتل نحو 120 من كبار القادة ومسؤولي العمليات بالتنظيم، منهم نحو عشرة من كبار القادة، بحسب تقرير البنتاغون.
فبحسب مسؤولين أميركيين ومختصين بمحاربة الإرهاب، لا يزال «داعش» يتمتع بقدر كبير من المرونة رغم الخسائر الكبيرة، ولديه خطط بديلة لاستبدال حتى كبار قادته، مثل أبو بكر البغدادي، حال تعرض للقتل. عبر ويليام مكانتس، الباحث بمعهد بروكنغز ومؤلف كتاب «نبوءة (داعش)»، عن ذلك بقوله إن التنظيم يمتلك «مقعدا للبدلاء».
في الأيام القادمة، من المقرر أن يجتمع البغدادي مع مجلس شورى التنظيم بمدينة الرقة، المدنية التي اتخذها «داعش» عاصمة له في سوريا، لاختيار بديل للسوري المقلب بالعدناني، 39 عاما، الذي كان ينظر له كخليفة للبغدادي. من بين أبرز المرشحين لخلافة العدناني تركي البنعلي، 31 عاما، الذي يعتبر أحد أبرز الدعاة بتنظيم داعش والذي عُين مفتي التنظيم، وفق كول بونزيل، باحث متعمق في دراسة سيرة البنعلي ويعد لدرجة الدكتوراه بمعهد برنستون. حمل البنعلي الجنسية البحرينية سابقا التي سحبت منه لاحقا بعد اتهامه بالإرهاب، وينظر له كأعجوبة نظرا لتتلمذه في سن مبكرة على يد كبار قادة التشدد، مثل أبو محمد المقدسي، الذي ينظر له كأحد أكبر منظري تنظيم القاعدة.
«الأهم من كل ما سبق هو أنه متحدث وخطيب مفوه وداعية بارز قريب الشبه بالعدناني»، بحسب بنزيل، الذي قدم بحثا لمعهد بروكنغز عن فكر تنظيم داعش. يقال إن البنعلي سافر للانضمام إلى «القاعدة» في سوريا عام 2013، حيث بدأ في إنتاج أكثر رسائل التنظيم تأثيرا التي وضعت حجر الأساس لممارسات «داعش» اللاحقة.
وفي 30 أبريل (نيسان) 2014، نشر البنعلي رسالة تقول إن التنظيم ليس بحاجة إلى سيطرة كاملة على الأرض كي يعلن عن إقامة خلافة إسلامية.
فبحسب بونزيل، يرى الكثيرون أن مفهوم السيطرة الميدانية على الأرض شرط أساسي لإعلان دولة الخلافة، لكن بحث البنعلي ساعد على تمهيد الطريق لإعلان تلك الدولة بعد ذلك بشهور، وتحديدا صيف عام 2014.
قال بونزيل إنه يتشكك في أن البنعلي يرأس إدارة البحث والفتوى بتنظيم داعش، التي يصدر عنها كتيبات عن مشروعية اغتصاب النساء الإيزيديات اللاتي يقعن في الأسر. وأفاد مسؤولو وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) بأن البنعلي ربما يكون أيضا قد سافر مؤخرا إلى ليبيا لمساعدة «داعش» في تثبيت فرعها هناك قبل أن يطرد من معقله في سرت في الأسابيع الماضية. وقال ليث الخوري، مدير بشركة «فلاش بوينت»، شركة استخبارات مقرها نيويورك تعمل على تعقب المسلحين ورصد التهديدات الإلكترونية، «رغم أن البنعلي مرشح لموقع قيادي، فقد جرى تهميشه في الشهور الأخيرة». في حال ثبت صحة ذلك، فهناك مرشح آخر هو أبو لقمان، المعروف بعلي موسي الشواخ، الذي كان أول حاكم للرقة، وتولى قيادة الكثير من استراتيجيات «داعش» في حلب عام 2015.
وقال الخوري إن لقمان يتمتع بالسمات الشخصية التي يتطلبها موقع المتحدث الإعلامي باسم «داعش»، فقد تعرض لقمان للاعتقال علي يد الحكومة السورية قبل الثورة، ويحمل درجة جامعية في القانون، وعمل في تجنيد المنتسبين الجدد للتنظيم أثناء فترة احتلال الولايات المتحدة الأميركية للعراق.
وجرى الإعلان عن قتل لقمان عدة مرات، مرة بعد ضربة جوية أميركية ومرة أخرى بالزعم بأنه تلقي طعنه قاتله من مسلح ليبي اعتراضا على معاملة لقمان للأعضاء الأجانب، إلا أن نبأ موته لم يُؤكد بشكل رسمي. ومن المؤكد أن الشخص الذي سيشغل موقع العدناني سوف يعمل بالقرب من البغدادي، القائد المبهم للتنظيم. وعادة ما يلتقي البغدادي على فترات مع أمراء المناطق التابعة لـ«داعش» بمقره في الرقة. ولضمان سلامته أثناء تلك اللقاءات، يتولى سائق خاص نقل كل أمير ويحتفظ بهاتفه الجوال وأي جهاز إلكتروني آخر ليتجنب الكشف عن مكانه ولو بشكل غير متعمد عن طريق المخابرات الأميركية، وفق مسؤولين أميركان.
وكان الجيش الروسي قد أعلن الأربعاء الماضي أن طائراته الحربية قد شنت ضربات جوية وقتلت نحو 40 مسلحا، منهم العدناني.
وجاء الإعلان الروسي بمثابة تحدي للبنتاغون، الذي كان قد أعلن اليوم السابق أن طائرة درون تابعة للجيش الأميركي قد قتلت نفس القيادي. ونفى البنتاغون رسميا المزاعم الروسية، إلا أنه لم يؤكد التقارير التي صدرت عن مسؤولي «داعش» التي أعلن فيها مقتل العدناني. وتعرضت روسيا لانتقادات من الغرب بأن تدخلها العسكري في سوريا لا يهدف سوى لمساندة الرئيس بشار الأسد، لا لتنفيذ هدف الكرملين المعلن بمحاربة الإرهاب.
ويعتبر هذا التصريح الرسمي الأول الذي يصدر عن روسيا والذي زعمت فيه قتل قيادي بارز محدد بالاسم في التنظيم الإرهابي.
وعلى مدار أكثر من عامين، خصصت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملاين دولار لمن يرشد عن العدناني، وكان أحد المدرجين على قائمة المستهدفين من حملة الضربات الجوية الأميركية في العراق وسوريا.
لا يزال من غير الواضح كيف تمكنت الولايات المتحدة من استهداف وتعقب العدناني، لكن في حال تأكد موته، فسوف يعلي ذلك من الثقة في قدرات الوكالات الأميركية وقدرتها على جمع وتنسيق المعلومات التي تحصل عليها من الهجوم على منازل أعضاء تنظيم داعش.
فكثيرا ما تحصل القوات الأميركية على المعلومات بفضل الغارات التي تشنها قواتها على أوكار المسلحين والاستيلاء على هواتفهم الجوالة والأقراص الصلبة، وتحصل على الكثير من المعلومات عن طريق شبكة الجواسيس، مما ساهم في زيادة الضغط على قادة «داعش».
جرى استهداف العدناني في شمال سوريا حيث تعرضت سيارته لقصف صاروخي. وتعتبر منطقة «الباب» التي لقي فيها العدناني حتفه أحد نقاط تجمع أعضاء «داعش» في السنوات الأخيرة لعدة أسباب منها اكتظاظها بالسكان (قبل فرار غالبية السكان)، وقربها من الحدود التركية التي لا يزال التنظيم يسيطر عليها، وكونها مكانا يسهل لمسلحي التنظيم الاختباء فيه وسط من تبقى من أهل المنطقة.

* خدمة «نيويورك تايمز»



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.