أرباح صندوق الإيداع والتدبير المغربي ترتفع 24 في المائة

يقود 50 مشروعا استثماريا ضخما ستغير وجه المغرب في أفق 2030

أرباح صندوق الإيداع والتدبير المغربي ترتفع 24 في المائة
TT

أرباح صندوق الإيداع والتدبير المغربي ترتفع 24 في المائة

أرباح صندوق الإيداع والتدبير المغربي ترتفع 24 في المائة

كشف أنس الهوير العلمي، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير المغربي، أن محفظة المشاريع الكبرى للصندوق تضم 50 مشروعا ضخما سيكون لها أثر كبير على صورة المغرب في المستقبل. وأوضح العلمي أن هذه المشاريع ستستقطب 235 مليار درهم (28.7 مليار دولار) من الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة في أفق 2030، وستوفر 250 ألف فرصة عمل.
ومن أبرز هذه المشاريع التي انطلق تنفيذها الفعلي خلال العام الماضي، بناء مدينة زناتة الجديدة على مساحة 1830 هكتارا شرق الدار البيضاء، بتكلفة 21 مليار درهم (2.6 مليار دولار)، ومشروع منطقة «ميد بارك» المتخصصة في صناعة الطيران والصناعات الفضائية على مساحة 125 هكتارا في منطقة النواصر جنوب الدار البيضاء التي استقبلت أولى استثماراتها الضخمة متمثلة في مشروع «مجموعة بومبارديي» الكندية، و«تكنوبوول» مدينة وجدة المخصصة للتقنيات وترحيل الخدمات على مساحة 496 هكتارا، ومنطقة الأنشطة الزراعية والصناعات الغذائية «أكروبول» بمدينة مكناس على مساحة 102 هكتار، ومشاريع أخرى في مجالات التهيئة المجالية والعقارات والسياحة والبنيات التحتية.
ويعد صندوق الإيداع والتدبير أكبر مؤسسة استثمارية بالمغرب، ويتولى أيضا تدبير وتوظيف أموال صناديق التقاعد والتحوط الاجتماعي، ويخضع للمراقبة المزدوجة لوزارة المالية والبنك المركزي. وتتكون المنظومة الاقتصادية لصندوق الإيداع والتدبير من 146 شركة فرعية، منها 34 شركة في قطاع المصارف والمؤسسات المالية، وخمس شركات في قطاع التأمين وإعادة التأمين، وثماني شركة في قطاع التطوير العقاري والتهيئة المجالية، و39 شركة في قطاعات نشاط متنوعة.
وقال العلمي، خلال لقاء صحافي في الدار البيضاء أمس إن الأرباح الصافية لشركة صندوق الإيداع والتدبير القابضة ارتفعت بنسبة 23.8 في المائة خلال العام الماضي وبلغت 645 مليون درهم (79 مليون دولار)، في حين شهدت النتائج الصافية الموطدة لمجموعة صندوق الإيداع والتدبير تراجعا ضعيفا بنسبة 1 في المائة خلال عام 2013، وبلغت 964 مليون درهم (118 مليون دولار). وعزا العلمي ركود النتائج الصافية الموطدة للمجموعة إلى تراجع مساهمة قطاعات المصارف والتأمينات، مشيرا إلى انخفاض حجم أعمال الشركة المركزية لإعادة التأمين بسبب إعادة انتشار نشاطها الدولي، وتحول مجال نشاطها من آسيا إلى أفريقيا والشرق الأوسط، ومن جهة ثانية, إلى ضعف أداء سوق الأسهم المغربية.
وأشار العلمي إلى أن المجموعة ماضية في تنفيذ مخططها التنموي «أفق» للفترة 2011 -2015، الهادف إلى استثمار 60 مليار درهم (7.3 مليار دولار) في مشاريع مهيكلة بالمغرب خلال هذه الفترة. وقال العلمي: «رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد وضعف معدلات النمو، فإننا عازمون على تحقيق أعلى نسب إنجاز بالنسبة لهذا المخطط. ونتوقع أن نتجاوز نسبة 85 في المائة من الاستثمارات المبرمجة».
وعن أبرز إنجازات مخطط «أفق»، أوضح العلمي أنه جرى تسليم 805 هكتارات من المناطق الصناعية المجهزة، و249 ألف متر مربع من مناطق النشاط المخصصة للتقنيات الجديدة وقطاع ترحيل الخدمات (الأوفشورينج)، و13 ألف غرفة فندقية، و308 آلاف متر مربع من العقار المهني المخصص للإدارات والمكاتب عن طريق الإيجار.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).