انتخابات الغابون هادئة.. والرئيس بونغو واثق بالنصر

إقبال كبير.. والمعارضة تتحدث عن «خطط للتزوير»

الرئيس الغابوني اثناء أدلائه بصوته في الانتخابات في ليبرفيل أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الغابوني اثناء أدلائه بصوته في الانتخابات في ليبرفيل أمس (أ.ف.ب)
TT

انتخابات الغابون هادئة.. والرئيس بونغو واثق بالنصر

الرئيس الغابوني اثناء أدلائه بصوته في الانتخابات في ليبرفيل أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الغابوني اثناء أدلائه بصوته في الانتخابات في ليبرفيل أمس (أ.ف.ب)

أغلقت مساء أمس مكاتب التصويت في الغابون لتبدأ مرحلة فرز نتائج انتخابات رئاسية يتنافس فيها عشرة مترشحين، يتقدمهم الرئيس المنتهية ولايته علي بونغو الطامح لمأمورية رئاسية ثانية، يرى فيها معارضوه تكريسًا لحكم أسرة امتد على مدى نصف قرن في الدولة النفطية الواقعة في منطقة خليج غينيا الأفريقي.
وتشير اللجنة الوطنية المستقلة التي تشرف على الانتخابات إلى نسبة مشاركة مرتفعة قد تتجاوز الخمسين في المائة من أصل 600 ألف ناخب مسجلين على اللائحة الانتخابية موزعين على 2580 مكتب تصويت، ولكن الإقبال سجل ذروته في المدن الكبيرة حيث يحتدم الصراع بين الرئيس المنتهية ولايته ومرشح المعارضة الدبلوماسي جان بينغ، في انتخابات تقتصر على شوط واحد يفوز فيه من يحقق النسبة الأعلى، وفق ما ينص عليه الدستور الغابوني.
وسبق لمرشح المعارضة جان بينغ أن كان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ووزيرا للخارجية في الغابون، ورئيسًا للجمعية العامة للأمم المتحدة من 2004 حتى 2005؛ ويستفيد في هذه الانتخابات من دعم أربعة مرشحين معارضين سحبوا ترشيحهم خلال الحملة الانتخابية لمساندته.
وقال جان بينغ في تصريح للصحافيين بعد أن أدلى بصوته: «لقد حان وقت النصر والمجد؛ نحن اليوم نستعد للاحتفال بالفوز»، قبل أن يضيف: «الجميع يعلم أن هنالك رفضًا واسعًا لخصومنا»، ولكن بينغ الذي ظهر واثقًا من نفسه عبر عن مخاوفه من حدوث عمليات تزوير قد تؤثر في نتيجة الانتخابات.
أما علي بونغو، الذي ظهر برفقة زوجته في مكتب تصويت بالقرب من القصر الرئاسي غير بعيد من كورنيش العاصمة ليبريفيل، قال للصحافيين: «أنا هادئ جدًا، لقد قضيت ليلة مريحة»، قبل أن يكرر شعار حملته الانتخابية: «لنصنع التغيير معًا».
وجرى الاقتراع في هدوء كبير ومن دون تسجيل أي أحداث عنف أو احتكاك بين أنصار المترشحين، ولكن بعض المراقبين تحدث عن تأخير نسبي في فتح بعض مكاتب التصويت بسبب النقص في بعض الأدوات الانتخابية؛ وينتشر في البلاد الكثير من فرق المراقبين المستقلين القادمين من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وذلك ما اعتبره بونغو دليلاً على أن الانتخابات ستكون «شفافة ونزيهة»، في تصريح صحافي عقب الإدلاء بصوته؛ ولكن خصمه جان بينغ يقول: «نحن نعلم أنهم يخططون للتزوير، وعلى المراقبين أن يكونوا يقظين».
وتأتي هذه الانتخابات بعد حملة دعائية شرسة، حاولت خلالها المعارضة أن تطعن في شرعية ترشح الرئيس المنتهية ولايته علي بونغو، الذي تقول إنه ينحدر من أسرة نيجيرية وقد تبناه الرئيس السابق، وبالتالي لا يحق له أن يحكم البلاد وفق الدستور؛ ولكن طعن المعارضة رفضته المحكمة الدستورية.
من جهة أخرى واجه الرئيس المنتهية ولايته علي بونغو تهمًا بالتضييق على الحريات واستغلال وسائل الدولة، وتشير المعارضة في هذا السياق إلى أن عشرات الناشطين في صفوفها لا يزالون في السجن منذ مطلع شهر يوليو (تموز) الماضي، وذلك بسبب مشاركتهم في مظاهرة رافضة لترشح الرئيس للانتخابات.
وكانت المجموعة الدولية قد دعت السلطات في الغابون إلى ضمان «نزاهة وهدوء» الانتخابات، وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أول من أمس، إن على المترشحين للانتخابات أن «يحافظوا على هدوئهم، وأن يبتعدوا عن كل ما من شأنه أن يؤدي إلى العنف».
وعلى الرغم من دعوات التهدئة بدأ معسكر مرشح المعارضة جان بينغ الحديث عن «خطط للتزوير»، إذ أعلن وقوع ما وصفه بأنه «خروقات كبيرة» في تصويت العسكريين ورجال الأمن، وقالت إدارة حملة المرشح في بيان صحافي وزعته أمس إن المحكمة الدستورية أصدرت أول من أمس الجمعة قرارًا «يسمح للعسكريين بالتصويت في مكاتب غير التي سجلت فيها أسماؤهم ضمن اللوائح الانتخابية، وفتح لوائح إضافية خاصة بهم».
وقال البيان إن هذا القرار «خرق واضح للقانون الانتخابي، مشيرًا إلى أنه يفتح الباب أمام التزوير؛ ولكن المحكمة الدستورية بررت قرارها بأن قوات الأمن والعسكريين منتشرون في جميع مناطق البلاد، وفي الغالب خارج المناطق التي تم فيها تسجيل أسمائهم، من أجل تأمين مكاتب التصويت.
ومن المنتظر أن تعلن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات النتائج خلال 72 ساعة من إغلاق مكاتب التصويت، وذلك بعد الانتهاء من فرز الأصوات القادمة من أكثر من 2500 مكتب تصويت، فيما يشير المراقبون إلى أن الخيار سيكون محسومًا بين الرئيس المنتهية ولايته جان بينغ ومرشح المعارضة جان بينغ، أما بقية المرشحين وأغلبهم ترشحوا بصفة مستقلة فلا حظوظ لديهم.
وتسعى المعارضة إلى إلحاق الهزيمة بالرئيس المنتهية ولايته علي بونغو، الذي وصل إلى الحكم عام 2009 في انتخابات رئاسية أقيمت بعد وفاة والده عمر بونغو الذي حكم البلاد منذ عام 1967؛ وبالتالي فإن المعارضة تركز في خطابها على ضرورة إحداث التغيير وإنهاء «حكم العائلة» الذي استمر لنصف قرن؛ أما علي بونغو البالغ من العمر 57 عامًا فيؤكد أنه هو من يمثل التغيير الحقيقي والقطيعة مع «الحكم البائد»، ويشير إلى أن أغلب رموز المعارضة بمن فيهم جان بينغ كانوا يعملون مع والده.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.