الشرطة الفرنسية تجبر امرأة على نزع «البوركيني» على شاطئ نيس

المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية طلب اجتماعًا «طارئًا» مع الحكومة

الشرطة الفرنسية تجبر امرأة على نزع «البوركيني» على شاطئ نيس
TT

الشرطة الفرنسية تجبر امرأة على نزع «البوركيني» على شاطئ نيس

الشرطة الفرنسية تجبر امرأة على نزع «البوركيني» على شاطئ نيس

أثار نشر صور لامرأة محجبة تنزع قميصها بحضور شرطيين على شاطئ نيس جنوب شرقي فرنسا احتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي الأربعاء، وجدد الجدل بشأن منع لباس البحر الإسلامي (البوركيني) في عدد من المدن الفرنسية.
ويثير قرار عدد من بلديات مدن جنوب فرنسا منع البوركيني بهدف احترام مبادئ العلمانية منذ أيام الجدل في فرنسا والخارج.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، اليوم، ان الشرطة الفرنسية أجبرت امرأة على نزع قميصها الاسلامي (البوركيني).
وكانت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نشرت يوم أمس (الثلاثاء) صورًا لا تحمل تاريخًا وغير محددة المصدر، يظهر فيها أربعة شرطيين بجانب امرأة مستلقية على الشاطئ قرب كورنيش نيس، وهي تضع غطاء أزرق وأبيض على رأسها وترتدي قميصًا طويلاً باللون نفسه، ثم تقوم بخلعه أمام الشرطيين دون أن يُعرف إن كانت فعلت ذلك بطلب منهم أو من تلقاء نفسها.
ولم تتمكن بلدية نيس من توضيح ظروف الحادث لكنها قالت إن الشرطة لفتت نظر نحو 15 امرأة منذ بداية الأسبوع بسبب لباسهن على الشاطئ.
والثلاثاء أعلنت امرأة أنها ستحتج بعد لفت نظرها في 16 أغسطس (آب) وهي ترتدي الحجاب ولباسا يغطي جسدها على شاطئ كان.
وأثارت الصور على كورنيش نيس الأربعاء سيلا من ردود الفعل على مواقع التواصل التي احتجت على «إهانة» المرأة وعلى «مطاردة الحجاب» ووصف مستخدمون ما حدث بأنه «عار»، أو قالوا إنه ينم عن «كراهية».
وكتب مروان محمد رئيس مجلس مكافحة الكراهية للإسلام في فرنسا الذي رفع دعاوى ضد قرارات البلديات مع رابطة حقوق الإنسان «إنهم يريدون منها أن تنزع ملابسها، ولكن لماذا لا ينزعون بزاتهم! شرطة العار».
وكتب مدير الاتصالات لدى «هيومان رايتس ووتش» في أوروبا أندرو سترويلن على «تويتر»: «سؤال اليوم: كم شرطيًا مسلحًا نحتاج لإرغام امرأة على نزع ملابسها أمام الناس؟».
ونشرت الممثلة الأميركية سوزان ساراندون على «تويتر» الصور مرفقة بتعليق «الشرطة الفرنسية تطبق منع البوركيني بأن تطلب من امرأة نزع لباسها الإسلامي».
وافق القضاء الفرنسي على قرارات البلديات ويدرس مجلس الدولة الخميس شكاوى مرفوعة ضد هذه القرارات التي يتعين عليه التقرير بشأن مدى تماشيها مع القانون.
وفي سياق متصل، طلب المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الأربعاء اجتماعا «طارئا» مع الحكومة فيما يحتدم الجدل في البلاد على خلفية قرار حظر لباس البحر الإسلامي (البوركيني) في عدة مدن ساحلية فرنسية.
وعبر المجلس عن «قلقه إزاء المنعطف الذي اتخذه النقاش العام» حول لباس البحر الإسلامي كما أعلن رئيسه أنور كبيبش في بيان. وقال: «أمام الخوف المتزايد من وصم المسلمين في فرنسا» يطلب المجلس «لقاء طارئا» مع وزير الداخلية برنار كازنوف.



مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً

ميدان التحرير بعد تطويره ضمن  القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ميدان التحرير بعد تطويره ضمن القاهرة الخديوية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

ضمن توجه لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» واستثمارها سياحياً، تدرس مصر مقترحات بإنشاء كيان مستقل لإدارة المنطقة بوصفها أحد معالم السياحة الثقافية في العاصمة المصرية، بما تملكه من بنايات تراثية ذات طرز معمارية فريدة.

المقترحات التي ناقشها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري خلال اجتماع مع الوزارات والجهات المعنية، الاثنين، تهدف إلى إعداد رؤية متكاملة لإعادة إحياء «القاهرة الخديوية» التي تشهد أعمال تطوير واسعة، واستثمارها سياحياً. ووفق بيان لمجلس الوزراء، ناقش الاجتماع مقترحاً بتكليف أو إنشاء «كيان» مختص لإدارة المنطقة وتشغيلها.

وأكد مدبولي خلال الاجتماع أن «هناك اهتماماً كبيراً بإعادة إحياء منطقة القاهرة الخديوية، والاستغلال الأمثل لها، خصوصاً بعد انتقال الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة»، مشيراً إلى أن «تجارب الدول التي قامت بإحياء المناطق التاريخية عمدت إلى تكليف (كيان) مستقل لإدارة هذه المناطق، ولذا فهناك رؤية ومقترح بإنشاء كيان مستقل يختص بإدارة هذه المنطقة؛ وذلك بما يسهم في الاستغلال الأمثل لها، والحفاظ عليها»، وفق بيان لمجلس الوزراء.

خطط لترميم مباني القاهرة الخديوية وتطويرها (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتقع القاهرة الخديوية في وسط العاصمة المصرية، ويُطلق عليها «وسط البلد»، وتمتد من منطقة الجزيرة وكوبري قصر النيل غرباً إلى منطقة الأزبكية وميدان العتبة شرقاً، وبلغت مساحتها في مخطط الخديو إسماعيل نحو 20 ألف فدان، واستغرق إعداد وتصميم وتنفيذ مشروع القاهرة الجديدة 5 سنوات، وفق المجلس الأعلى للثقافة.

وتتميّز القاهرة الخديوية بطرز معمارية فريدة ساهم فيها معماريون فرنسيون وإيطاليون وألمان ومصريون، فقد أنشأها الخديو إسماعيل عقب زيارته للمعرض العالمي في باريس عام 1867، وعلى نهج تطوير باريس على يد هاوسمان، قرّر الخديو الاستعانة بالمعماري الفرنسي نفسه لتخطيط القاهرة، وتعيين علي باشا مبارك وزيراً للأشغال العمومية للإشراف على تنفيذ المخطط العمراني للقاهرة على غرار باريس. وفق وزارة السياحة والآثار المصرية.

ويرى الخبير الآثاري، مفتش الآثار في وزارة السياحة والآثار المصرية الدكتور، أحمد عامر أن «إعادة إحياء القاهرة التاريخية وتطويرها يأتيان ضمن التوجه الحكومي للاهتمام بالسياحة الثقافية لتحقيق التوازن بين جميع أشكال المنتج السياحي، إذ إن السياحة الشاطئية هي الأكثر رواجاً»، وقال عامر لـ«الشرق الأوسط»: إن «إسناد إدارة وتشغيل المنطقة إلى (كيان) مختص أمر جيد سيساهم في استعادة القاهرة الخديوية لرونقها وشغلها مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية العالمية بما تملكه من مقومات فريدة».

ووجه رئيس الحكومة المصرية بتشكيل مجموعة عمل لدرس المقترحات الخاصة بـ«القاهرة الخديوية»، محدداً فترة لا تتعدى شهراً واحداً للانتهاء من دراستها حتى يتسنى البدء في التنفيذ.

بنايات تراثية في القاهرة التاريخية وطرز معمارية فريدة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وخلال الاجتماع أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المهندس شريف الشربيني أن «الرؤية الاستراتيجية للقاهرة الخديوية تتضمن وضع إطارٍ مؤسّسي لإدارة الأصول في المنطقة»، موضحاً أن «فكرة إنشاء (كيان) مختص لتشغيلها وإدارتها تهدف إلى تحسين بيئة الاستثمار وجذب الاستثمارات السياحية».

واقترح عامر أن يجري «استثناء القاهرة الخديوية من القرارات الحكومية الخاصة بتحديد مواعيد رسمية لإغلاق المحلات والمتاجر، وكذلك استثناؤها من تطبيق خطة ترشيد استهلاك الكهرباء التي تقضي بإطفاء إنارة الشوارع في مواعيد محدّدة»، ففي رأيه أن «السياحة الثقافية لها خصوصية، وعندما يأتي السائح إلى القاهرة الخديوية فإنه يميل إلى السّهر ليلاً، خصوصاً في فصل الصيف، والتّجول والتّسوق».

وحدّدت وزارة التنمية المحلية منذ عام 2020 مواعيد لعمل المحلات والمتاجر، حيث تبدأ فتح أبوابها شتاء في السابعة صباحاً حتى العاشرة مساء، ويُمدّد الموعد في أيام الإجازات والأعياد ويومي الخميس والجمعة حتى الحادية عشرة، بينما يسمح للمطاعم والكافيهات بالعمل حتى 12 مساء، وفي فصل الصيف يكون موعد الإغلاق الرئيس الحادية عشرة مساء، كما تُطبّق الحكومة خطة لترشيد استهلاك الكهرباء تقضي بإطفاء جزئي لإنارة الشوارع.

وتتضمن مقترحات إعادة إحياء القاهرة الخديوية وضع خطط للترويج والتسويق السياحي للمنطقة، ودراسات السوق، ومعدّلات الطّلب على مختلف أشكال المنتج السياحي، وفق بيان مجلس الوزراء.

ويرى الخبير السياحي الدكتور زين الشيخ أن تسويق المنتج السياحي في القاهرة الخديوية يحتاج إلى رؤى وخطط مختلفة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «مصر تمتلك تميّزاً وخصوصية في السياحة الثقافية بجميع أشكالها، من متاحف وحضارة وبنايات تراثية، لذا يجب أن تكون خطط تسويق القاهرة الخديوية غير تقليدية، مباشرة مثل المشاركة في المعارض السياحية الدولية، والدعاية في الأسواق السياحية المختلفة، وغير مباشرة، مثل استخدام القوة الناعمة، عبر الأعمال الفنية، من أفلام ومسلسلات، ودعوة المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي من دول العالم إلى الحضور لمصر».