مسيرة حاشدة في الدار البيضاء لثلاثة اتحادات عمالية احتجاجا على السياسة الحكومية

شارك فيها عشرات الآلاف من العمال وجمعيات المجتمع المدني المغربي

جانب من المسيرة الاحتجاجية على السياسة الحكومية في مدينة الدار البيضاء أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
جانب من المسيرة الاحتجاجية على السياسة الحكومية في مدينة الدار البيضاء أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

مسيرة حاشدة في الدار البيضاء لثلاثة اتحادات عمالية احتجاجا على السياسة الحكومية

جانب من المسيرة الاحتجاجية على السياسة الحكومية في مدينة الدار البيضاء أمس (تصوير: مصطفى حبيس)
جانب من المسيرة الاحتجاجية على السياسة الحكومية في مدينة الدار البيضاء أمس (تصوير: مصطفى حبيس)

شارك عشرات الآلاف من المغاربة بالدار البيضاء أمس في مسيرة احتجاجية تلبية لنداء الاتحادات العمالية الثلاثة (الاتحاد المغربي للشغل، والكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل)، وذلك احتجاجا على السياسة الحكومية، وتدهور الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والمهنية للعمال المغاربة.
وشهدت المسيرة رفع لافتات وشعارات قوية مناهضة لرئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، ومن بين الشعارات التي رددوها؛ «ارحل ابن كيران»، و«المشاكل قائمة والحكومة نائمة»، كما انتقد المحتجون سياسة الحكومة التي تتسبب في ارتفاع الأسعار وتردي خدمات الصحة والتعليم والسكن والعدل، وحملوها مسؤولية ذلك، واصفين مبادراتها بـ«الوهمية»، ورافضين المساس بالحرية النقابية، وطالب العمال المتظاهرون بالتغيير مؤكدين أن الإضراب حق مشروع.
يشار إلى أن محمد نوبير الأموي، أمين عام الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، غادر المسيرة عند انطلاقها بسبب تدهور حالته الصحية. وذكر الميلودي مخارق، أمين عام الاتحاد المغربي للشغل، أن الطبقة العاملة المغربية استجابت بكل فئاتها من مختلف الأقاليم المغربية ومختلف القطاعات المهنية لنداء الاتحادات العمالية الثلاثة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «تأتي المسيرة بعد أن استنفدنا جميع وسائل الإقناع والحوار للحكومة المغربية»، مضيفا أن المطالب عادلة وتخص المطالبة بالحد من ضرب القدرة الشرائية، وزيادة عامة في الأجور، ورفع معاشات التقاعد، وتطبيق القانون من مدونة الشغل والضمان الاجتماعي والحريات النقابية، داعيا حكومة ابن كيران «أن تستخلص الدرس والعبرة والرجوع إلى الصواب أي مائدة المفاوضات من أجل الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة للطبقة العاملة المغربية».
ونفى مخارق أن تكون المسيرة سياسية، مشددا على أنها من صنع العمال والعاملات وخرجت لصالحهم، وهم من يقودونها، مضيفا أنها مستقلة عن كل جهة سياسية، وقال: «هدفها هو خدمة الطبقة العاملة وكل من يدعي غير ذلك فهو كاذب ويحاول أن يشوش على المسيرة»، مشيرا إلى أن بعض الأطراف روجت لإلغائها.
من جهة ثانية، قال عبد الرحمن العزوزي، الأمين العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل «إن المسيرة هي رسالة واضحة للحكومة نتمنى أن تقرأها قراءة جيدة ومسؤولة»، موضحا أن تجلس على طاولة المفاوضات بخصوص المذكرة التي رفعت لها. وأفاد العزوزي أنه فوجئ بالحشود الكثيرة نظرا لمشاركة منظمات وجمعيات المجتمع المدني إضافة إلى دعم شعبي.
وبشأن الخطوة المقبلة، قال العزوزي لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن الكشف عن الخطوة الثانية دون جلوس الاتحادات العمالية والاتفاق على قرار نضالي، لكنني أؤكد أنها لن تكون مشابهة للخطوة الأولى أو أضعف».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.