بتمويل سعودي.. أول قافلة غذاء تدخل تعز بعد فك حصارها الجزئي

الجيش يشدد الخناق على الميليشيات ويحرر مواقع جديدة في حذران والربيعي

عناصر من الجيش والمقاومة يعودون إلى تعز بعد سلسلة انتصارات حققوها ضد الانقلابيين غرب المحافظة («الشرق الأوسط»)
عناصر من الجيش والمقاومة يعودون إلى تعز بعد سلسلة انتصارات حققوها ضد الانقلابيين غرب المحافظة («الشرق الأوسط»)
TT

بتمويل سعودي.. أول قافلة غذاء تدخل تعز بعد فك حصارها الجزئي

عناصر من الجيش والمقاومة يعودون إلى تعز بعد سلسلة انتصارات حققوها ضد الانقلابيين غرب المحافظة («الشرق الأوسط»)
عناصر من الجيش والمقاومة يعودون إلى تعز بعد سلسلة انتصارات حققوها ضد الانقلابيين غرب المحافظة («الشرق الأوسط»)

بينما ساد الهدوء الحذر ببعض مواقع القتال في جبهات تعز، تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تقدمها والسيطرة على مناطق واسعة في الجبهة الغربية كانت خاضعة لميليشيات الحوثي والموالين لهم من قوات المخلوع صالح.
ويقابل تقدم قوات الشرعية في تعز، الدفع بتعزيزات عسكرية من أفراد ومسلحين، من قبل ميليشيات الانقلاب على مناطق حذران والربيعي غرب تعز، التي شهدت أمس مواجهات عنيفة، راح ضحيتها قتلى وجرحى من الجانبين.
يأتي ذلك وسط وصول أول قافلة غذائية بتمويل سعودي إلى مدينة تعز بعد تحرير جبهة الضباب الغربية، محملة بأكثر من 40 طنا من المساعدات الإغاثية لأهالي المحافظة.
واستكمالا لتحرير الجبهة الغربية بشكل كامل وتطهيرها من الميليشيات الانقلابية، توجهت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى منطقة الربيعي وحذران، حيث ما زالت توجد ميليشيات الانقلاب في بعض المواقع.
وأعلن الجيش الوطني تحرير الصياحي ومدرسة همدان، حيث تتمركز الميليشيات، في حذران بالربيعي، وتطهير أجزاء من منطقة مدرات شمال غربي اللواء 35 مدرع، وتمشيط تبة الكامل والمقبابة في الضباب، غرب المدينة، وتمشيط وتأمين موقعي الصومعة والتبة السوداء في الزنوج شمالا.
وفي حين تستمر عمليات الحسم العسكري في تعز وبإسناد من طيران التحالف بقيادة السعودية التي كبدتهم الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد جراء شن غاراتها الجوية على مواقع متفرقة من الجبهات، سقط قيادات حوثية بين قتيل وجريح ومنهم من فر هاربا إلى منطقة الحوبان، شرقا، الخاضعة لسيطرة الميليشيات، وآخرهم مقتل القيادي الحوثي المدعو أكرم أبو عاطف، الذي ينتمي إلى محافظة ذمار المعقل الثاني لميليشيات الحوثي بعد محافظة صعدة، و6 من مرافقيه في مواجهات جبهة الضباب.
وبحسب قيادي في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» فإن «قوات الشرعية حررت، أمس، عددا من المواقع في منطقة الربيعي من ميليشيات الانقلاب، وسيتم قريبا تطهير المنطقة كاملا، حيث تستميت الميليشيات الانقلابية الحفاظ على ما تبقى من مواقعهم لأهميتها الاستراتيجية بعد جبل الهان الذي تم تحريره، وذلك لأهمية منطقة الربيعي وبشكل خاص حذران التي تطل على الخط الرئيسي بين محافظتي تعز والحديدة».
ويأتي احتدام المواجهات العنيفة، أمس، في منطقة الربيعي بعدما أعلنت الشرعية تأمينها لخط الضاب في الجبهة الغربية، الطريق الرئيسي الذي يصل مدينة تعز بمدينة عدن بمرورها من مديرية التربة، وتأمينها لجبل الهان الاستراتيجي المطل على خط الضباب والمنفذ الغربي «غراب»، ما سهل من فتح الحصار من الجهة الغربية، ولو بشكل جزئي مع استمرار الفرق الهندسي تطهير الخط الرئيسي والمنفذ من الألغام التي ما زالت مزروعة.
كما احتدمت المواجهات في منطقة حمير مقبنة، غرب تعز، في ظل استمرار قوات الجيش الوطني والمقاومة باتجاه منطقة العبادلة حق تجمع الميليشيات الانقلابية، ورافقها القصف العنيف من قبل هذه الأخيرة على قرى حمير.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «المواجهات ما زالت مشتعلة في جميع جبهات تعز، وسط توسع مناطق السيطرة من قبل قوات الجيش والمقاومة، في الربيعي وكذلك في منطقة حمير مقبنة، حيث تقدمت القوات إلى منطقة العبادلة وسيطروا على تبة (الدار) بعد مواجهات عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين، ورافقها القصف العنيف على قرى مقنبة وحمير من مواقع تمركز الميليشيات في جبال البرق المحاذية لمصنع إسمنت البرح، غرب المدينة، ولا تزال هذه القرى تشهد حصارا مطبقا من قبل الميليشيات التي تمنع عنهم دخول المواد الغذائية».
وحول مدى تأمين المناطق التي تم دحر الميليشيات منها، وعدم استعادتها من قبل ميليشيات الانقلاب، كما حصل في وقت سابق، أكد القيادي في المقاومة أنه «سيكون هناك تأمين قوي لهذه المناطق لأنها مسؤولية مشتركة بين المقاومة الشعبية والجيش الوطني خاصة بعد الاندماج الناجح بين جميع فصائل المقاومة الشعبية والجيش الوطني، والخروج من المناطق الضيقة إلى المناطق الواسعة؛ الأمر الذي يجعل التأمين مسؤولية الجميع وامر ضروري، وقوات الجيش تعزز مواقع المقاومة الشعبية في بعض الجبهات، والعكس أيضا في جبهات أخرى».
وشهدت جبهة الأحكومة، جنوب المدينة، مواجهات عنيفة تكبدت فيها ميليشيات الانقلاب الخسائر الكبيرة على إثر محاولتها الوصول إلى طريقة نقيل هيجة العبد، التابعة لمحافظة لحج الجنوبية التي تصل بين محافظتي تعز وعدن، وهو الشريان الرئيسي للمحافظة مع استمرار إغلاق جميع المنافذ من قبل الانقلابيين.
وعلى الجانب الإنساني، شددت ميليشيات الانقلاب من حصارها الخانق على جميع منافذ مدينة تعز التي لا تزال خاضعة لسيطرتها، بعد فك الحصار من الضباب (جنوب غربي تعز) في حين ما زالت جميع المنافذ تسيطر عليها الميليشيات.
وبعد فتح خط الضباب المنفذ الجنوبي - الغربي لتعز وتأمينه، شددت الميليشيات من حصارها الخانق على جميع منافذ تعز التي ما زالت خاضعة لسيطرتها وهي:المنفذ الغربي، الخط الرابط بين محافظتي تعز والحديدة، والشمالي في شارعي الستين والخمسين، والمنفذ الشرقي في منطقة الحوبان التي تضم، أيضا، الطريق الرئيسي الواصل بين مدينة تعز ومحافظتي إب وذمار.
وعلى السياق ذاته، وصلت أول قافلة غذائية بتمويل سعودي إلى مدينة تعز، سيرتها مؤسسة فجر الأمل الخيرية للتنمية الاجتماعية وإشراف الندوة العالمية للشباب الإسلامي واللجنة العليا للإغاثة والسلطة المحلية للمحافظة وشبكة النماء للمنظمات الأهلية، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الوطني فك الحصار جزئيا من خط الضباب.
وقال بليغ التميمي، رئيس مؤسسة فجر الأمل الخيرية، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «وصلت أول قافلة إغاثية إلى مدينة تعز بعد كسر الحصار من الجهة الغربية وتأمين خط الضباب، بتمويل سعودي، وتحمل أكثر من 40 طنا من المواد الغذائية لإغاثة السكان المحاصرين للسكان في مدينة تعز منذ ما يقارب العام ونصف العام».
وأضاف أن هذه القافلة لن تكون الوحيدة، و«ستتلوها عدة قوافل إغاثية لكثير من الجهات والمنظمات سواء في الداخل أو الخارج، وكنا في مؤسسة فجر الأمل قد سيرنا قبل ذلك بعد كسر الحصار في منتصف شهر مارس (آذار) الماضي قافلة أسطوانات أكسجين مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ونحن بدورنا نشكر المملكة العربية السعودية وكل دول الخليج لجهودهم الإغاثية لدعم إخوانهم وأهلهم في اليمن».
ودعا التميمي جميع المانحين في الداخل والخارج إلى أن يبادروا بإغاثة سكان مدينة تعز وخاصة بعدما «أصبحت الأمور ميسرة والخطوط مفتوحة».
ومن جهة أخرى، أكد الدكتور عبد الله دحان، نائب وزير الصحة العامة والسكان، وصول الموافقة من السودان لعلاج الدفعة الثانية من جرحى تعز، وذلك بعدما غادرت الدفعة الأولى للعلاج.
وقال الدكتور دحان، بحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»: «تم وصول الموافقة على علاج الدفعة الثانية من جرحى تعز في السودان وعددهم 30 جريحا، واتخذ محافظ تعز علي المعمري، الإجراءات اللازمة لترتيب سفرهم».
وأشار إلى أن «الوزارة تولي الجرحى اهتماما خاصا، وأنه بحث مع عدد من الجهات تسهيل نقل الجرحى للعلاج في الخارج ممن لا تتوفر فرص علاجهم في اليمن».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.