إسرائيل تواصل عملية شق طرق في مزارع شبعا وسط استياء لبناني عارم

النائب هاشم لـ «الشرق الأوسط»: سنوجه إنذارًا للقوات الدولية وإلا سيكون لنا تحرك أيًا كان الثمن

إسرائيل تواصل عملية شق طرق في مزارع شبعا وسط استياء لبناني عارم
TT

إسرائيل تواصل عملية شق طرق في مزارع شبعا وسط استياء لبناني عارم

إسرائيل تواصل عملية شق طرق في مزارع شبعا وسط استياء لبناني عارم

واصلت إسرائيل، يوم أمس الاثنين، أشغال شق الطرق جنوبي بلدة شبعا اللبنانية وسط انتشار عسكري، وذلك استكمالا للأعمال التي بدأتها الأسبوع الماضي، واحتج عليها لبنان رسميا لدى الأمم المتحدة وشعبيا في اعتصامات نفذها العشرات على الحدود، في ظل تحذيرات من تطور الوضع في حال لم تضع القوات الدولية «اليونيفل» حدا لـ«الانتهاكات الإسرائيلية».
وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن الطيران الإسرائيلي واصل يوم أمس خرقه وانتهاكه للأجواء اللبنانية، فحلق صباح اليوم فوق مناطق حاصبيا والعرقوب ومزارع شبعا على علو متوسط في الجنوب اللبناني، فيما استكملت الجرافات الإسرائيلية أشغال شق الطرق جنوبي بلدة شبعا اللبنانية وسط انتشار عسكري إسرائيلي في المنطقة.
وحذّر النائب قاسم هاشم المتحدر، من بلدة شبعا وعضو كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من «تحرك مقابل أيا كان الثمن في حال لم تستجب القوات الدولية لطلباتنا بوقف الاعتداءات الإسرائيلية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما يحصل محاولة لاحتلال جزء جديد من الأراضي اللبنانية المحررة خاصة بعد إقدام العدو على تعبيد الطريق بالمناطق العليا».
واعتبر هاشم أنه «من واجب الحكومة اللبنانية ألا تتوقف إجراءاتها على تقديم الشكاوى باعتبار أننا نعلم تماما أن العدو لا ينصاع للقرارات الدولية ولهيبة المجتمع الدولي»، مشددا على وجوب «اتخاذ مواقف مباشرة وواضحة وتحميل القوات الدولية مسؤولياتها».
ووجه وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل الأسبوع الماضي كتابًا إلى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عن الاعتداءات الإسرائيلية التي «تشكل خرقا فاضحا للقرار 1701. وانتهاكا لحقوق السكان والسيادة اللبنانية»، مطالبًا برفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، ومتابعة الأمر مع من يلزم.
وفصّل باسيل في كتابه ما تقوم به «سلطات الاحتلال في بلدة الغجر وفي مزارع شبعا المحتلّة». وأرسل كتابًا آخر عن الخروق الإسرائيلية إلى وزارة الدفاع الوطني، طالبا منها تزويد وزارة الخارجية بكل ما يتوافر لديها من معلومات وبالسرعة القصوى.
وبحسب المعلومات تقوم إسرائيل بورشة فنية كبيرة لقضم وتوسيع الخط الحدودي في الطرف الشمالي للمزارع، وتحديدًا عند النقطة التي تربط محور رويسة العلم وجبل سدانة بمرتفعات الشحل إلى الغرب من بلدة شبعا. وتجاوز عمل الجرافات مسافة تراوحت بين الـ400 والـ500 متر في عمق المناطق المحررة، فيما بلغ طول الطريق بحدود الـ1200 متر.
وتعتبر إسرائيل أن هذه المنطقة تقع ضمن الخط الحدودي لمزارع شبعا، أو ما يُعرف بالخط الأزرق، والمعترف به من قبل الأمم المتحدة وقوات «اليونيفيل»، فيما يؤكد لبنان أن هذه المنطقة متنازع عليها، ولا يجوز للجيش الإسرائيلي القيام بأي أعمال داخلها.
وظل موقف قيادة «اليونيفيل» بعد التطورات الأخيرة غير واضح؛ إذ أعلنت أنها كثفت دورياتها لمراقبة الخط الأزرق لمنع حصول أي خرق محتمل، مشيرة إلى أن قائدها العام الجنرال مايكل بيري على اتصال دائم بالطرفين لإيجاد حل وتجنّب أي سوء تفاهم قد يزيد التوتر في تلك المنطقة.
وبحسب بيان لـ«اليونيفيل» فقد شدد بيري للأطراف على أهمية اعتماد المساعي الحميدة لـ«اليونيفيل» وآلية الارتباط والتنسيق الحالية للتوصل إلى حل يتوافق عليه الجميع؛ نظرًا إلى حساسية المنطقة. ورأى بيري أنه «من المهم التوصل إلى حلول متفق عليها مع كلا الجانبين حول الإجراءات العملية لتخفيف حدة التوتر وخفض مدى وقوع أي سوء تفاهم محتمل وبناء الثقة بين الأطراف».
أما ما يسمى بـ«حزب الله»، الذي أصبحت حربه في سوريا تأخذ الأولوية، اكتفى فقط بإدانة «الانتهاك الصهيوني الخطير للسيادة اللبنانية وخرق حرمة الأرض في مزارع شبعا المحتلة من خلال عملية شق الطرق في المنطقة المحاذية للمزارع والمستمرة دون توقف»، ليدعو «الدولة اللبنانية إلى ممارسة دورها الطبيعي في الدفاع عن سيادة لبنان واتخاذ الإجراءات الضرورية في مواجهة الخطوات الإسرائيلية المرفوضة».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.