حصيلة عربية متواضعة تحقق رقمًا قياسيًا

في حفل ختام أولمبياد ريو 2016: شينزو آبي يتقمص شخصية «سوبر ماريو»

جانب من الحفل الختامي في ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو (إ.ب.أ)
جانب من الحفل الختامي في ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو (إ.ب.أ)
TT

حصيلة عربية متواضعة تحقق رقمًا قياسيًا

جانب من الحفل الختامي في ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو (إ.ب.أ)
جانب من الحفل الختامي في ملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو (إ.ب.أ)

خلال حفل ختام أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، فاجأ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الحضور في استاد «ماراكانا»، من خلال حضوره المميز، حيث تقمص شخصية «سوبر ماريو»، وهي شخصية في إحدى الألعاب الإلكترونية الشهيرة وتتسم بطابع المغامرة.
وضمن الفقرات الأخيرة من حفل ختام الأولمبياد تسلم توماس باخ العلم الأولمبي من إدواردو بايس عمدة ريو دي جانيرو، وسلمه إلى يوريكو كويكي عمدة مدينة طوكيو التي تحتضن أولمبياد 2020، ليبدأ بعدها تسليط الضوء على الأولمبياد المقبل في طوكيو.
وجرى عرض مقطع فيديو يظهر فيه شينزو آبي وهو يحاول الانتقال من طوكيو إلى ريو بأسرع شكل ممكن، وبعد التحول إلى شخصية «سوبر ماريو» عُرِضت صور متحركة تظهره يتحرك أمام الكرة الأرضية حتى وصل إلى ريو، ليظهر شينزو آبي بشخصه في استاد «ماراكانا» حاملا الكرة الحمراء المرسومة على العلم الياباني، ويقوم بخلع قناع سوبر ماريو الضخم من على وجهه.
وشهد حفل ختام الألعاب الأولى كرنفالاً عملاقًا أُقيم في ملعب ماراكانا الأسطوري امتزجت فيه السامبا مع الألعاب النارية.
واستمر الحفل نحو ساعتين ونصف الساعة تركزت خلالها الأنظار على الكرسي الخالي من الرئيس بالوكالة ميشال تامر الذي فضل «قضاء عطلة نهاية الأسبوع في برازيليا»، وحل محله رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) رودريغو مايا.
وتلاقت مشاعر من الحزن والفرحة الطاغية في حفل الختام، فيما تنفست البرازيل الصعداء مع نهاية أول دورة ألعاب أولمبية صيفية تقام في أميركا الجنوبية.
وبدا أن الأمور انتهت بشكل بعيد عن المثالية في البرازيل التي عانت من مدرجات خالية ومخاوف أمنية وحوض غطس تحول لونه للأخضر بشكل غريب. إلا أن فوز الدولة المضيفة بميداليتين ذهبيتين قبل النهاية في رياضيتين مفضلتين بالنسبة لها، وهي كرة القدم والكرة الطائرة للرجال، ساعد في تخفيف بعض الشعور بالألم والمعاناة لدى البرازيليين بسبب الأولمبياد.
ومن ماراكانا التي بدأت فيها الأحداث قبل 16 يوما، انطلق الحدث الأخير بأشكال أشبه ببغباوات متعددة الألوان حلقت فوق أشهر معالم ريو، وهو تمثال المسيح وجبل شوجرلوف قبل أن تشكل الحلقات الأولمبية الخمس.
وفي أمسية عاصفة، هبت الرياح على أكثر استادات البرازيل تعددا في طوابقه، وانقطع التيار الكهربائي لوقت قصير عن جزء من الاستاد والحي المحيط به، قبل وقت قصير على انطلاق الحفل.
وتصاعدت أنغام الموسيقى التقليدية الخاصة بأحياء ريو مع صورة لراقصة السامبا البرازيلية كارمن ميراندا، التي اشتهرت في حقبة الثلاثينات من القرن الماضي وهو ما هيأ المسرح لدخول الآلاف من الرياضيين الذين يبلغ عددهم 11 ألفًا، والذين حضروا للمنافسة في ريو.
وحضر الحفل على الأقل 8 رؤساء دول وحكومات، بينهم رئيس الوزراء الياباني الذي ستنظم عاصمته طوكيو النسخة المقبلة في 2020، ونظيره المجري فيكتور أوربان المرشحة عاصمته بودابست لاستضافة أولمبياد 2024.
وعلى غرار حفل الافتتاح، أخذت الموسيقى البرازيلية الحيز الأكبر من الحفل الذي شهد أيضًا التقليد المعتاد في نهاية كل أولمبياد بتتويج الفائزين بسباق الماراثون من الرجال صبيحة اليوم الأخير من الألعاب.
ودخل الباقي من الرياضيين المشاركين إلى أرض الملعب، وتم تقديم الأعضاء الجدد المنتخبين في لجنة الرياضيين التابعة للجنة الأولمبية الدولية، وفي مقدمهم الروسية يلينا ايسينباييفا، «قيصرة» القفز بالزانة التي تبخرت أحلامها بلقب أولمبي ثالث بسبب حرمانها من المشاركة على خلفية فضيحة المنشطات في الرياضة الروسية.
وبعد شكر المتطوعين الذين رافقوا الألعاب، تم تسليم العلم الأولمبي إلى المدينة المضيفة التي كان لها الحق خلال دقائق معدومة بتقديم شرح موجز عن الكيفية التي ستكون عليها الألعاب بضيافتها قبل إلقاء الكلمات الرسمية.
وتناوب على الكلام رئيس اللجنة البرازيلية المنظمة لأولمبياد ريو 2016، كارلوس نوزمان الذي شكر الجميع، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، فكرر وصفه للألعاب في ريو التي شكلت برأيه «النموذج والرمز» الذي طال انتظاره. وأعلن باخ اختتام العاب ريو، وأُطفئت الشعلة في المرجلين: في ملعب ماراكانا وأمام كاتدرائية كاندلاريا وسط مدينة ريو.
* حصيلة عربية متواضعة
أنهى الرياضيون والرياضيات العرب مشاركتهم في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو وفي جعبتهم غلة «واعدة» لا بأس بها مقارنة مع ما تحقق في تاريخ مشاركاتهم السابقة. واللافت في الغلة أن 40 في المائة منها كان من نصيب السيدات وذلك للمرة الأولى في تاريخ المشاركات العربية. وتميزت الألعاب الأولمبية الأولى في أميركا اللاتينية بتسجيل الأردن اسمه في جدول الميداليات للمرة الأولى أيضا وبميدالية ذهبية. وحصد العرب 14 ميدالية في الأولمبياد: هي ذهبيتان و4 فضيات و8 برونزيات، بينها 6 ميداليات نسائية وهي ذهبية واحدة ومثلها فضية و4 برونزيات. يذكر أن الراميين الكويتيين فهيد الديحاني وعبد الله الرشيدي أحرزا ذهبية الحفرة المزدوجة (دبل تراب) وبرونزية السكيت على التوالي، لكنهما شاركا تحت العلم الأولمبي بسبب إيقاف الكويت، وبالتالي لم تحتسب الميداليات لبلدهما.
وهي رابع أفضل غلة عربية، وتبقى الأفضل هي دورة أثينا من ناحية المعدن الأصفر بـ4 ذهبيات بينها اثنتان للعداء المغربي هشام الكروج وواحدة لكل من المصارع المصري كرم جابر والرامي الإماراتي الشيخ أحمد بن حشر آل مكتوم.
وتبقى غلة ريو دي جانيرو أسوأ من الحصاد في لندن عندما نال العرب 3 ذهبيات ومثلها فضية و6 برونزيات، لكنها تبقى واعدة بالنظر إلى أعمار المتوجين بالميداليات الأولمبية، علما بأنه لو احتسبت ميداليتا الكويت لحقق العرب ثاني أفضل غلة في تاريخهم.
وخلافا للدورات السابقة وتحديدا منذ 1996 عندما كانت رياضة أم الألعاب صاحبة الغلة الأكبر، فإنها اكتفت في ريو دي جانيرو بـ5 ميداليات فقط، فيما كان النصيب الأكبر للرياضات القتالية والتي ظفرت بـ7 ميداليات أبرزها التايكوندو (3).
* سباحو أميركا يخطفون الأضواء بالإنجازات والفضائح
اجتذب سباحان أميركيان الاهتمام الأكبر في أولمبياد ريو دي جانيرو عندما أكد مايكل فيلبس قبل اعتزاله أنه صاحب الإنجاز الأعظم على مر التاريخ، في حين غادر زميله في الفريق رايان لوكتي البرازيل مسرعا قبل أن تمسك به الشرطة المحلية. وكان فيلبس على مستوى التوقعات وحصد خمس ذهبيات وفضية في ريو وهو صاحب قصة النجاح الرياضي. وقد ودع فيلبس المنافسات الأولمبية بإنجازات غير مسبوقة حاصدا 23 ميدالية ذهبية و28 ميدالية إجمالا في خمس مشاركات أولمبية ليكون بذلك صاحب أنجح سجل وأكبر حصيلة من الميداليات في تاريخ دورات الألعاب الأولمبية. وقال فيلبس عن المسيرة المتميزة: «بدأ كل هذا وانطلق بحلم صغير في الطفولة غير مسار منافسات السباحة، وحاول القيام بما لم يقم به أي شخص آخر من قبل.. وسار الأمر بصورة جيدة للغاية». وفاز لوكتي أيضا بذهبية في سباق أربعة في 200 متر تتابع حرة ليحتل المركز الثاني في قائمة الأكثر فوزا بالميداليات بعد فيلبس برصيد 12 ميدالية. لكنه بعد ذلك أثار اهتماما إعلاميا أكبر بعد أن تبين أن قصة تعرضه مع زملاء له للسرقة تحت تهديد السلاح لم يكن لها أساس من الصحة، وأصبح متهما مع زملاء بإحداث تلفيات في محطة وقود ومن ثم غادر البرازيل سريعا بعد أن تحول الموقف لغير صالحه.
ورغم فوز الفريق الأميركي بمعظم الميداليات تركز الانتباه على المعجزة كاتي ليديكي التي حصدت ثلاث ذهبيات في منافسات الفردي إلى جانب ذهبية رابعة في التتابع وفضية. وشهدت الدورة الصيفية تسجيل أرقام قياسية جديدة عندما تفوق البريطاني آدم بيتي على الرقم السابق في سباق 100 متر صدر ليصبح أول بريطاني يحرز لقبا أولمبيا في السباحة منذ 1988.
وفازت المجرية كاتينكا هوسو بثلاث ذهبيات وفضية وهي أول ميداليات أولمبية طوال مسيرتها وسجلت رقما قياسيا جديدا في سباق 400 متر فردي متنوع في حين عادت الكندية الشابة بيني أوليكسياك إلى بلادها مع أربع ميداليات. وأثبت سباح سنغافورة الصاعد جوزيف سكولينغ أن فيلبس يمكن الفوز عليه عندما فاز بذهبية سباق 100 متر فراشة متفوقا على فيلبس ومانحا بلاده أول ذهبية أولمبية.
* بولت يودع الأولمبياد بثلاثية ثالثة
أذهل يوسين بولت الجميع وحقق ما كان يصبو إليه كما تفوق مو فرح وإيلاين طومسون وديفيد روديشا وسجلت ثلاثة أرقام قياسية عالمية جديدة، وتألق الرياضيون الأميركيون في أولمبياد ريو لتعود ألعاب القوى من جديد إلى دائرة الضوء بصورة صحية بعد عام مضطرب. ولم يظهر تأثير كبير لغياب الرياضيين الروس بسبب الإيقاف، لكن تراجع الحضور الجماهيري كان واضحا خلال منافسات هذه الرياضة التي يفترض أن تكون محور اهتمام وشغف كثيرين. وسيتعين على منظمي الدورة البحث عن سبب هذا التراجع الجماهيري الذي ظهر حتى خلال منافسة بولت في نهائي سباق 100 متر.
لكن بولت «الأفضل» بذل كل جهد مستطاع لفائدة الرياضة كما كانت عادته دوما.
وأكمل العداء الجامايكي المعجزة الثلاثية الأولمبية الثالثة على التوالي في إنجاز غير مسبوق عندما حصد ذهبيات سباقات 100 و200 وأربعة في 100 متر تتابع للمرة الثالثة على التوالي ليعادل إنجاز الفنلندي بافو نورمي والأميركي كارل لويس برصيد تسع ميداليات ذهبية أولمبية في ألعاب القوى. وحرص بولت على إيصال كلماته وصوره لكل وسائل الإعلام والجماهير انطلاقا من إدراكه لدوره وإنجازاته وأهميته لكثيرين في وقت يكثر فيه الحديث عن المنشطات والفساد. وتردد الكثير أيضا في ريو عن الشخص الذي سيملأ الفراغ بعد اعتزال بولت في العام المقبل، وقام عداء جنوب أفريقيا ويد فان نيكيرك بخطوة في هذا الاتجاه عندما فاز بسباق 400 متر بعد أن حطم الرقم القياسي العالمي للسباق والمسجل باسم الأميركي مايكل جونسون والصامد منذ 1999.
* البرازيل تحقق أفضل حصيلة لكنها هزيلة
استطاعت البرازيل الدولة المضيفة والمدعومة بقاعدة جماهيرية محلية متحمسة حصد أكبر حصيلة من الميداليات في تاريخ مشاركات البلاد الأولمبية لكنها ظلت بعيدة عن الحصيلة التي نالتها الدول المستضيفة السابقة. وشكل حصد البرازيل 19 ميدالية - منها سبع ذهبيات - تطورا كبيرا مقارنة بما حدث في أولمبياد لندن 2012. وحصدت البرازيل أكثر من ضعف عدد الميداليات الذهبية التي حققتها قبل أربع سنوات كما تجاوزت بميداليتين الحصيلة الإجمالية.
وتكللت حصيلة البلاد بذهبية الكرة الطائرة للرجال يوم الأحد والتي جاءت عقب يوم واحد من أول ذهبية تحصدها البرازيل في منافسات كرة القدم للرجال. وبالنسبة للجماهير التي اندفعت إلى الشوارع للاحتفال بذهبية كرة القدم أو هتفت من النوافذ وفي المقاهي في ظل تساقط الأمطار بكثافة على ريو خلال نهائي الكرة الطائرة يوم الأحد، فإن الانتصارات تمثل علامة أخرى على أن الأولمبياد التي نظر إليها كثيرون بأنها ستقود البلاد نحو كارثة قد تجاوزت التوقعات المحلية. وبداية بالمخاوف من انتشار فيروس زيكا مرورا بتلوث المياه والمخاوف الأمنية وانتهاء بنقص التمويل، فإن أولمبياد ريو واجهت مشكلات اعتقد المنتقدون أنها ستعرقل نجاحها.
ويمكن للبرازيل أن تحتفل أيضا بتحقيق رقم أولمبي عند فوزها بمنافسات القفز بالزانة للرجال، إضافة لحصدها ذهبية الكرة الطائرة الشاطئية للرجال وذهبية فئة 49 إف إكس للسيدات ضمن منافسات الشراع. ورغم أن حصيلة البرازيل من الميداليات أثارت إعجاب البعض في البلاد فإنها تعد متراجعة وفقا لمجموعة من المقاييس.
وكانت بعض الرياضات التي يفترض أن تؤدي فيها البرازيل بشكل جيد مثل الجودو مصدر إحباط لها. وفشل بعض الرياضيين البرازيليين في الصعود لمنصة التتويج رغم توقعات سابقة بحصدهم لميداليات في منافسات تتراوح ما بين الشراع والجمباز. ونتيجة لذلك حلت البرازيل في المركز 13 في جدول ترتيب الميداليات الذهبية والمركز 12 في الترتيب الخاص بإجمالي الميداليات، وهو ما يبتعد عن الهدف الذي وضعته الحكومة بإنهاء منافسات ريو ضمن أول 10 دول في الترتيب العام.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».