مع وجود ما لا حصر له حولنا، من هواتف ذكية وكومبيوترات لوحية وساعات ذكية تضيء شاشاتها وتملأ ليالينا بالضجيج والأزيز، فمن غير المثير للدهشة أن نجد أن صعوبة الحصول على نوم هانئ قد تحولت لتصبح مشكلة صحية عامة، فإن تطبيقات مراقبة النوم الخاصة بالهواتف الذكية يمكنها معاونتك في هذا الصدد.
* رصد عادات النائم
من بين التطبيقات التي حققت لي نتائج طيبة «سليب بوت»SleepBot المتوافر مجانًا عبر نظامي تشغيل «آي أو إس» و«أندرويد»، الذي نجح في تسليط الضوء على عاداتي بالنوم، وساعدني على تحديد العناصر التي تشتت تركيزي والعادات التي يبدو أنها تؤثر سلبًا على نومي.
ومثلما هو الحال مع كثير من تطبيقات النوم الأخرى، يجري تفعيل هذا التطبيق من خلال تحديدك لوقت تنبيه معين، ثم تضع الهاتف أسفل وسادتك مع توصيله بالشاحن كي لا تستيقظ من نومك على صوت التنبيهات الخاصة بقرب نفاد البطارية. ومع تنقلك بين مراحل متنوعة من النوم أثناء الليل، يتولى «سليب بوت» تسجيل حركات جسدك.
وعندما يحين وقت انطلاق المنبه، ينتظر «سليب بوت» حتى تلتقط مجسات الهاتف أنك بدأت في التحرك بمعدل أكبر، ما يعني أنك قد تكون في مرحلة نوم خفيف. حينئذ، ينطلق المنبه.
وتكمن الفكرة في أنه عندما تصحو خلال فترة النوم الخفيف، فإن ذلك سيجنبك حالة الترنح التي قد تصيبك جراء إيقاظك من نوم عميق. وبمجرد أن تصحو من النوم، يعرض التطبيق إحصاءات بخصوص الفترة التي نمت خلالها ويعرض رسمًا بيانيًا يكشف مقدار الحركات التي قام بها جسدك خلال النوم.
وينصت تطبيق «سليب بوت» أيضًا، لمستوى الضوضاء المحيطة ويعرضها في صورة رسم بياني. وبمجرد أن يصبح استخدامك للتطبيق منتظمًا، قد تتمكن من رصد أنماط بمقدورها معاونتك على فهم السبب وراء تمتعك بقسط جيد من النوم، أو فقدانك لهذا الأمر. وعلى سبيل المثال، فقد نقلت سريري بعيدًا عن النافذة بعدما أدركت أن ضوضاء الشارع على ما يبدو تؤثر على نومي.
وتتضمن خيارات «سليب بوت» اختيار موسيقى التنبيه من مكتبة الهاتف أو استخدام موسيقى ناعمة متوافرة بالتطبيق ذاته. إلا أنه من وقت لآخر، يصبح استخدام التطبيق معقدًا بعض الشيء، حيث يحتاج لخطوات أكثر مما قد تعتقده لتغيير الإعدادات أو خلق تنبيه لوقت جديد.
* تطبيقات النوم
وبالمثل، يعنى تطبيق «بيلو»Pillow الوسادة بتعقب أنماط النوم، مع سطح واجهة يضم أقل عدد ممكن من العناصر، وإمكانية دمجه مع ساعة «آبل ووتش»، ويساعد التصميم البسيط لشكل التطبيق في بث حالة من الاسترخاء في النفس مع تشغيلي لخاصية التنبيه في اللحظات الأخيرة قبل أن أخلد للنوم.
يعمل التطبيق مع «آيباد» و«آيفون»، ويعمل على تعقب الحركة والأصوات. ويتميز هذا التطبيق باحتوائه على عدد أكبر بكثير من الخدمات عن «سليب بوت»، حيث يمكنك تصدير تسجيلات الأصوات وتخزين بيانات في الجزء الخاص بعاداتك اليومية المرتبطة بالنوم، مثل قراءة كتاب قبل النوم.
وإذا كنت تملك «آبل ووتش»، فإن «بيلو» يستخدم مجسات بهذه الساعة لتسجيل أنماط نومك، وبالتالي ليست هناك حاجة لوضع الهاتف أسفل الوسادة. ويعد هذا التطبيق ممتازًا، رغم أنه يعمل عبر «آي أو إس» فقط. كما أن النسخة المجانية من التطبيق محدودة، وتبلغ تكلفة استخدام خيار تصدير ملفات صوتية وخدمات أخرى 5 دولارات.
وتعد متابعتك أثناء النوم مجرد خيار واحد لمعاونتك على الاستمتاع بدرجة أكبر بالنوم. ومن بين التطبيقات الأخرى التي قمت بتجريبها «بزيز»Pzizz ، الذي ينتج ملفات سمعية تمزج صوت موسيقى ناعمة بأصوات من الطبيعة ومؤثرات صوتية ثلاثية الأبعاد من المفترض أنها تعاونك على الاسترخاء.
يتميز «بزيز» بشكل واجهة جذاب، ومن الممتع حقًا الاستماع إلى مزيج الأصوات الذي يقدمه. بيد أنه في كثير من المرات، فوجئت بنفسي اهتم كثيرًا بالتطبيق على نحو شغلني عن النوم! جدير بالذكر أن «بزيز» يتوافر مجانًا عبر «آي أو إس» و«أندرويد». من بين التطبيقات الأخرى المشابهة «ماي سليب بوتون»mySleepButton الذي يضم توجيهات صوتية ترشدك من خلال صور أثناء استلقائك على الفراش. وتبدو بعض الصور غريبة (مثل صورة فتاة تعدل وضع شعرها، وطفل يتحدث إلى سوبرمان). ويعمل هذا المزيج من الصور الذهنية على تشتيت انتباه مخك الواعي، في الوقت الذي يستلقي جسدك استعدادًا للنوم. ويضم سطح الواجهة الخاص بـ«ماي سليب بوتون» على العناصر الأساسية فحسب، ويضم محتوى محدودا للغاية، مجانيًا عبر «آي أو إس» و«أندرويد»، بينما تبلغ تكلفة النماذج البصرية الجديدة 3 دولارات أو أكثر. وبوجه عام، يعتبر تطبيقًا مثيرًا أنصح بتجربته.
وفي ظل اختلاف العلماء فيما بينهم حول الممارسات الأمثل فيما يتعلق بالنوم، ومع تباين طبائعنا، ربما من المجدي تجريب استخدام أحد هذه التطبيقات.. وتمنياتي لك بنوم هانئ.
* خدمة «نيويورك تايمز»