«غازي عنتاب».. قاعدة «داعش» اللوجيستية في تركيا تكتوي بنيرانه

تحقيقات تكشف تخطيطه لاحتلالها

«غازي عنتاب».. قاعدة «داعش» اللوجيستية في تركيا تكتوي بنيرانه
TT

«غازي عنتاب».. قاعدة «داعش» اللوجيستية في تركيا تكتوي بنيرانه

«غازي عنتاب».. قاعدة «داعش» اللوجيستية في تركيا تكتوي بنيرانه

تعرف مدينة غازي عنتاب، جنوب تركيا، التي شهدت تفجيرا انتحاريا داميا استهدف حفل زفاف، وأوقع 51 قتيلا وعشرات المصابين، الليلة قبل الماضية، بأنها قاعدة تمركز تنظيم داعش في تركيا، لقربها من الحدود السورية، وسهولة الوصول إليها من داخل سوريا، عبر دروب ومعابر سرية.
وكشفت مذكرة اتهام، تقع في 500 صفحة، أعدتها النيابة العامة في أنقرة، عن مخطط لتنظيم داعش الإرهابي للاستيلاء على المدينة.
وتتحدث مذكرة الاتهام عن خطة احتلال «غازي عنتاب» استنادًا إلى رسالة بعث بها زعيم «داعش» في المدينة، يونس دورماز، إلى إلهاملي بالي، الشهير بزعيم «داعش» في تركيا، الذي أصدر التعليمات الخاصة بهجمات «داعش» في كل من منطقة «سلطان أحمد» في إسطنبول بداية العام الحالي، وديار بكر وسوروتش التابعة لشانلي أورفا، ومحطة قطار أنقرة العام الماضي.
وبحسب المذكرة، اقترح دورماز التكتم على أنشطة التنظيم في تجنيد عناصر تنظيم داعش بمدينة «غازي عنتاب»، من خلال الإعلان أنهم يستهدفون حماية المسلمين ضد حزب العمال الكردستاني. أما فيما يتعلق بوقت التنفيذ، وشكل التنظيم، فقال دورماز: «في الوقت الراهن، تحتوي غازي عنتاب على وظائف يمتهنها العرب فقط، حيث يوجد نحو 50 رجلاً تقريبا يعملون في صناعة الأحذية والشباشب. لذا، سيقوم تركي غير لافت للأنظار باستئجار مكان مؤلف من طابقين، وسيحوله إلى مقر عمل، وسيوظّف فيه العرب فقط بواقع 50 رجلاً على الأقل. وبهذه الطريقة، سنخبئ رفاقنا خلف ستار مقر العمل، وإن فتحنا 5 مقرات أخرى مشابهة لهذا، فسنتمكن من أداء مهامنا».
كما تضمنت مقترحات دورماز خطة الإيواء في المنازل غير المسجلة التي اطلع عليها الرأي العام التركي لأول مرة، بعد ظهور أنباء حول استئجار منفذي الهجوم الانتحاري على مطار أتاتورك الدولي، في الـ28 من يونيو (حزيران)، منزلاً في حي فاتح، بإسطنبول.
وواصل درمان مقترحاته، قائلا: «توجد منازل يقطنها العرب فقط، ويمكننا إسكان رفاقنا فيها بإيجار سنوي. فعلى سبيل المثال، أنا أقطن في مبنى يسكنه العرب، والمبنى مؤلف من 38 شقة، وكل شقة تضم 4 أشخاص على الأقل، مما يعني أن بإمكاننا إخفاء 110 أشخاص على الأقل».
وعقب وقوع الهجوم الذي تعرضت له بلدة عين العرب (كوباني)، في شمال سوريا، العام الماضي، وردت ادعاءات بأن «داعش» نفّذ هذا الهجوم بدعم خلايا التنظيم العاملة في «غازي عنتاب».
ويصدر الجيش التركي نشرة أسبوعية حول عدد مقاتلي «داعش» الذين ألقي القبض عليهم في المدن التركية المختلفة، وتأتي مدينة «غازي عنتاب» في المرتبة الأولى بين أكثر المدن التركية التي تم توقيف واعتقال عناصر من «داعش» فيها.
كما أن المدعو أورهان ج. المتورط في تفجير استهدف المؤتمر الجماهيري لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية، جنوب شرقي تركيا، قبل يوم واحد من الانتخابات البرلمانية التركية، في 7 يونيو العام الماضي، وأسفر عن مقتل 4 وإصابة 402 آخرين، تم اعتقاله أيضًا في مدينة «غازي عنتاب».
وتشير التقارير الأمنية إلى أن المقاتلين التابعين لتنظيم داعش الإرهابي، وكذلك المتعاطفين معه، يصلون إلى مدينة «غازي عنتاب» عبر الطرق البرية أو الجوية، ليبقوا لفترات في البيوت والمخابئ الخاصة بـ«داعش»، ومن ثم ينتقلون إلى الأراضي السورية، موضحة أن «داعش» حول المدينة إلى مركز للدعم اللوجيستي، لتلبية احتياجاته من القوة البشرية والاحتياجات الأساسية.
وتثار بعض الادعاءات بأن التنظيم الإرهابي تلقى هزائم متتالية في عدد من المناطق المتاخمة للحدود مع تركيا، مما دفعه إلى الاختفاء بالانسحاب إلى خلايا التنظيم في مدينتي «غازي عنتاب» و«كيليس».
وفجر نائب حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض عن مدينة إسطنبول، أران أردم، مفاجآت مثيرة حول فعاليات تنظيم داعش الإرهابي داخل تركيا.
وأشار أردم، في تصريحات أمس (الأحد)، إلى أن تركيا تحتوي على نحو 200 خلية لـ«داعش»، وأن مدينة إسطنبول تضم خلايا نشطة بالتنظيم، موضحًا أنه يمكن الاكتفاء بتفقد قوائم المسافرين بين إسطنبول و«غازي عنتاب» منذ عام 2013 لفهم خطورة تنظيم داعش تركيا.
وأضاف أردم أن 20 في المائة على الأقل من المسافرين المشار إليهم هم من ميليشيات «داعش»، مشيرًا إلى أن أكثر من 600 داعشي دخلوا «غازي عنتاب» بهذه الطريقة، على حد تعبيره. وأوضح أردم أن المعلومات التي توصل إليها بشأن ميليشيات «داعش» من مشاهداته في بقاع مختلفة من العالم، واستماعه لتقاريرهم، تشير إلى أنهم كانوا يفدون أولا إلى إسطنبول، ويقيمون في بيوت ضيافة، حتى إنهم كانوا يستخدمون بيوت ضيافة تابعة لهيئة الشؤون الدينية في حي فاتح من حين لآخر، لافتًا إلى أنه لا يعلم ما إن كانت هيئة الشؤون الدينية التركية على علم بهذا الأمر أم لا، غير أن هذا الأمر جلي، على حد قوله.
وذكر أردم أن مساكن الشرطة استخدمت أيضًا للغرض نفسه، وأن ميليشيات «داعش» انتقلت من هناك إلى «غازي عنتاب» حتى معسكرات التدريب التي يتلقون فيه تدريبات نظرية، وليس تدريبات مسلحة، إذ إنهم يتلقون تدريبات حول الأسلحة والقنابل فور بلوغهم مدينة الرقة في سوريا.
وأعلن أردم أن الأمن العام والمخابرات التركية على علم بكل هذه المعلومات، لكن لم تتخذ أي إجراءات في هذا الصدد، واصفًا العمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا ضد تنظيم داعش بـ«الترهات».
وأشار أردم أيضًا إلى اعتقال خالص بايانجوك، واسمه الحركي «أبو حنظلة»، الذي يُزعم أنه قائد التنظيم في تركيا، عقب هجوم سوروتش في شانلي أورفا، العام الماضي، واقتياده إلى مديرية الأمن، حيث طُرحت عليه 5 أسئلة، من بينها سؤال كوميدي حول ما إن كانت له أي علاقة بالتنظيم الإرهابي، ومن ثم أطلق سراحه، وتبين لاحقا أنه فر إلى سوريا.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».