تدني أعداد مشاهدي فعاليات أولمبياد ريو صفعة في وجه «إن بي سي»

القناة تحصي الخسائر وتراجع سلوك المستهلك الرقمي

تراجع أعداد مشاهدي حفل افتتاح البطولة بنسبة 35 % مقارنة بما كان عليه الحال منذ أربع سنوات (نيويورك تايمز)
تراجع أعداد مشاهدي حفل افتتاح البطولة بنسبة 35 % مقارنة بما كان عليه الحال منذ أربع سنوات (نيويورك تايمز)
TT

تدني أعداد مشاهدي فعاليات أولمبياد ريو صفعة في وجه «إن بي سي»

تراجع أعداد مشاهدي حفل افتتاح البطولة بنسبة 35 % مقارنة بما كان عليه الحال منذ أربع سنوات (نيويورك تايمز)
تراجع أعداد مشاهدي حفل افتتاح البطولة بنسبة 35 % مقارنة بما كان عليه الحال منذ أربع سنوات (نيويورك تايمز)

خلال أسابيع قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو خالج مسؤولي «إن بي سي» اعتقاد أن أعداد المشاهدين خلال أوقات الذروة على مدار الحدث المستمر طوال 17 يومًا سيكافئ أو سيفوق مشاهدي دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها لندن منذ أربع سنوات.
ومع عودة نجوم رياضيين، مثل مايكل فيليبس وكاتي ليدكي وأوسين بولت، بجانب مشاركة فريق الجمباز الأميركي للسيدات صاحب الأداء الرائع، رأى مسؤولو «إن بي سي» أن عدد مشاهدي دورة ألعاب لندن الأولمبية، الذي وصل إلى 31 مليون شخص، يمثل هدفًا من الممكن تحقيقه.
بيد أنه على أرض الواقع، يبدو حتى الآن من المتعذر الوصول إلى هذا الرقم. واللافت أن أداء «إن بي سي» تعثر في وقت مبكر من انطلاق البطولة. ويتضح ذلك من الأرقام التي تكشف عن أن أعداد مشاهدي حفل افتتاح البطولة، الجمعة، تراجع بنسبة 35 في المائة مقارنة بما كان عليه الحال منذ أربع سنوات. وأعقب ذلك تراجع بنسبة 28 في المائة خلال اليوم الأول لمنافسات الدورة الأولمبية. ورغم التحسن الذي طرأ على أداء «إن بي سي» منذ ذلك الحين، فإنها اجتذبت في المتوسط 28.6 مشاهد بعد خمسة أيام على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية، مما يشكل انخفاضا بنسبة تقارب 20 في المائة عن الـ35.6 مليون الذين شاهدوا دورة الألعاب الأولمبية في لندن.
اللافت كذلك أنه من بين المشاهدين، تراجعت أعداد المنتمين للفئة العمرية بين 18 و34 بنسبة 32 في المائة. وبطبيعة الحال، أثار هذا التراجع قلقًا عارمًا داخل «إن بي سي»، التي حصلت على حق بث جميع الألعاب الصيفية منذ عام 1988، وأبرمت اتفاقات بقيمة 12 مليار دولار كي تتمكن من بث جميع دورات الألعاب الأولمبية حتى عام 2032.
جدير بالذكر أن البث خلال وقت الذروة عبر «إن بي سي» يحمل معه نحو ثلاثة أرباع عوائد إعلاناتها المرتبطة بفترة الدورة الأولمبية، ويعتمد مسؤولو المحطة على هذه الفترة لاجتذاب المشاهدين ممن يطلق عليهم جيل الألفية وكذلك المشاهدين الأكبر سنًا والتفوق على المحطات المنافسة خلال وقت الذروة.
وعن هذا، قال بيلي غولد، نائب رئيس المحطة ومدير شؤون أبحاث البرامج لدى «أمبليفت»، قسم من وكالة «دنتسو إغيس نتورك» للإعلانات، التي لديها كثير من العملاء يبثون إعلانات عبر «إن بي سي» خلال فترة إذاعة الألعاب الأولمبية: «يتركز جل اهتمامنا على الحدث الرئيسي في (إن بي سي) ويشكل هذا الحدث المصدر الأكبر للعائدات».
إلا أن مسؤولي «إن بي سي يونيفرسال» يعتقدون أنهم يملكون الإجابة عن سؤال: أين ذهب مشاهدو وقت الذروة؟ وتتمثل الإجابة في أنهم يتابعون دورة الألعاب الأولمبية عبر اثنتين من محطات الكيبل العملاقة: «برفو» و«إن بي سي إس إن»، الأمر الذي يعكس حجم التغير الذي طرأ على عادات المشاهدة بين العملاء.
مساء الثلاثاء الماضي، بلغ عدد مشاهدي «إن بي سي» وقت الذروة 33.4 مليون شخص، ما يقل بأكثر من 5 مليون عن أولئك الذين كانوا يتابعون المحطة ذاتها في الليلة المشابهة بخصوص دورة الألعاب الأولمبية بلندن. إلا أن 2.3 مليون شخص آخرين كانوا يشاهدون الفعاليات عبر الكيبل وقرابة 404 آلاف كانوا ينقلون بثًا حيًا بالفيديو. ومع ذلك، فإن الإجمالي البالغ 36.1 مليون مشاهد ظل أقل من قرابة الـ35.6 مليون مشاهد الذين تابعوا «إن بي سي» في لندن منذ أربع سنوات، عندما لم تتوافر محطات كيبل موازية ولم يكن هناك بث حي خلال أوقات الذروة.
من جهته، أعرب آلان وورتزل، رئيس شؤون التنمية الإعلامية لدى «إن بي سي يونيفرسال» الأسبوع المنصرم، عن دهشته حيال تراجع معدلات المشاهدة عبر «إن بي سي» وارتفاع معدلات المشاهدة عبر الكيبل وشبكة الإنترنت. إلا أنه استطرد قائلاً إن «دورة الألعاب الأولمبية ليست بمأمن من التغييرات الراديكالية الكبرى على صعيد سلوك مستهلكي المواد الإعلامية».
والواضح أن «إن بي سي» واجهت قاعدة من المشاهدين أصبحت أكثر التصاقًا بهواتفها الذكية والكومبيوترات اللوحية والتلفزيونات المرتبطة بالإنترنت على نحو متزايد، التي رغبت في متابعة الأحداث في الوقت الذي يحلو لها، وليس حسب جدول البث الخاص بـ«إن بي سي».

* خدمة «نيويورك تايمز» خاص بـ«الشرق الأوسط»



ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟
TT

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

ما تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل في منصات «التواصل»؟

يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تراجعاً في استراتيجية تسويق الأخبار عبر «الهاشتاغ» التي كانت فعالة لسنوات، وذلك عقب إعلان «ميتا» تراجع الاعتماد على «الهاشتاغ» لتحقيق التفاعل والوصول، وتحديداً على «إنستغرام»، التي هي المنصة الأكثر استخداماً للهاشتاغات منذ إطلاقها. وتبع هذه الخطوة إعلان تطبيق «إكس» (تويتر سابقاً) عبر مالكه إيلون ماسك «انعدام جدوى استخدام الهاشتاغ (الكلمات المفتاحية) في العام الجديد»، مما أثار تساؤلات حول تأثير تراجع استخدام «الهاشتاغ» على التفاعل بمنصات التواصل الاجتماعي.

للتذكير، «الهاشتاغ» هو كلمة أو عبارة مسبوقة برمز #، تُستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي لتصنيف المحتوى، مما يسهل على المستخدمين العثور على المنشورات المتعلقة بموضوع معين. لسنوات عديدة كان لـ«الهاشتاغ» دور بارز في تحقيق معدلات الوصول والتفاعل مع المنشورات، ومنها الأخبار. ووفق بيانات صدرت عن «شبكة موارد التعلم بكاليفورنيا» (CLRN) في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، «لا يزال نحو 95 في المائة من مستخدمي (إنستغرام) يعتمدون على الهاشتاغات لاكتشاف محتوى جديد».

الدكتور حسن مصطفى، خبير التسويق الرقمي والإعلام الجديد في الإمارات العربية المتحدة، قال لـ«الشرق الأوسط» معلقاً إن «الهاشتاغ كان في السابق أداة قوية لتنظيم المحتوى وجذب الجمهور المستهدف. ولكن مع تراجع دعمه من قبل منصات مثل (إنستغرام) و(إكس) من المتوقع أن ينخفض دوره كعامل رئيس في زيادة الوصول». وذكر أن السبب يكمن في «تغيير خوارزميات هذه المنصات التي تركز بشكل أكبر على جودة المحتوى وتفاعله بدلاً من الاعتماد على الكلمات المفتاحية أو الهاشتاغات».

مصطفى توقع أيضاً أن «يظل الهاشتاغ أداة ثانوية لتنظيم المحتوى بدلاً من كونه محركاً رئيساً للوصول، مع استمرار أهميته في بعض المنصات مثل (تيك توك) و(لينكد إن)، حيث لا يزال يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الاستكشاف». وأضاف أن «التسويق بالمحتوى الجيّد يعتبر من أفضل طرق الوصول والتفاعل المستدام، وما زالت عبارة المحتوى هو الملك Content is The King تشكل حقيقة ماثلة». ومن ثم، نَصَح الناشرين «بضرورة الاعتماد في الوصول للجمهور المستهدف على تحسين جودة المحتوى، من خلال تلبية احتياجات الجمهور، ليضمن بذلك تفاعلاً، كما أنه سيحصل على أولوية في الخوارزميات».

مصطفى لفت أيضاً إلى أهمية التوجه نحو الفيديوهات القصيرة والمحتوى التفاعلي، موضحاً أن «(تيك توك) و(ريلز إنستغرام) أثبتا فعالية الفيديوهات القصيرة في الوصول لجمهور أوسع». ولضمان استمرارية معدلات الوصول للأخبار، رأى أن على الناشرين الاهتمام بـ«تحسين استراتيجيات تحسين محركات البحث (SEO)، وكذلك التعاون مع المؤثرين، فضلاً عن تفعيل أداة الإعلانات المدفوعة... التي هي من العوامل المهمة في الوصول بشكل أسرع وأكثر استهدافاً».

جدير بالذكر أن منصات مثل «تيك توك» لا تزال تولي أهمية لـ«الهاشتاغ». ووفقاً لبيانات صدرت عن «جمعية التسويق الأميركية» (American Marketing Association)، في أغسطس (آب) الماضي، فإن المنشورات التي تحتوي على 3 - 5 علامات تصنيف على الأقل إلى تحقيق انتشار أكبر. وأردفت أن «استخدام هاشتاغ مثل #fyp (صفحة For You) جمع ما يقرب من 35 تريليون مشاهدة... ثم إن استخدام الهاشتاغ على «فيسبوك» أقل أهمية، وقد يحمل آثاراً تفاعلية متفاوتة مما يستلزم اتباع نهج حذر واستراتيجي».

من جهته، في لقاء لـ«الشرق الأوسط» مع معتز نادي، الصحافي المصري والمدرب المتخصص في الإعلام الرقمي، قال نادي إن «ثمة تغييرات حثيثة تطغى على سوق الإعلام الرقمي وفضاء التواصل الاجتماعي، من ثم على الناشرين سرعة مجاراة التحديثات، لأن هذا من الأمور الحيوية التي يجب أن يلم بها الناشرون لضمان فعالية وصول المحتوى الذي يقدمونه إلى الجمهور المستهدف».

وعدّ نادي تحقيق التفاعل والوصول للأخبار مهمة تتطلب التكيف والتطوير، مضيفاً أنه «يجب أن يولي الناشرون أهمية لتطوير القوالب التي تضمن الانتشار مثل الفيديو على (تيك توك)، واتجاه الفئات الأصغر سناً إليه للبحث عن المعلومة وفقاً لتقارير معهد رويترز للصحافة قبل نحو سنتين، مما يعني أنه على وسائل الإعلام ومديري المحتوى على المنصات إدراك أهمية تلك المنصات بالتطور الدائم دون التوقف عند فكرة الهاشتاغات».

وأشار نادي إلى إمكانية تحسين معدلات الوصول من خلال «فن اختيار الكلمات في العناوين بما يتناسب مع العبارات المتداولة لضمان الوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور عند البحث عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي». ومن ثم شدد على أهمية «الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتطبيقات التي باتت المنصات تعتمد عليها، مثل (فيسبوك) و(واتساب) و(إكس)، لا سيما أن هذا الاتجاه سيشكل لغة خوارزميات المستقبل في نشر المحتوى».