إيران تحرك ميليشيات تابعة لها في العراق لاغتيال السفير السعودي في بغداد

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : وزارة الدفاع العراقية رفضت طلب السبهان نقله بهليكوبتر إلى المطار

ثامر السبهان
ثامر السبهان
TT

إيران تحرك ميليشيات تابعة لها في العراق لاغتيال السفير السعودي في بغداد

ثامر السبهان
ثامر السبهان

علمت «الشرق الأوسط»، من مصادر مطلعة أن هناك مخططات لميليشيات شيعية عراقية بتدبير إيراني تجري من ثلاثة محاور لعملية اغتيال ثامر السبهان، سفير السعودية لدى العراق، وذلك باستهداف سيارته المصفحة عبر صواريخ آر بي جي 7، مشيرة إلى أن هذه الميليشيات على ارتباط مباشر بإيران، وأبرزها سرايا الخرساني، ومجموعة تعمل مع أوس الخفاجي، الأمين العام لقوات «أبو الفضل العباس» التي تعد مكونا بارزا في ميليشيات الحشد الشعبي.
وأوضح مصدر مطلع في اتصال هاتفي أن هناك محاور لتنفيذ عملية اغتيال السفير ثامر السبهان، سفير الرياض لدى بغداد، وكل محور مختلف عن الآخر، على أن تنفذ العملية في أسرع وقت، حيث تم اكتشاف مخططين أحدهما لكتائب خراسان، في حين اتضحت المعالم خلال الفترة القليلة الماضية عن مخطط جديد، يقوده أوس الخفاجي، الأمين العام لقوات «أبو الفضل العباس»، وجميع هذه المخططات الفاشلة، تمت بتدبير من إيران.
إلى ذلك، كشف مسؤول أمني عراقي لـ«الشرق الأوسط»، عن معلومات تتعلق عن إحدى محاولات اغتيال السفير السبهان، من قبل ميليشيا سرايا الخرساني للتخلص منه ومن تصريحاته ضد إيران وضد اتباع نظام طهران في العراق ولخلق أزمة سياسية ودبلوماسية بين العراق والسعودية.
وقال المسؤول الأمني العراقي، الذي يعمل في أحد الأجهزة الاستخبارية العراقية لـ«الشرق الأوسط» في بيروت التي يزورها حاليا: «تمكنت أجهزتنا من تتبع خطة وضعتها ميليشيا سرايا الخرساني ورصدنا اتصالات هاتفية بين عناصر هذه الميليشيا وأفراد يعملون في مطار بغداد الدولي ينتمون سرايا الخرساني تتعلق بمعلومات عن حركة وسفر السبهان من بغداد وإليها».
وأضاف المصدر «الخطة تتلخص باعتراض موكب السفير السعودي على طريق مطار بغداد الدولي بسيارات دفع رباعي تحمل لوحات (أرقام) مزيفة تعود لوزارة الداخلية وتنفيذ محاولة الاغتيال بواسطة صواريخ آر بي جي 7 المضادة للدروع، كون السفير السبهان يستقل سيارة محصنة ضد الرصاص، ومن ثم الفرار إلى منطقة الرضوانية السنية كي يتم تمويه الأجهزة الأمنية حول الجهة المنفذة وإسنادها إلى تنظيم داعش».
وزاد المسؤول، أن الرسالة التي تتبعناها والمرسلة من مجموعة التنفيذ التابعة «سرايا الخرساني إلى أحد العاملين في مطار بغداد الدولي تقول: «الجماعة في انتظار وصول الحجي سباهي لاستقباله في المضيف.. اعلمونا بتفاصيل وصول الحجي»، مشيرا إلى أن «المقصود بالحجي (الحاج) سباهي، وهو اسم شعبي متداول في ريف جنوب العراق، هو السفير السبهان، أما المقصود بالمضيف فهو نقطة تنفيذ عملية الاغتيال».
وقال المسؤول: «لقد تمكنا من إلقاء القبض على الشخص العامل في مطار بغداد الدولي وتأكدنا من أنه تعاون مع ميليشيا سرايا الخرساني مقابل مبلغ من المال، بينما لم نستطع من الوصول إلى كامل المجموعة المنفذة التابعة مباشرة لسرايا الخرساني والتي تتكون من ثمانية أفراد موزعين على سيارتين، بل ألقينا القبض على أحدهم، كونهم يغيرون أرقام هواتفهم الجوالة ويتصرفون بحذر شديد، وقد اعترف هذا الشخص بأن ضابطا إيرانيا هو من وضع خطة الاغتيال وأشرف على تنفيذ الخطة التي لم تتحقق بسبب وصول معلومات غير واضحة من مطار بغداد الدولي وللتشديدات الأمنية حول شخص السفير السعودي، لكونه (السبهان) حذرا للغاية ويتمتع بحس أمني عال».
وأضاف المصدر «للأسف تم إطلاق سراح الشخص الذي اعتقلناه من قبل قاضي التحقيق بحجة عدم توفر الأدلة الكافية وبتأثير من سرايا الخرساني التي تتمتع بنفوذ قوي في وزارة الداخلية التي هي تحت سيطرة منظمة بدر بزعامة هادي العامري».
وتابع المصدر: «نصحنا وزارة الخارجية العراقية، بنقل السفير السبهان، وطاقم السفارة خلال سفرهم بواسطة طائرة هليكوبتر من موقع السفارة في فندق الرشيد إلى المطار وبالعكس». إلى ذلك، أكد مصدر آخر أن السفير السبهان، «تقدم بطلب إلى وزارة الدفاع العراقية لتأمين طائرة هليكوبتر لنقله إلى المطار، إلا أن الوزارة رفضت الطلب».
وقال المصدر الأمني العراقي «نحمد الله تعالى على عدم نجاح خطة سرايا الخرساني لاغتيال السفير السعودي فهذه فضيحة أمنية، ثم إن العراق بحاجة إلى جهد دبلوماسي لتطوير علاقاته مع دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية»، مشيرا إلى أن «الميليشيات المسلحة في العراق هي أقوى من الأجهزة الأمنية الرسمية بفضل الدعم الإيراني لها وتجهيزها بالأسلحة المتطورة والأموال وتدريب عناصرها في إيران من قبل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بقيادة الجنرال قاسم سليماني».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.