إردوغان يتوعد بضرب أكراد سوريا.. وجاويش أوغلو في طهران في زيارة مفاجئة

وزير الخارجية التركي قال إن الحل الدائم في سوريا غير ممكن من دون روسيا

مدنيون من أكراد سوريا يستعدون لمغادرة الحسكة بعد أن أغارت طائرات النظام السوري على المدينة أمس (أ.ف.ب)
مدنيون من أكراد سوريا يستعدون لمغادرة الحسكة بعد أن أغارت طائرات النظام السوري على المدينة أمس (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يتوعد بضرب أكراد سوريا.. وجاويش أوغلو في طهران في زيارة مفاجئة

مدنيون من أكراد سوريا يستعدون لمغادرة الحسكة بعد أن أغارت طائرات النظام السوري على المدينة أمس (أ.ف.ب)
مدنيون من أكراد سوريا يستعدون لمغادرة الحسكة بعد أن أغارت طائرات النظام السوري على المدينة أمس (أ.ف.ب)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن تركيا قد تضرب وحدات حماية الشعب الكردية الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي وصفه بالجناح السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني المصنفة في تركيا كمنظمة إرهابية، إذا رأت ضرورة لذلك، في حين ذكرت مصادر تركية أمس أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قام بزيارة مفاجئة لطهران لم يعلن عنها من قبل.
وبعد الهجمات المكثفة لمنظمة حزب العمال الكردستاني في شرق وجنوب شرقي تركيا، لمح إردوغان إلى إمكانية ضرب بلاده وحدات حماية الشعب الكردية «إذا اقتضت الضرورة» مؤكدًا أنها تشكل تهديدا لتركيا. وقال إردوغان في كلمة أمام وفد من «اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي» بالقصر الرئاسي في أنقرة «سنحارب منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية» في جميع المناطق في تركيا، لافتا إلى أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي وصفها بالجناح السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني، تشن هجمات في شمال سوريا، تشكل تهديدًا ضد بلاده، وأن تركيا ستواصل محاربة الإرهاب في كل مكان وفي شمال سوريا إذا اقتضت الضرورة.
وأضاف أن الغرب لم يفهم ولا يفهم دواعي محاربة تركيا لتلك التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى أن تركيا «تُدرك أن الغرب لم يتصرف بمصداقية» في هذا الصدد. وتبدي أنقرة استياء من رفض واشنطن وقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية والتعامل معها كتنظيم إرهابي مثل «داعش» الذي يركز التحالف الدولي ضرباته عليه.
وتخشى تركيا من أن يقيم الأكراد كيانا فيدراليا على حدودها في شمال شرقي سوريا وتعمل حاليا على إيجاد آلية تنسيق مع كل من روسيا وإيران للحيلولة دون ذلك والحفاظ على وحدة أراضي سوريا وتركيا كما أشار إلى ذلك رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الثلاثاء الماضي قائلا إننا سنعمل مع إيران على إيجاد حل للأزمة السورية لأن تركيا وإيران تفهمان المنطقة جديا وإن الحل بات قريبا وإذا كانت روسيا وأميركا والتحالف الدولي يريدون أن يروا حلا في سوريا فإن ذلك سيتحقق قريبا.
وفي حال تحقق الكيان الفيدرالي الكردي في شمال سوريا فإنه سيكون قد أنشأ نوعًا من الحزام أو الجدار الفاصل بين الحدود التركية والسورية.
وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما تركيا، منظمة حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية لكنهما تعتبران الجماعات الكردية السورية والعراقية حلفاء مهمين في القتال ضد «داعش» وجماعات أخرى.
وقال إردوغان: «لقد حذرنا من مغبة إلقاء الأسلحة جوا على سوريا وقلنا إن نصفها سيقع بيد وحدات حماية الشعب الكردية والنصف الآخر بيد داعش؛ فالذين لم يصدقونا، (في إشارة إلى الولايات المتحدة)، شاهدوا فيما بعد أسلحتهم وذخائرهم بيد تنظيم داعش، وأثبتنا للعالم هذا الأمر بالصور، فمن تخدعون أنتم؟».
وأعطت واشنطن ضمانات لتركيا بانسحاب القوات الكردية من غرب الفرات فور طرد «داعش» من منبج، وجددت تعهداتها بذلك الاثنين الماضي.
في السياق ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن إيجاد حل دائم للأزمة السورية لا يمكن أن يتحقق من دون مساهمة من روسيا، داعيًا إلى تعاون صادق على الصعيد الدولي للحيلولة دون تأزيم الأوضاع بشكل أكبر في سوريا. وقال جاويش في تصريح لوكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، إن روسيا تعد بلدا صديقا لتركيا في المنطقة، مشددا على أن «الحكومة الروسية لن تجد صديقا موثوقا أكثر من نظيرتها التركية».
وحول آلية التنسيق التي سيجري تشكيلها بين تركيا وروسيا في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا، أعرب جاويش أوغلو عن أسفه حيال تفاقم الأوضاع في سوريا بشكل متزايد، لافتًا إلى ضرورة التعاون لحل الأزمة والحيلولة دون مقتل المدنيين.
وشدد على أن المنظمات الإرهابية تشكل خطرا كبيرا على تركيا وروسيا والدول الأوروبية في نفس الوقت، وأنه ينبغي مكافحتها بشكل جدي لمنع انتشارها حول العالم، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن «روسيا وتركيا متفقتان على وحدة الأراضي والحدود السورية».
من جهة ثانية قالت قناة «سي إن إن تورك» التركية إن جاويش أوغلو توقف، بشكل غير معلن، في طهران في طريقه إلى الهند والتقى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وذلك بعد تقارير تحدثت عن احتمال زيارته لإيران عقب الزيارة التي قام بها ظريف لأنقرة الجمعة قبل الماضي حيث التقى جاويش أوغلو والرئيس رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم.
وقالت مصادر دبلوماسية تركية للقناة إن جاويش أوغلو وظريف ناقشا المسائل الإقليمية الرئيسية وفي مقدمتها الأزمة السورية ومفاوضات الحل السلمي. وشهد الأسبوعان الأخيران تحركات مكثفة على محور أنقرة موسكو طهران في إطار التنسيق الثلاثي للتوصل إلى حل للأزمة السورية وإحياء مفاوضات جنيف. وأنشأت تركيا وروسيا عقب زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لروسيا ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين في التاسع من أغسطس (آب) الجاري في سان بطرسبرغ آلية تنسيق ثلاثية تشكلت من مسؤولين في القوات المسلحة والمخابرات ووزارتي الخارجية في البلدين، يتوقع أن تتسع لتشمل إيران أيضا. وأعلن في طهران الأربعاء أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيزور طهران الأسبوع المقبل، وبحسب وكالة فارس الإيرانية للأنباء سيتم خلال هذه الزيارة وضع التفاصيل النهائية لمحور تعاون ثلاثي تركي روسي إيراني لحل الأزمة السورية.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم الثلاثاء الماضي أمام اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم إن تركيا ستعمل مع إيران على حل الأزمة السورية وإن الحل سيتحقق قريبا بشرطين هما الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وتركيا وعدم السماح بقيام كيان كردي على حدود تركيا وقيام سوريا الجديدة على أساس غير طائفي، لافتا إلى أن تركيا تفضل العمل مع إيران كدولة محورية في المنطقة، وكونهما أكثر دولتين تفهمان مشاكل المنطقة، وإنه سيتم قريبا التوصل إلى حل للأزمة السورية وستطبع تركيا علاقاتها مع سوريا والعراق بالطريقة نفسها التي طبعت بها علاقاتها مع روسيا وإسرائيل.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.