الجيش اليمني يعتمد على معلومات استخباراتية لمواجهة الميليشيات في الجبهات المشتعلة

فرار جماعي للانقلابيين في مواقع مختلفة

الجيش اليمني يعتمد على معلومات استخباراتية لمواجهة الميليشيات في الجبهات المشتعلة
TT

الجيش اليمني يعتمد على معلومات استخباراتية لمواجهة الميليشيات في الجبهات المشتعلة

الجيش اليمني يعتمد على معلومات استخباراتية لمواجهة الميليشيات في الجبهات المشتعلة

نوّع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن من عملياتهم العسكرية ضد الانقلابيين في عدد من الجبهات الرئيسية، وذلك باستهداف مواقع استراتيجية وحيوية، معتمدا في ذلك على معلومات استخباراتية، واعترافات قيادات حوثية ومن الحرس الجمهوري سقطوا أسرى في قبضة الجيش اليمني.
ومن أبرز تلك المعلومات تحركات آليات وأفراد الميليشيا وحليفهم الاستراتيجي الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في منطقة «تبة البيضاء» التي بنى عليها الجيش خططه في هجومه الأخير، أول من أمس، بدعم من المقاومة الشعبية، لتحرير المنطقة القريبة من جبهة نهم والسيطرة عليها.
وقبل عملية الدخول وتحرير «التبة»، قام الجيش بمناورة عسكرية نجح من خلالها في تشتيت العدو، على حد قول مصدر عسكري، ومن ثم باغت في الهجوم وتمكن من فرض سيطرته بعد معارك عنيفة، الأمر الذي سيتيح للجيش التقدم بشكل كبير إلى مركز العاصمة اليمنية «صنعاء». كما استفاد الجيش من المعلومات في تنفيذ عملية نوعية سيطر من خلالها على معسكر الأجاشر شرق مديرية خب والشعف في محافظة الجوف، واغتنام أسلحة كانت داخل المعسكر بعد فرار ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
وقال مصدر عسكري إنه «خلال المواجهات المباشرة في تبة البيضاء، تراجع الحوثيون بشكل كبير، وفرّ أفرادهم من المواقع العسكرية بشكل جماعي في اتجاهات مختلفة»، معللا ذلك بعدة عوامل، أبرزها ضعف العقيدة العسكرية، ودعم طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية في ضرب مواقع عسكرية استراتيجية للحرس الجمهوري في أطراف صنعاء.
في سياق متصل، قامت المقاومة الشعبية في حجة التابعة لإقليم تهامة، وتشكل عمقا عسكريا استراتيجيا يسعى الحوثيون للسيطرة عليها، بتنفيذ عدد من العمليات النوعية، من أبرزها، استهداف أبطال المقاومة بأسلحتهم الآلية طقما يقل على متنه أكثر من 10 من أتباع الميليشيا في طريقهم لدعم المتمردين في جبهة الحدود، ونجحت المقاومة بعد أن أمطرت الميليشيا بوابل من الرصاص، في وسط وادي خدلان أمام ملتقى وادي الحوك بمديرية مستبأ، من قتل أكثر من 3 أشخاص وإصابة الآخرين.
وبالفكرة والأسلوب نفسهما، نفذت المقاومة كمينًا استطاعت من خلاله توجيه ضربة موجهة لطريق إمدادات الميليشيا، على خط حجة - الخشم باتجاه حجة، بعد أن قامت بمراقبة الطريق وأوقات عبور الآليات والأطقم العسكرية، وفي ساعة متأخرة مع قدوم عربة تقل أفراد الميليشيا، قامت المقاومة بتطويق الموقع واستهدافه بشكل مباشر، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل عدد كبير من أتباع الحوثيين والحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع.
وفي تعز اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية، وعناصر ميليشيات الحوثي والحرس الجمهوري، غرب المدينة أطراف معسكر اللواء 35. وذلك في محاولة للحوثيين التقدم بشكل كبير، خصوصا أن الميليشيا تحكم حصارها منذ عام ونيف، وعمدت الميليشيا، خلال هذه المواجهات، إلى ضرب أحياء المدينة بقذائف صاروخية من مدافع ثقيلة في منطقة الحوبان، وهذه المدافع، وفقا لمصادر مطلعة، حديثة وجُلبت في الآونة الأخيرة لدعم الميليشيا، ودفعها للسيطرة على المدينة المحاصرة، الأمر الذي دفع طيران التحالف للتدخل لوقف هذه الضربات بقصف مراكز عسكرية في المنطقة. وصمدت المقاومة الشعبية أمام اختراقات ميليشيا الحوثيين في الجبهة الشرقية من تعز، إذ شهدت الجبهة مواجهات عنيفة خلال الساعات الماضية تركزت في «ثعبات، والكمب» وهي مواقع مهمة وتطل على مدخل المدينة، وأمام صمود المقاومة في الدفاع عن المدينة، سارعت الميليشيا بقصف الأحياء في الجبهة الشرقية «الشماسي، والثورة، وحوض، والأشراف» برشاشات مضادة للطائرات، وبشكل عشوائي، وهو ما دفع الجهات الحقوقية إلى التدخل ووقف هذا العدوان على أبناء المدينة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.