ميليشيات الانقلاب تواصل تفخيخ أحياء تعز بالألغام انتقامًا لطردها منها

ترتيبات لنقل جرحى المحافظة إلى السودان

جنود يمنيون في شوارع زنجبار بمحافظة أبين بعد استعادتها من «القاعدة» (أ.ف.ب)
جنود يمنيون في شوارع زنجبار بمحافظة أبين بعد استعادتها من «القاعدة» (أ.ف.ب)
TT

ميليشيات الانقلاب تواصل تفخيخ أحياء تعز بالألغام انتقامًا لطردها منها

جنود يمنيون في شوارع زنجبار بمحافظة أبين بعد استعادتها من «القاعدة» (أ.ف.ب)
جنود يمنيون في شوارع زنجبار بمحافظة أبين بعد استعادتها من «القاعدة» (أ.ف.ب)

مع اتساع رقعة المواجهات في محافظة تعز وتوسعها لتشمل أرياف مديريات حيفان والصلو وجنوب شرقي المحافظة، تواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح زرع الألغام في الأحياء السكنية عقب كل هزيمة تلحق بها وتتكبد فيها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. ولا تكتفي الميليشيا بذلك، بل تقوم بتفجير منازل الأهالي وعبارات المياه، وكذا الطرق الرئيسية. وشرعت ميليشيات الانقلاب في تفجير عبارة مياه في طريق نقيل هيجة العبد في مديرية المقاطرة، التابعة لمحافظة لحج الجنوبية.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة من المتحوثين التابعين للميليشيات الانقلابية تسللت وقامت بزرع ألغام وفجرت عبارة في هيجة العبد، التي تعد شريان الحياة الوحيد الذي يغذي تعز والطريق الوحيدة من تلك المنطقة بين محافظتي عدن وتعز، وفجروا نهاية الطريق الأسفلتية بهيجة العبد. وأدى لانفجار إلى إصابة مواطن جراء تطاير الصخور». وأضاف «بهذا تمكنت الميليشيات الانقلابية من قطع الطريق التي تربط بين محافظتي عدن وتعز عبر طريق نقيل هيجة العبد، ولن تستطيع السيارات والناقلات العبور من مدينة التربة إلى مدينة عدن، إلا بعد إعادة شق طريق فرعي أو إصلاح العبارة».
من جانبه، قال الناشط الحقوقي والصحافي، محمد سعيد الشرعبي، وهو من أبناء تعز: ««نعم، الآن الميليشيات تريد قطع خط تعز - لحج، وتحديدا الطريق المار من هيجة العبد إلى التربة، ومواقعهم في جبال الأحكوم مطلة على الطريق. ويقومون بقصف السيارات المتحركة فيها خلال النهار، كما تتوقف الحركة ليلا». وأضاف أن «تفجير عبارة المياه في هيجة العبد من قبل متحوثين، تُعد عملية استباقية خططت بعناية تمهيدا لقطع طريق الإمداد الوحيد بين تعز ولحج. وفي حال تمكنت الميليشيات من السيطرة المباشرة على الخط، سيعتبر ذلك حصارا تاما على محافظة تعز وعزلها عن الجنوب باعتبارها طريق الإمداد الوحيد من الجنوب إلى مدينة تعز».
وأكد الشرعبي أن «عناصر المقاومة الشعبية لن تقف مكتوفة الأيدي، وستدحر الميليشيات الانقلابية من أطراف مديرية المقاطرة في لحج وعزلة الأحكوم في حيفان تعز، وأعتقد أنها ستكون معركة فاصلة، وربما ستقوم المقاومة الشعبية بإصلاح مكان التفجير، ولكن الخط أصبح الخط الآن مقطوعا من اتجاه منطقة الأحكوم بحيفان».
وتحاول الميليشيات الوصول إلى الخط الرئيسي الذي يصل بين عدن وتعز بشكل مستميت، غير أن المواجهات كانت تحتدم في تلك المنطقة بين قوات الشرعية والانقلابيين. وبعد تفجير عبارة المياه، تمكنت ميليشيات الانقلاب من قطع الخط بشكل كلي على الجميع، بعدما كان يتوقف بشكل جزئي في الليل أثناء المعارك بين قوات الشرعية وميليشيات الانقلابيين، وتستهدف الميليشيات المتمركزة في جبال الاكبوش أي تحركات بالخط.
ويُعد طريق، أو نقيل هيجة العبد، معبرا هاما واستراتيجيا يعول عليه أبناء تعز وقضاء الحجرية، أكبر قضاء في تعز، والذي عن طريقه تصل المواد الغذائية والطبية والدوائية والإغاثية وجميع المستلزمات بعدما قطع الانقلابيين جميع الطرق المؤدية إلى مدينة تعز منذ أكثر من عام، ومنعوا دخول جميع المستلزمات الضرورية، دوائية وطبية وغذائية وإغاثية وحتى المشتقات النفطية. ويتبع نقيل هيجة العبد لمديرية المقاطرة التي تتبع إداريًا منذ ما بعد عام 2000 لمحافظة لحج الجنوبية.
ويأتي ذلك بعدما تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من صد هجوم شنته الميليشيات الانقلابية على مواقع الشرعية في ثعبات والجحملية التي تحررت مؤخرا، شرقي مدينة تعز، في الوقت التي تقترب فيه من تحرير حي قريش في نفس الجبهة لتكون بذلك تحررت بشكل كامل؛ وذلك بعدما طهرت أجزاء كبيرة من الحي. ولا تزال تشكل المنطقة خطرا لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية جراء زراعة الألغام بشكل كبير في المنطقة والتي تعد ألغاما محرمة دولية.
كما تمكنت قوات الشرعية من صد هجوم على جبهات الصلو والأحكوم وجبهة الشقب، وكبدت الميليشيات الانقلابية خسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد جراء محاولاتهم المستميتة في استعادة مواقع تم دحرهم منها، علاوة على سقوط قتلى وجرحى من الشرعية. وفي منطقة الاكبوش في الاحكوم بمديرية حيفان، ما زال الجيش يحقق تقدما لتحرير آخر منطقة في الاكبوش، بعدما تمكن خلال الثمانية والأربعون ساعة تحقق تقدم كبير واستعاد عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة ميليشيات الانقلابي، وسقط في المواجهات قتلى وجرحى من الجانبين، غير أن هناك العشرات من القتلى للميليشيات الانقلابية متناثرة في جبال الاحكوم ومديرية الصلو، لا تستطيع الميليشيات التقدم لانتشال جثثهم.
على صعيد متصل، يواصل طيران التحالف التي تقوده السعودية غاراته المكثفة والمستمرة على مواقع وتجمعات وتعزيزات ومخازن أسلحة الميليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة من محافظة تعز. وقال شهود عيان إن طيران التحالف شن غاراته على مناطق متفرقة من المحافظة، بما فيها غارات استهدفت تجمعات ومخازن أسلحة لميليشيات الانقلاب في المجمع الحكومي بمديرية سامع ومديرية الأمن، ومواقع أخرى في محجر ميناء المخأ.
وبينما تزداد معاناة جرحى تعز في ظل المطالب المتكررة من المسؤولين في المحافظة ومحافظ المحافظة علي المعمري والأهالي، أكد الدكتور عبد الله دحان، نائب وزير الصحة العامة والسكان، أنه جرى عمل ترتيبات نقل الجرحى بأسرع وقت ممكن كدفعة أولى إلى السودان. وجاء ذلك، بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، خلال لقاء النائب مع مدير المساعدات الطبية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية سليمان الشريع، وناقشوا خلالها الترتيبات الخاصة بنقل الدفعة الأولى من جرحى تعز.
كما ناقشوا خلال اللقاء تفعيل دور المستشفيات التي تم التوقيع معها على عقود تقديم خدمات علاج الجرحى على نفقة مركز الملك سلمان، والعمل على توسيعها من خلال مستشفيات أخرى. وأشار النائب إلى أن «الوزارة حريصة على معالجة وضع الجرحى والعمل على تلبية الاحتياجات العاجلة من الأدوية الخاصة بعلاج السرطان وأدوية زارعي الأعضاء ومحاليل غسيل الكلى ومكملاتها لمرضى الفشل الكلوي».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.