تواصل احتجاجات الجزائريين ضد رسوم عبور الحدود التونسية

أقرتها حكومة مهدي جمعة عام 2014

تواصل احتجاجات الجزائريين ضد رسوم عبور الحدود التونسية
TT

تواصل احتجاجات الجزائريين ضد رسوم عبور الحدود التونسية

تواصل احتجاجات الجزائريين ضد رسوم عبور الحدود التونسية

تواصلت احتجاجات مواطنين جزائريين على الحدود التونسية أمس، وخاصة على مستوى المعابر الحدودية المشتركة بين البلدين في مناطق الشمال الغربي التونسي التي تعرف تدفقا كبيرا للجزائريين على تونس سواء للسياحة أو بغرض التداوي والعلاج.
ولم تتدخل السلطات التونسية لإنهاء الخلاف حول الرسوم الجبائية المفروضة على الأجانب المغادرين للتراب التونسي، وهي رسوم تعود إلى سنة 2014. ووعدت السلطات التونسية برفع هذه الرسوم على رعايا دول المغرب العربي في إطار اتحاد المغرب العربي، إلا أن هذا الإجراء لم يجد طريقه إلى التطبيق بعد، حيث إن القرار اتخذه البرلمان التونسي ولا يمكن إلغاؤه إلا بقرار من السلطة التشريعية نفسها.
في غضون ذلك، أعلن عبد القادر حجار، سفير الجزائر بتونس، في تصريح لإحدى الصحف الجزائرية أنه أجرى اتصالات مع وزيري الداخلية والخارجية التونسية ولم يجد حلا لمشكل الرسوم الجبائية المفروضة على الجزائريين المغادرين لتونس، وانتهى به الأمر إلى طلب مقابلة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في محاولة لحل المشكل بين البلدين.
وانطلقت الاحتجاجات بداية هذا الشهر ضد الرسوم المفروضة كذلك على دخول السيارات من الجزائر إلى تونس، وأغلق المحتجون ثلاث مرات متتالية عدة معابر، من بينها معبر على مستوى عين بطيطة من ولاية (محافظة) تبسة الجزائرية، ومعبر رأس العيون ببلدية عين الزرقة من نفس الولاية، ومنعوا تنقل ودخول التونسيين نحو الأراضي الجزائرية.
وكانت حكومة مهدي جمعة قد فرضت منذ سنة 2014 رسوما على الأجانب المغادرين البلاد بنحو 15 دولارا قالت: إنها تهدف إلى دعم موارد الدولة. ونجم عن هذا الإجراء تحركات احتجاجية في منطقة بن قردان على الحدود مع ليبيا، ورد الطرف الليبي بفرض رسوم مماثلة على التونسيين المتجهين إلى ليبيا.
وفيما أكّدت وسائل الإعلام التونسية خبر إغلاق المعبر الحدودي ساقية سيدي يوسف بين تونس والجزائر من الجانب الجزائري، نفت وزارة الشؤون الخارجية أن تكون السلطات الجزائرية قد أغلقت البوابة الحدودية في منطقة ساقية سيدي يوسف على مستوى ولاية الكاف شمال غربي تونس.
وفي هذا الشأن، قال نوفل العبيدي مدير الإعلام بوزارة الخارجية التونسية، إن حركة الجولان بالبوابة الحدودية تعطّلت لفترة قصيرة نتيجة احتجاج المواطنين الجزائريين على دفع معلوم 30 دينارًا للعبور نحو تونس. وأشار العبيدي إلى وجود مفاوضات مستمرة بين السلطات التونسية والجزائرية لتسهيل دخول السياح الجزائريين إلى تونس.
ووفق إحصائيات رسمية، فإن عدد المسافرين الجزائريين عبر البوابات الحدودية البرية مقدر بنحو ثلاثة ملايين مسافر في السنة في الاتجاهين، من بينهم ما لا يقل عن 2.4 مليون جزائري. ومثل الجزائريون عنصر دعم أساسيا للسياحة التونسية خلال السنوات الماضية، خاصة إثر العمليات الإرهابية الكبيرة التي عرفتها تونس سنة 2015، وعبروا عن دعمهم للسياحة التونسية باختيار تونس وجهة أساسية لقضاء عطلهم الصيفية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.