انتهاء عمليات البيشمركة جنوب الموصل وشرقها بتحرير 12 قرية

مصدر عسكري: مقتل 165 عنصرًا من «داعش»

نازحون جراء المعارك جنوب الموصل ينتظرون إتمام الإجراءات الأمنية معهم على أطراف القيارة (رويترز)
نازحون جراء المعارك جنوب الموصل ينتظرون إتمام الإجراءات الأمنية معهم على أطراف القيارة (رويترز)
TT

انتهاء عمليات البيشمركة جنوب الموصل وشرقها بتحرير 12 قرية

نازحون جراء المعارك جنوب الموصل ينتظرون إتمام الإجراءات الأمنية معهم على أطراف القيارة (رويترز)
نازحون جراء المعارك جنوب الموصل ينتظرون إتمام الإجراءات الأمنية معهم على أطراف القيارة (رويترز)

أعلن مصدر في قوات البيشمركة، أمس، انتهاء العملية العسكرية الواسعة، التي بدأتها أول من أمس جنوب وشرق الموصل العراقية، باستعادة 12 قرية ووصولهم إلى جسر الكوير.
وتمكنت قوات البيشمركة، أول من أمس، من استعادة تسع قرى هي «أبزخ، وقرقشة، وتل حميد، والتآخي، وكنشي الصغيرة، وشنف، وسطيح، وحميرة، والعامرية»، فيما تمكنت أمس من استعادة ثلاث قرى هي «الحاصودية، وكنهشة الصغيرة، وكنهشة الكبيرة»، من سيطرة تنظيم داعش. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ» عن المصدر أنه «تمت استعادة هذه القرى وتحقيق أهداف العملية بالكامل بحسب الخطة الموضوعة، التي نفذت بإشراف رئيس إقليم كردستان العراق القائد العام للقوات المسلحة في الإقليم، مسعود بارزاني، وتم إبعاد خطر (داعش) بالكامل عن الكوير والمناطق الأخرى في إقليم كردستان».
وأشار المصدر إلى أن حصيلة العمليات كانت مقتل 165 مسلحًا من «داعش» خلال العمليات العسكرية التي جرت أمس واليوم، فضلا عن مقتل 13 مقاتلاً من قوات البيشمركة وإصابة عدد آخر منهم.
وقالت قوات البيشمركة الكردية أمس إنها أمنت نقطة عبور على نهر تمكنها من فتح جبهة جديدة ضد «داعش» ومن ثم تشديد الخناق على الموصل معقل التنظيم.
وبدعم من ضربات جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وصل المقاتلون الأكراد إلى الكنهش على الجانب الغربي من جسر الكوير والتي كانت هدفا لهجوم بدأ أول من أمس الأحد.
وقبل نحو عامين ألحق «داعش» أضرارا بالجسر الذي يعبر نهر الزاب الكبير إلى جنوب شرقي الموصل مع اجتياحهم لشمال وغرب العراق. وإصلاح الجسر يتيح للبيشمركة وغيرها من القوات المعادية للتنظيم التحرك باتجاه الموصل من جبهة جديدة.
وقال منصور بارزاني رئيس مجلس الأمن في إقليم كردستان إن السيطرة على مرتفعات الكنهش تمنح البيشمركة ميزة استراتيجية على مواقع العدو القريبة والطريق الرئيسي إلى الموصل، مضيفا أن تلك العملية الناجحة ستضيق الخناق حول الموصل معقل «داعش».
وقال مسؤولون أكراد إن نحو 150 كيلومترا مربعا انتزعت من أتباع «داعش» على امتداد الزاب الكبير الذي يصب في نهر دجلة، ويتخذ الجيش العراقي وقوات البيشمركة مواقع بالتدريج حول الموصل الواقعة على بعد 400 كيلومتر إلى الشمال من العاصمة بغداد.
ومن المسجد الكبير في الموصل أعلن أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم الإرهابي «داعش» سيطرة أتباعه على مناطق في العراق وسوريا عام 2014، وكان يقيم في الموصل نحو مليوني شخص قبل الحرب، وهي أكبر منطقة حضرية سيطر عليها أتباع «داعش».
وفي يوليو (تموز) استولى الجيش العراقي على قاعدة القيارة الجوية الواقعة على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل، ومن المتوقع أن تكون نقطة رئيسية في الهجوم المتوقع على المدينة، وقال بريت ماكجورك المبعوث الأميركي للتحالف الذي يقاتل «داعش» بعد الهجوم الكردي أمس على تنظيم داعش إنه تم تشديد الخناق حول إرهابيي «داعش» بعد أن تقدمت قوات البيشمركة شرقي الموصل والقوات العراقية تعزز وجودها في الجنوب قرب القيارة.
وقال سيف حميد مراسل «رويترز» إن أتباع «داعش» يستخدمون سيارات ملغومة وقذائف الموتر لإبطاء تقدم الأكراد، وأضاف حميد الذي كان يتنقل في عربة مدرعة تابعة للبيشمركة بصحبة مجموعة من الصحافيين «في القرية السادسة التي دخلناها استقبلنا إطلاق النار المعتاد وكان المدفعجي يرد.. وبدأت قذائف الموتر تسقط على يميننا كل ثلاث دقائق»، وأضاف: «فجأة صرخ رجل كان يراقب بقلق من خلال زجاج ضيق مكسور مضاد للرصاص وتحولت كل الأعين ناحية اليسار. كانت سيارة ملغومة تتجه بسرعة نحونا»، وقال: «فتح المدفعجي النار من البرج واختفت. لم نعرف إلى أين ذهبت. ومع انسحابنا من القرية تم إبلاغنا أنها انفجرت في مكان آخر».
ولم تعلن السلطات في إقليم كردستان معلومات عن الخسائر البشرية في القتال باستثناء تأكيدها عن مقتل مصور تلفزيوني كردي وإصابة صحافي آخر، وقال مكجورك للصحافيين خلال زيارة إلى بغداد يوم الخميس إن الاستعدادات للهجوم على الموصل تقترب من المرحلة النهائية. وقال إن التخطيط يشمل اعتبارات للمساعدات الإنسانية للمدنيين النازحين.
وتوقعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشهر الماضي أن يضطر ما يصل إلى مليون شخص لترك منازلهم في شمال العراق بمجرد احتدام القتال حول الموصل مما سيمثل مشكلة إنسانية ضخمة.
واضطر أكثر من 3.4 مليون شخص لترك منازلهم بالفعل في مختلف أنحاء العراق بسبب الصراع واستقروا بمناطق تحت سيطرة الحكومة أو في إقليم كردستان.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.