15 دولة تتصدى للخطاب الديني المتشدد في ملتقى الشباب الإسلامي والمسيحي بالقاهرة

مصدر: نهدف إلى تحصين الشباب ضد أفكار التنظيمات الإرهابية المنتشرة على مواقع التواصل

تحصين الشباب في مصر والدول العربية والأوروبية عبر التصدي لأفكار وآراء الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
تحصين الشباب في مصر والدول العربية والأوروبية عبر التصدي لأفكار وآراء الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
TT

15 دولة تتصدى للخطاب الديني المتشدد في ملتقى الشباب الإسلامي والمسيحي بالقاهرة

تحصين الشباب في مصر والدول العربية والأوروبية عبر التصدي لأفكار وآراء الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)
تحصين الشباب في مصر والدول العربية والأوروبية عبر التصدي لأفكار وآراء الجماعات المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي («الشرق الأوسط»)

ضمن المساعي المصرية لتحصين الشباب في مصر والدول العربية والأوروبية ضد أفكار وآراء الجماعات المتطرفة خاصة «داعش»، تنظم القاهرة بمشاركة 15 دولة عربية وأوروبية وأفريقية، فعاليات الملتقى الأول للشباب الإسلامي والمسيحي خلال الفترة من 18 أغسطس (آب) الجاري، ولمدة 4 أيام، بمشاركة 40 شابا وفتاة في عمر أقل من 30 عاما، وقال مصدر مصري، نهدف من الملتقى لتحصين الشباب من أفكار تنظيم داعش المتطرفة والتنظيمات الإرهابية الأخرى، التي تنتشر بقوة على مواقع التوصل الاجتماعي خاصة «فيسبوك» و«تويتر».
ويرى مراقبون أن تنظيم داعش المتطرف يسعى دائما إلى تحقيق الصدام بين أتباع الأديان السماوية خاصة الإسلامية والمسيحية، وإضفاء القدسية والرسالية على مشروعه الساعي إلى تحقيقه، وذلك عبر إثارة الأحقاد والصدامات بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات السماوية، وصبغ تلك الصدامات بالصبغة الدينية لدفع أنصار كل معسكر نحو تديين الصراع وتأجيجه.
ولفت المراقبون إلى أن مخطط «داعش» يتم إجهاضه بشكل دائم ومتكرر عبر المؤسسات الإسلامية الوسطية والمستنيرة، والشخصيات المسلمة الفاعلة في الغرب والتي تقدم صورا معتدلة للمسلم الغربي الناشط في مجاله والمتمسك بتعاليم دينه، وهي صور وأصوات تناقض ما يسعى له التنظيم ويهدف إلى إيجاده، ويعد الملتقى واحدا من الفعاليات للتصدي لـمحاولات «داعش» تعكير العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.
ومن المقرر أن يركز برنامج محاضرات ومناقشات الملتقى على عدة موضوعات أهمها: «الدين ومدى تأثيره في العمل السياسي»، و«كيفية مواجهة الخطاب الديني المتشدد على المستويين المحلي والدولي»، كما سوف يتطرق الملتقى أيضا إلى تعريف المواطنة، والمشاكل المتعلقة بها سواء كانت دينية، أو عرقية، أو قومية، وأيضا دور الشباب العربي والغربي والأفريقي في مواجهة التطرف الديني بشكل منظم، مع وضع آليات تسمح بإشراك الشباب في بناء العدالة الاجتماعية وبناء السلام.
من جانبه، قال أيمن نصري، منسق عام ملتقى الشباب الإسلامي والمسيحي في مصر، إن الشباب أصبح شاهدا رئيسيا على كثير من أحداث العنف والتوترات في مختلف دول العالم، وهو ما يحدث الآن في منطقة الشرق الأوسط وبعض دول أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية.
وخطط «داعش» خلال الفترة الماضية، لتجنيد متطرفين يتحركون حول العالم بشكل فردي دون تنسيق أو الرجوع لقيادة التنظيم لأخذ المهام وأوامر القتل. وقال المصدر المصري إن «التنظيم دفع بالشباب لتنفيذ هجمات وعمليات قتل واغتيال بمفردهم بعد قيامه (أي تنظيم داعش) بتجنيد الشباب للإيمان بأفكار التنظيم المُتطرفة، وإقناعهم بأنهم أبطال ومُقاتلون، يستطيعون أخذ قرار القتل والتدمير بمفردهم دون الرجوع لأحد من قادة التنظيم، وأنهم قاموا بالفعل بعمليات في فرنسا وأميركا عن طريق القتل بسكين المطبخ وبالدهس عبر حافلات».
ولفت المصدر إلى أن «داعش» هدفه خلق جيل جديد من الشباب في الغرب يتبع فكر التنظيم ومنهجه الضال، خاصة بعد هروب عدد كبير من عناصره خلال الفترة الماضية، عقب اكتشافهم خداع التنظيم، الذي يعاني على الأرض فعليا وخسر الكثير خلال الفترة الماضية بسبب غارات التحالف الدولي، خاصة في المناطق التي ينتشر بها في سوريا والعراق، ومؤخرا ليبيا.
وأضاف نصري، أن مشاركة الشباب في هذا الملتقى يهدف إلى تقديم معالجات، وحلول لمشاكل مزمنة في المجتمعات مرتبطة بالدين والعنف المجتمعي، خاصة في الغرب الذي شهد أحداثا كثيرة خلال الفترة الماضية.
وزادت حدة «ظاهرة الإسلاموفوبيا» في الآونة الأخيرة بعد سلسلة من جرائم «داعش» في الكثير من بلدان العالم في أكثر من قارة، لدرجة أن بعض الأصوات المتطرفة في أوروبا والولايات المتحدة، استغلت هذه الجرائم في تأييد دعايتها وتحريضها ضد الإسلام والمسلمين.
وقال المصدر المصري، إن «الملتقى سوف يهدف إلى توضيح المفاهيم والتصورات التي تركز على إبراز التفسيرات المتطرفة والعنيفة لنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية لتسويغ اعتبار الإسلام والمسلمين خطر على المجتمعات في أوروبا والولايات المتحدة، مع إغفال كافة التفسيرات الأخرى وهي كثيرة ومتنوعة»، مضيفا: يهدف الملتقى العالمي أيضا إلى تكثيف المواجهة الإلكترونية والتقنية لتنظيم داعش بشكل خاص، نظرا لما يتمتع به التنظيم من قدرات تكنولوجية وتقنية غير مسبوقة على مستوى الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي تطوير قدرات المواجهة وتحديثها بما يضمن محاصرة النفوذ التكنولوجي الداعشي وإحباط مخططاته الخبيثة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.