مانشستر يونايتد يستعرض قوته بصفقة بول بوغبا

التعاقد مع اللاعب دليل على أن النادي ما زال قادرًا على جذب الأسماء الكبرى

بوغبا (يسار) فشل في إثبات قدراته مع منتخب فرنسا في «يورو 2016»
بوغبا (يسار) فشل في إثبات قدراته مع منتخب فرنسا في «يورو 2016»
TT

مانشستر يونايتد يستعرض قوته بصفقة بول بوغبا

بوغبا (يسار) فشل في إثبات قدراته مع منتخب فرنسا في «يورو 2016»
بوغبا (يسار) فشل في إثبات قدراته مع منتخب فرنسا في «يورو 2016»

لا ينظر مسؤولو مانشستر يونايتد إلى أنفسهم باعتبارهم بلهاء لدفعهم مبلغًا قياسيًا في سوق انتقالات اللاعبين مقابل استعادة لاعب كان في صفوفهم منذ أربع سنوات. بدلاً عن ذلك، سيصور مسؤولو التسويق بالنادي صفقة شراء بول بوغبا، الذي وقع مؤخرا عقد انتقال إلى النادي لمدة خمس سنوات، باعتبارها دليلا على استمرار تمتع النادي بمكانة ونفوذ بارزين.
ورغم عدم مشاركة مانشستر يونايتد ببطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، فإن مسؤولي النادي سعوا من خلال ضم بوغبا إلى نجوم الفريق أمثال المدرب جوزيه مورينهو والمهاجم زلاتان إبراهيموفيتش إظهار أن النادي لا يزال أكثر قدرة على جذب الأسماء الكبرى عن كثير من الأندية الأخرى. ويعني ذلك أن هذه الصفقة الأخيرة يمكن تصنيفها في إطار جهود الدعاية، ذلك أن مانشستر يونايتد رأى أن التغلب على ريال مدريد في معركة ضم بوغبا لا يقل أهمية عن التفوق داخل الملعب على ليستر سيتي.
ورغم أن كثيرًا من الإشادات انهالت على أبطال الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي لاقتصادهم في استقدام لاعبين جدد، فإنه على النقيض نجد شعورًا سائدًا أن المشاركة الحثيثة في المفاوضات لاقتناص لاعبين جدد لا يليق بالوضع الرياضي المتراجع حاليًا فيما يخص مانشستر يونايتد. والواضح أنه في بعض الأحيان تشعر أندية بالندم إذا لم تنفق بسخاء على صفقات ضم لاعبين جدد إليها. والمؤكد أن هذا الوضع يستفز مشجعي آرسنال على وجه التحديد، ذلك أنه رغم كون ناديهم من المشاركين باستمرار في بطولة دوري أبطال أوروبا وأنجز المواسم الثلاثة الماضية من الدوري الممتاز في ترتيب متقدم عن مانشستر يونايتد، فإن حركة النشاط بسوق الانتقالات هذا الصيف تجعلهم يشعرون بأن مانشستر يونايتد أكثر تناغمًا مع تطور الوقت، وتعزز بداخلهم الرغبة في أن ينجز ناديهم صفقة كبرى بضم أحد الأسماء اللامعة إليه.
وبالفعل، ظهرت على السطح تقارير تفيد بأنه رغم أن مدرب آرسنال أرسين فينغر لا يعتقد أن ضم نجم بعينه بإمكانه خلق اختلاف كبير في أداء الفريق، فإن النادي قد يكون بحاجة لعقد مثل هذه الصفقة لتعزيز المزاج العام بين مشجعي آرسنال، ربما كوسيلة للعلاج النفسي لتهدئة الأجواء. من ناحية أخرى، فإن الإنصاف يقتضي القول إن ضم بوغبا يتجاوز كونه مجرد صفقة لتلميع النادي وإظهار مساعيه والدوري الإنجليزي الممتاز برمته لاستعادة بعض النفوذ الذي اقتنصه منهم الخصوم الأوروبيون، خاصة الإسبانيين منهم. حقيقة الأمر أن هذه الصفقة التي تحمل قيمة رمزية كبيرة ترتبط بمكانة واسم النادي، بإمكانها أيضًا مساعدة مانشستر يونايتد على حصد بطولات. والواضح أن بوغبا يبدي اهتمامًا كبيرًا بصورته العامة لا يقل عن اهتمام مانشستر يونايتد بصورته. ومن غير المحتمل أن تشكل ضخامة المبلغ الذي تضمنته الصفقة عبئًا على كاهل اللاعب الذي، مثلما الحال مع كريستيانو رونالدو من قبله، يعتقد أنه يملك جميع المقومات التي تؤهله لأن يكون من أعظم لاعبي العالم - ويبدو أن آخرين يؤيدون هذا الرأي.
ويأتي ذلك على الرغم من أن اللاعب عجز عن إثبات هذه المقومات خلال أكبر حدثين شارك فيهما خلال مسيرته الرياضية - بطولة أمم أوروبا التي استضافتها فرنسا مؤخرا ونهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لعام 2015. إلا أنه أثبت وبقوة صحة موقفه عندما رحل عن مانشستر يونايتد منذ أربعة سنوات ويبدو مستعدًا تمامًا لإثبات صحة موقف النادي في ضمه مجددًا الآن، بالنظر إلى التطور الذي شهده على المستويات البدنية والفنية والتكتيكية.
ورغم افتقار بوغبا إلى عبقرية دييغو مارادونا أو الذكاء المتقد للويس سواريز، وبالتالي فإنه ليس من نوعية اللاعبين الذين يرهبون المنافسين، فإنه أثبت بالفعل قدرته على المعاونة في كبح جماح هؤلاء المنافسين ورفع مستوى أداء فريقه. وباستطاعة بوغبا ملء منطقة منتصف الملعب لدى مانشستر يونايتد التي ظلت تعاني حالة من الفراغ منذ أمد بعيد.
ولا شك أنه سيكون من المثير للغاية متابعة كيفية استعانة مورينهو بهذا اللاعب. وفي الوقت الذي كشفت صفقة بوغبا عن التردي المستمر في كرة القدم الدولية، ذلك أنها أوضحت تراجع أهمية بطولات مثل دوري أبطال أوروبا في تقييم اللاعبين، فإن مورينهو ربما استشعر أهمية لدى رؤيته نفوذ بوغبا يتعرض للتحجيم بسبب الدور المحدود نسبيًا الذي أوكله إليه مدرب فرنسا ديديه ديشامب في بطولة «يورو 2016». ومن الأفضل أن يترك مانشستر يونايتد العنان لبوغبا بحيث يتمكن من الحركة والهجوم بحرية مثلما كان الحال معه داخل يوفنتوس.
كان مدرب يوفنتوس، ماسيميليانو أليغري، قد حاول من قبل ضم هنريخ مخيتاريان المنضم حديثا إلى يونايتد كي يتألق إلى جانب بوغبا في الفريق الإيطالي. الآن، يحظى مانشستر يونايتد باللاعبين، مما يتيح الفرصة أمامهما للتألق باعتبارهما ضلعين في مثلث خط الوسط في إطار تشكيل لعب 4 - 3 - 3، رغم أن مخيتاريان قد يجري استغلاله بدلاً من ذلك في دور واسع على الجانب الأيمن، حيث تفتقر جميع البدائل.. خوان ماتا وجيسي لينغارد وممفيس ديباي إلى الخصال التي يمكن أن تعزز علاقتهم بمورينهو. وعليه، فإن نوعية اللاعب الذي يقاتل من أجل مشاركة بوغبا في منتصف الملعب ربما لا تزال مفتوحة أمام النقاش، حيث لا يزال الغموض يحيط بمصير كل من مورغان شنايدرلين ودالي بليند ومروان فيلايني وأندير هيريرا ومايكل كاريك. ومثلما ألمح مورينهو هذا الشهر، فإن المدرب الأحمق فقط هو من سيحاول الاستعانة بواين روني المتراجع أداؤه على نحو ملحوظ في خط وسط فريق مانشستر يونايتد.
ويبدو من غير المحتمل بدرجة كبيرة الاستعانة بروني في مركز حر على مساحة واسعة، وفي ظل الصعود المستمر في أداء ماركوس راشفورد وأنتوني مارشال، من الصعب تحديد مركز آخر مناسب له، إلا إذا أثبت إبراهيموفيتش فشله. إذا كان فوز مانشستر يونايتد بضم بوغبا يأتي بمثابة استعراض لتألق وطموح النادي، فإنه أيضًا يسلط الضوء على التراجع المستمر في أداء روني الذي لم تتبق أمامه سوى فرص قليلة للغاية لإحراز الأهداف الخمسة المتبقية أمامه كي يتفوق على الرقم القياسي للأهداف المسجل باسم سير بوب تشارلتون حتى الآن. ومع ذلك، توحي المؤشرات بأنه سيحصل بالفعل على فرصة كافية لتحقيق هذا الإنجاز، الذي سيضفي مزيدًا من التألق على اسم مانشستر يونايتد.
في الوقت الراهن، لا تزال الشكوك تحوم حول قدرة مورينهو على بناء عمود فقري داخل أولد ترافورد. ورغم استعداد النادي للإنفاق بسخاء على الصفقات الجديدة، تبقى قدرة النادي على الفوز ببطولة كبرى محل شك. فإنه من المؤكد أن قدوم بوغبا يزيد النادي قوة وإثارة، مما يجعل استقدامه صفقة ناجحة بكل المقاييس.



مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».