هادي: إجراءات البرلمان باطلة.. والمبادرة الخليجية «دستور مؤقت»

هدد بعقوبات بحق النواب المؤيدين للانقلاب والمشاركين في جلسة صنعاء

عنصر أمني تابع للانقلاب يحرس مقر مجلس النواب اليمني في صنعاء أمس (رويترز)
عنصر أمني تابع للانقلاب يحرس مقر مجلس النواب اليمني في صنعاء أمس (رويترز)
TT

هادي: إجراءات البرلمان باطلة.. والمبادرة الخليجية «دستور مؤقت»

عنصر أمني تابع للانقلاب يحرس مقر مجلس النواب اليمني في صنعاء أمس (رويترز)
عنصر أمني تابع للانقلاب يحرس مقر مجلس النواب اليمني في صنعاء أمس (رويترز)

قال الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي إن إجراءات الدعوة لانعقاد مجلس النواب (البرلمان) في صنعاء، باطلة وغير قانونية أو دستورية، وأكد أن المادة الثانية من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، قد ألغت «التصويت بالأغلبية بمختلف أشكالها في مجلس النواب وصار التصويت محكوما بالتوافق الجمعي لكل أعضاء مجلس النواب الأحياء»، واستعرض هادي، في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس النواب، يحيى الراعي، وعضو هيئة الرئاسة اللذين دعيا إلى انعقاد البرلمان، جملة من القضايا القانونية المحضة، وخاطبهما بأنه «لا يجوز طرح موضوع على المجلس أو دعوته للانعقاد إلا بدعوة من رئيس الجمهورية أو هيئة رئاسة المجلس بتوافق أعضائها الأربعة، وما علم أنكما كرئيس للمجلس وعضو هيئة الرئاسة الأخ أكرم عطية اجتمعتما في غياب عضوي هيئة الرئاسة الأخوين محمد الشدادي وحمير الأحمر وقررتما بعيدا عن الإرادة الجمعية التي تحكم عمل المجلس وهيئته، فأعلنتما كما تداولت وسائل الإعلام تأييدكما لما سماه الانقلابيون بالمجلس السياسي لإدارة الدولة، ودعوتما مجلس النواب للانعقاد الأمر الذي يجعل من عملكما هذا علاوة على أنه انتهاك للدستور المؤقت (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية) هو عمل معدوم الأثر الدستوري بالضرورة، وإنه أيضا يشكل جريمة توجب عقاب فاعلها».
وأضاف هادي في رسالته مخاطبا رئيس البرلمان، يحيى الراعي وعضو هيئة رئاسة المجلس، أكرم عطية «تأييدكما لما سماه الانقلابيون بالمجلس السياسي لإدارة الدولة، كما قررتما كفردين إلغاء النص الدستوري في المادة (105. 106) وتغيير شكل رئاسة الدولة من نظام رئيس الجمهورية المنتخب إلى رئاسة جمعية مكونة من عشرة أشخاص أعلنتها جماعة انقلابية، وأحللتما نفسيكما محل مجلس النواب في مجموعه، وآلية تعديل الدستور داخل المجلس والشعب اليمني كصاحب الحق الأوحد في الموافقة على تعديل الدستور في استفتاء شعبي عام».
وتطرقت الرسالة إلى التطورات التي شهدها اليمن، منذ ما بعد الاتفاق على مخرجات الحوار الوطني، وحتى الانقلاب على الشرعية واحتجاز الرئيس تحت الإقامة الجبرية، بعد منع هيئة مراجعة مشروع الدستور الجديد من العمل واحتلال العاصمة صنعاء، وغيرها من الخطوات الانقلابية، وأكدت الرسالة في هذا السياق أن «مجلس النواب توقف عن ممارسة مهامه بعد احتلاله بالقوة القهرية من الانقلابيين»، وذكرّت الرسالة بأن «الحضور الجمعي غير متوفر لمجلس النواب»، وأنه من المفترض أن تنعقد الجلسات في «جو آمن، يحضره جميع أعضاء مجلس النواب وليس تحت حراب الميليشيات الانقلابية»، وعلاوة على التأكيد على بطلان دعوة الانعقاد، فقد تطرقت رسالة هادي إلى عدم موضوعية الدعوة وذلك لـ«تعذر حضور الأعضاء، بعد أن شردتهم الميليشيات من اليمن إلى كثير من البلدان، وبالتالي سيجتمع من الأعضاء من لا يمثلون إلا موقفهم الانقلابي ولا يمثلون العضوية لهذا المجلس».
وقال هادي إن «ثورة 11 فبراير (شباط) الشبابية الشعبية في عام 2011م، قد أفرزت تغييرا في البنية الدستورية ينظم المرحلة الانتقالية تمثل ذلك في الوثيقة الدستورية المسماة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وما يتوافق معهما من نصوص الدستور والقانون المادة (4) من المبادرة الخليجية، و(8)، (9) من آليتها التنفيذية»، مشيرا إلى أنه «بناء على ذلك جرت انتخابات مبكرة لرئاسة الجمهورية صوت فيها الناخبون بإجماع وطني غير مسبوق بانتخابي رئيسا للجمهورية، ويعتبر هذا التصويت في مضامينه في حكم الاستفتاء الشعبي على نصوص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، بما يعنيه قطعا إنهما يمثلان الدستور المؤقت لإدارة المرحلة الانتقالية في البلاد مع ما يتوافق معهما من نصوص في الدستور بما يعني أن ما بقي من نصوص من الدستور صارت جزءا لا يتجزأ من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وصارت هذه النصوص في مجموعها تشكل الإعلان الدستوري المؤقت الحاكم للمرحلة الانتقالية، وقد أقسمت اليمين أمام مجلسكم على المحافظة على الدستور والقانون بما يعنيه هذا القسم المحافظة على هذا الإعلان الدستوري المؤقت».
وفيما يتعلق بقضية النصاب القانوني، قال الرئيس هادي في رسالته إن «نصاب الانعقاد يكون مطلوبا لو كان التصويت في مجلس النواب يجري وفقا لآلية التصويت السابقة، بالأغلبية النسبية أو المطلقة أو الخاصة على القرارات، وهذا الأمر قد ألغته الآلية التنفيذية في المادة الثامنة كحاكمة إجرائية لآلية التصويت في المجلس، فلم يعد هناك أي اعتبار لبدء جلسات المجلس بحضور نصاب الأغلبية المطلقة (النصف زائد واحد)»، منوها إلى أن من حق عضو واحد الاعتراض وإبطال أي حضور أو تصويت، إلى أنه «وصل إلينا كرئيس للجمهورية بيانات صادرة عن الكتل النيابية وأعضاء كثر من مجلس النواب يعترضون على ما صدرا منكما من تصريح بتأييدكما للمجلس السياسي للانقلابيين، وعلى دعوتكما لهما للانعقاد في العاصمة صنعاء تحت حراب الانقلابيين».
وختم هادي رسالته بالتأكيد على أن بطلان ما اتخذ من إجراءات انعقاد مجلس النواب، وقال: «وبناء على واجبي كرئيس للجمهورية قضت الآلية التنفيذية بحقي في الفصل في أي إجراء أو موضوع لم يتم التوافق عليه، فإنني من خلال هذه المسؤولية وبهذه الرسالة أفصل في الموضوع بقراري بأن دعوتكما باطلة، وخارج المشروعية الدستورية، وما يتم خلال هذا الاجتماع يعتبر منعدم الآثار القانونية ولا يعمل به»، مشددا على أن «من سيستجيب من الأعضاء المؤيدين للانقلاب يضع نفسه تحت طائلة المساءلة الجنائية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.