مقتل قيادي حوثي بغارات التحالف على معسكرات انقلابية في صعدة

إسقاط صاروخ سكود استهدف خميس مشيط * عسيري: من يحاول جعل الحدود السعودية جزءاً من أي حل يمني سيفيق على تحرير صنعاء

مقتل قيادي حوثي بغارات التحالف على معسكرات انقلابية في صعدة
TT

مقتل قيادي حوثي بغارات التحالف على معسكرات انقلابية في صعدة

مقتل قيادي حوثي بغارات التحالف على معسكرات انقلابية في صعدة

واصل طيران التحالف صباح أمس، قصفها على مواقع يقطن فيها الميليشيات الحوثية في محافظة صعدة؛ الأمر الذي نتج منه مقتل القيادات، أبرزهم الحوثي يحيى أبو ربوعة.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أن طيران التحالف قصف صباح أمس مركز تدريب للميليشيات الانقلابية تحت مسمى (الهدى) في محافظة صعدة، ونتج من ذلك مقتل القيادي الحوثي يحيى منصر أبو ربوعة، مسؤول الدورات والتدريب في المركز، مع عدد من عناصر الميليشيات القتالية. وفي السياق، اعترضت قوات الدفاع الجوي السعودي أمس، صاروخ سكود تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه محافظة خميس مشيط، حيث تم تدميره من دون أي أضرار.
فيما بادرت القوات الجوية السعودية في الحال بتدمير منصة إطلاق الصاروخ التي تم تحديد موقعها داخل الأراضي اليمنية.
ونقلت «الإخبارية السعودية» الليلة الماضية، عن اللواء أحمد عسيري المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم تحالف إعادة الشرعية لليمن، القول إن «قصف التحالف لمركز تدريب الانقلابيين يأتي لمنع امتداد الهجمات على حدود السعودية»، مضيفا أن المواطنين يثقون بالقوات المسلحة السعودية وقدراتها، وأن منظومة الصواريخ تبطل أي محاولة اعتداء على الحدود.
وزاد عسيري: نقول لمن يحاول جعل الحدود السعودية في معادلة أي حل يمني إنه واهم، وسوف يفيق على تحرير صنعاء.
وكانت منظمة «أطباء بلا حدود»، زعمت أن قوات التحالف قصفت أطفالا في مدرسة، وقالت المنظمة في حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إن 10 قتلى سقطوا و28 شخصا.
وباتصال «الشرق الأوسط» بالمنظمة مساء أمس، طلبت متحدثة باسم «أطباء بلا حدود» وقتا بسيطا للرد على سؤال حول كيفية استقاء المعلومة التي استند إليها بيان المنظمة، ولم تستجب بعد ذلك لسلسلة اتصالات متكررة، في حين أغلقت أكثر من ثلاثة هواتف لموظفي قسم النشر في المنظمة حتى لحظة إعداد التقرير حوالي التاسعة والنصف مساء بتوقيت لندن.
إلى ذلك، بدأت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية في تعز، معركتها في تحرير مديرية خدير (جنوب تعز) من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح.
وأعلنت قوات الشرعية تمكنها من تحرير مناطق في قرية المخلل بعزلة الأقروض التابعة لمديرية المسراخ، جنوب المحافظة، ومن بينها جبال الرضعة والهوبين والحزة وعركب وتبة الشجرة.
يأتي ذلك عقب تقدم قوات الشرعية في الجبهة الشرقية وتطهير منطقة ثعبات من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، بالإضافة إلى إعلان المجلس العسكري في تعز السيطرة على جبل صبر، جنوب تعز المدينة، وتطهير تبة الصالحية الاستراتيجية في الشقب بصبر الموادم، وجبل الرضعة والهوبين في منطقة الأقروض بمديرية المسراخ، جنوب المدينة.
ولليوم الرابع على التوالي، تشهد مناطق ثعبات والجحملية وعقبة وقريش، شرق المدينة، مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح حققت فيها قوات الشرعية تقدما كبيرا في المنطقة وكبدت الميليشيات الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد. وبينما تدور مواجهات عنيفة في منطقة الخلل في عزلة الأقروض بمديرية المسراخ، يتم ملاحقة الميليشيات في أوكارها ليتسنى تطهير المنطقة بالكامل ولتكون بذلك مديرية المسراخ قد حررت بشكل كامل.
وتُعد منطقة الخلل التابعة المحاذية لمنطقة خدير وصبر الموادم، منطقة هامة واستراتيجية تستميت الميليشيات الانقلابية للحفاظ عليها، وذلك لأهميتها الاستراتيجية لوجود طريق ممتدة من الخلل في المسراخ إلى صبر عبورا إلى منطقة العروس ومن ثم إلى مدينة تعز.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.