«داعش» يعاود مهاجمة جزيرة الخالدية شرق الرمادي

عملية إنزال أميركية - كردية في القائم تسفر عن مقتل قيادي في التنظيم

«داعش» يعاود مهاجمة جزيرة الخالدية شرق الرمادي
TT

«داعش» يعاود مهاجمة جزيرة الخالدية شرق الرمادي

«داعش» يعاود مهاجمة جزيرة الخالدية شرق الرمادي

شهدت مناطق شرق وغرب مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، تجدد الاشتباكات والمعارك بين القوات الأمنية العراقية ومسلحي تنظيم داعش، ففي منطقة جزيرة الخالدية (23 كيلومترا شرق مدينة الرمادي) تسلل عدد كبير من مسلحي تنظيم داعش إلى المناطق التي تم تحريرها مؤخرًا من قبل القوات العراقية، بهدف استعادة السيطرة عليها مجددًا، فيما تمكنت القوات الأمنية من قتل عدد من مسلحي التنظيم المتطرف في منطقة البوعلي الجاسم شمال الرمادي.
وأعلن رئيس مجلس قضاء الخالدية شرقي مدينة الرمادي علي داود الدليمي، عن دخول عدد كبير من مسلحي تنظيم داعش إلى مناطق جزيرة الخالدية متسللين مع أسلحتهم، من أجل القيام بعمليات عسكرية تهدف إلى استعادة التنظيم الإرهابي سيطرته على الجزيرة التي تعد منطقة استراتيجية في ربط الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم في الأنبار، وقال إن «القوات الأمنية المتواجدة في مناطق جزيرة الخالدية تمكنت من قتل عدد كبير من مسلحي تنظيم داعش دخلوا إلى المناطق المحررة متسللين ليلاً، بعد أن عبروا نهر الفرات في محاولة لاستعادة السيطرة على الجزيرة التي بتحريرها شلت جميع خطوط التواصل لتنظيم داعش في شرق الأنبار وغربها».
وأضاف الدليمي: «إن أكثر من 20 عنصرًا من المسلحين المتسللين إلى الجزيرة وبينهم عدد من القياديين البارزين في التنظيم الإرهابي، قاموا بتسليم أنفسهم إلى القوات الأمنية والقوات المساندة لها بعد محاصرة عشرات منهم في المنطقة، فيما أغلقت قواتنا الأمنية مداخل ومخارج المنطقة كافة، وفرضت سيطرتها بالكامل على محاور الجزيرة كافة، وطلبت عبر مكبرات الصوت من مسلحي تنظيم داعش الاستسلام أو الموت».
وأشار الدليمي إلى أن «قوات من مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس أمن إقليم كردستان، شاركت مع قوة أميركية خاصة، في تنفيذ عملية خاصة ومشتركة من خلال إنزال جوي في مدينة القائم عند قلب حدود سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، وتحديدًا على مقربة من الحدود العراقية مع سوريا، أسفرت عن مقتل الإرهابي البارز (سامي جاسم محمد الجبوري) المعروف بـ(حجي حامد) المسؤول العام عن الثروات الطبيعية للتنظيم الإرهابي، ومن القادة البارزين فيه، مع أحد مرافقيه». إلى ذلك أفادت مصادر أميركية بأن الجبوري «كان رئيس المجلس الشرعي، والقائد الثاني في تنظيم داعش في جنوب الموصل عام 2014».
من جانب آخر، أعلن القيادي في قوات عشائر الأنبار، غرب الأنبار، الشيخ عبد الله الجغيفي، عن انسحاب عناصر تنظيم داعش من منطقة راوة باتجاه الأراضي السورية، مضيفا أن مسلحي التنظيم «قاموا بعملية انسحاب سريع من مدينة راوة غرب الأنبار، باتجاه الأراضي السورية بالتزامن مع الاستعدادات العسكرية لاقتحامها في غضون الأيام القليلة المقبلة». وأضاف الجغيفي: «تستعد قواتنا الأمنية بمشاركة فاعلة من قبل مقاتلي عشائر الأنبار لاقتحام المدينة التي تعتبر واحدة من 3 مدن لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم داعش في محافظة الأنبار».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.