«كي بي إم جي السعودية»: 56 في المائة من شركات العالم غيرت استراتيجيتها بسبب تقلبات الأسواق

الفوزان أكد لـ {الشرق الأوسط} أهمية أن تواكب الشركات السعودية التطور العالمي

عبد الله الفوزان رئيس مجلس إدارة شركة «كي بي إم جي» السعودية («الشرق الأوسط»)
عبد الله الفوزان رئيس مجلس إدارة شركة «كي بي إم جي» السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

«كي بي إم جي السعودية»: 56 في المائة من شركات العالم غيرت استراتيجيتها بسبب تقلبات الأسواق

عبد الله الفوزان رئيس مجلس إدارة شركة «كي بي إم جي» السعودية («الشرق الأوسط»)
عبد الله الفوزان رئيس مجلس إدارة شركة «كي بي إم جي» السعودية («الشرق الأوسط»)

في وقت أخذت فيه وتيرة تقلبات الأسواق تتزايد، بدأت تلوح في الأفق بوادر جديدة تتعلق بمدى حاجة الشركات والمؤسسات إلى فهم هذه الأسواق، من خلال توفير البيانات المعلوماتية أولا، ومن ثم القدرة على تحليل هذه البيانات، وهو أمر سيقود في حال تحقيقه إلى زيادة معدلات الربحية من جهة، والهروب من شبح الخسائر المالية من جهة أخرى.
وفي هذا الخصوص، أكدت دراسة اقتصادية حديثة صادرة عن شركة «كي بي إم جي السعودية» أن 56 في المائة من قطاع المال والأعمال حول العالم، غيرت استراتيجيتها لمواجهة صعوبة تحليل البيانات الضخمة، في ظل زيادة معدلات تقلبات الأسواق.
يأتي ذلك في وقت بدأت تسعى فيه معظم الشركات العالمية إلى تحويل قاعدة البيانات المعلوماتية التي تمتلكها إلى أدوات مفيدة تقود إلى تحقيق الربحية، وتحسين الأداء المالي للشركة.
وفي هذا الخصوص، أكد عبد الله الفوزان رئيس مجلس إدارة شركة «كي بي إم جي السعودية»، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الشركات العالمية اليوم لم تعد تعتمد فقط على حجم البيانات المعلوماتية التي تمتلكها، وقال: «هناك حاجة ماسة إلى تحليل هذه البيانات، وتفسيرها، وفقا لمنطق السوق، وهو أمر يحتاج خبرة واسعة في هذا المجال».
وأشار الفوزان خلال حديثه، إلى أن اتخاذ القرارات كان مدفوعا في الماضي بالحدس والخبرة إلى حد كبير، مضيفا أنه «كان صاحب الحدس الأفضل هو الأكثر تحقيقا للمكاسب، أما اليوم فإن الرابحين هم الذين يملكون رؤية أفضل بما لديهم من بيانات من خلال القدرة على تحليلها وتفسيرها، وفقا لمعطيات السوق».
ولفت الفوزان خلال حديثه أمس، إلى أن التحليلات التنبؤية تسهم بشكل كبير في توجيه اتخاذ القرارات المستقبلية السليمة، مبينا - في الوقت ذاته - أن الشركات التي لا تمتلك القدرة على مثل هذا النوع من التحليل، ستواجه صعوبات كبرى تتعلق بمستوى تنافسيتها في السوق النهائية.
وتمنى الفوزان أن تتجه الشركات السعودية إلى تحليل بيانات الأسواق وفقا للقاعدة المعلوماتية التي تمتلكها، حتى تستطيع أن تواكب التطور الذي يعيشه الاقتصاد المحلي بشكل عام، لافتا إلى أن تحويل البيانات المعلوماتية المتوفرة في الأسواق إلى تحليلات أعمال يمثل قيمة مفيدة للشركة المعنية بشكل خاص، وللاقتصاد الوطني بشكل عام.
وفي هذا الخصوص، أشارت دراسة حديثة صادرة عن شركة «كي بي إم جي السعودية»، إلى أن البيانات والتحليلات التي يقوم بها قطاع الأعمال، تحدد الطريقة التي سيعمل بها في المستقبل، وذكرت هذه الدراسة أنه «ما زالت غالبية المؤسسات لا تملك فهما كاملا لأهمية البيانات والتحليلات في إبراز أعمالها، حيث يواجه أكثر من نصف الشركات العالمية صعوبة في اتخاذ القرارات المرتبطة بتحليل البيانات».
وأضافت الدراسة أن «مزايا وضع استراتيجية للبيانات والتحليلات كبيرة جدا، فعلى سبيل المثال، سوف تكتشف المؤسسات التي تملك استراتيجية قوية للبيانات والتحليلات أنه سيتوفر لديها في جميع الأحوال عدد من السيناريوهات والافتراضات التي ستسمح للمؤسسة بالتجاوب بفعالية مع التغيرات المفاجئة تجاه الأسواق، كما أن المؤسسة التي تعتمد على تحليل البيانات سوف تكون قادرة بدرجة عالية على استخدام البيانات للتنبؤ بمعدلات انكشافها على المخاطر».
وقالت الدراسة إن «معظم الشركات العالمية لا تكتفي بالجلوس على مقاعد المتفرجين بينما تمر ثورة البيانات من أمامها، كما أن أكثر من نصف الشركات الكبرى متعددة الجنسيات (56 في المائة منها) عمدت إلى تغيير استراتيجية أعمالها لمواجهة التحديات التي تفرضها البيانات الضخمة في ظل تقلبات الأسواق، وكان المشاركون من أميركا الشمالية أكثر ميلا بنسبة 13 في المائة إلى القول إن البيانات والتحليلات أجبرتهم على إحداث تغييرات في استراتيجية أعمالهم مقارنة بالمشاركين من منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، كما تفوقوا بنسبة 5 في المائة على المشاركين من آسيا والمحيط الهادي».
وتأتي هذه التطورات، في وقت قدر الدكتور فهد المبارك محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما)، نمو الناتج المحلي الحقيقي في المملكة العام الماضي 2013 بنسبة 3.8 في المائة، مؤكدا أنها نسبة تزيد على معدل نمو الاقتصاد العالمي في الفترة نفسها، والبالغة نحو 2.9 في المائة، مشيرا إلى نمو الاقتصاد السعودي خلال عام 2014، حيث من المتوقع أن يبلغ نحو 4.4 في المائة. وأوضح المبارك، في مؤتمر صحافي عقد منتصف الشهر الماضي بالرياض، بمناسبة صدور التقرير السنوي التاسع والأربعين لمؤسسة النقد، أن القطاع الخاص السعودي نما بنسبة 5.5 في المائة خلال عام 2013، مرجعا النمو الاقتصادي في المملكة إلى استمرار الإنفاق الاستثماري الحكومي، خاصة على مشاريع البنية التحتية، واستمرار نمو القطاع الخاص بوتيرة عالية؛ نتيجة ما تحقق من إنجازات في مجال تحديث وتطوير الأنظمة وتحسين بيئة الأعمال التي عززت بدورها الاستثمارات المحلية والأجنبية، بالإضافة إلى ما قدمته المصارف المحلية والصناديق المتخصصة من تمويل لمختلف الأنشطة الاقتصادية في المملكة.
وأبان الدكتور فهد المبارك أنه في الوقت الذي يشهد فيه عدد من الدول الصناعية تراجعا في التصنيف الائتماني، أعلنت وكالة «فيتش» العالمية للتنصيف الائتماني أخيرا رفعها درجة التصنيف السيادي للمملكة من «AA -» إلى «AA» مع نظرة مستقبلية مستقرة، مما يعزز الثقة في الاقتصاد الوطني ويجعله أكثر جاذبية للاستثمار.



انكماش نشاط المصانع في اليابان للشهر السادس على التوالي

موظفون يعملون في خط التجميع الرئيس لمحرك «في 6» بمصنع «نيسان» بمدينة إيواتشي (رويترز)
موظفون يعملون في خط التجميع الرئيس لمحرك «في 6» بمصنع «نيسان» بمدينة إيواتشي (رويترز)
TT

انكماش نشاط المصانع في اليابان للشهر السادس على التوالي

موظفون يعملون في خط التجميع الرئيس لمحرك «في 6» بمصنع «نيسان» بمدينة إيواتشي (رويترز)
موظفون يعملون في خط التجميع الرئيس لمحرك «في 6» بمصنع «نيسان» بمدينة إيواتشي (رويترز)

انكمش نشاط المصانع في اليابان للشهر السادس على التوالي في ديسمبر (كانون الأول)، بسبب ضعف الطلب، في حين استمر قطاع الخدمات في تحقيق مكاسب، مما يبرز الاعتماد الزائد للاقتصاد الياباني على هذا القطاع.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الصناعي الياباني الصادر عن «جيبون بنك» إلى 49.5 في ديسمبر مقارنة بـ49.0 في نوفمبر (تشرين الثاني)، ليظل أقل من عتبة 50 التي تفصل بين التوسع والانكماش، وهو ما يعكس استمرار ضعف الطلب في قطاع التصنيع منذ يونيو (حزيران)، وفق «رويترز».

وقال أسامة بهاتي، الخبير الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، إن الاتجاهات المتباينة في الطلب استمرت، حيث شهدت شركات الخدمات أكبر زيادة في الأعمال الجديدة خلال أربعة أشهر، بينما انخفض الطلب على المنتجات الصناعية بشكل أكبر. كما تراجعت ثقة الشركات في قطاع التصنيع إلى أدنى مستوياتها منذ مايو (أيار) 2022.

وفيما يتعلق بالضغوط التضخمية، سجل مؤشر التضخم في المدخلات أسرع وتيرة له منذ أربعة أشهر، في حين ارتفعت أسعار الإنتاج إلى أعلى مستوياتها منذ يوليو (تموز) الماضي.

من جهة أخرى، ارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 51.4 في ديسمبر، مقارنة بـ50.5 في نوفمبر، مسجلاً أعلى مستوى له في أربعة أشهر. ومع ذلك، تراجعت معنويات الأعمال بسبب المخاوف من نقص العمالة وارتفاع التكاليف. وبسبب تضخم المدخلات، ارتفع متوسط سعر البيع بأسرع وتيرة له في ثمانية أشهر.

وبلغ المؤشر المركب لمديري المشتريات، الذي يجمع بين قطاعي التصنيع والخدمات، 50.8 في ديسمبر، مرتفعاً من 50.1 في نوفمبر.

وأظهر مسح «تانكان» ربع السنوي لبنك اليابان، الذي نُشر يوم الجمعة، تحسناً طفيفاً في معنويات الشركات المصنعة الكبرى، بينما استمرت الشركات غير المصنعة في التفاؤل بشأن ظروف العمل في الأشهر الثلاثة حتى ديسمبر. ومع ذلك، توقعت الشركات تدهوراً في ظروف العمل في الأشهر الثلاثة المقبلة، بسبب ضعف الطلب العالمي، والتهديدات المتعلقة بالرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، مما يهدد بتأثير سلبي على التوقعات الاقتصادية.

في سياق آخر، انخفض مؤشر «نيكي» الياباني ليغلق تقريباً دون تغيير، الاثنين، حيث طغى الحذر قبل اجتماعات البنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع على ارتفاع أسهم الشركات الكبرى المرتبطة بالرقائق. وقد محا مؤشر «نيكي» المكاسب التي حققها في وقت مبكر من الجلسة ليغلق منخفضاً بنسبة 0.03 في المائة عند 39457.49، في حين تراجع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 2738.33.

وقال هيروشي ناميوكا، كبير الاستراتيجيين في شركة «تي آند دي» لإدارة الأصول: «هناك شعور قوي بأن المستثمرين يتبنون نهج الانتظار والترقب قبل اجتماعات البنوك المركزية هذا الأسبوع». ويتوقع على نطاق واسع أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، مع تركيز الأسواق على التوقعات بشأن مسار أسعار الفائدة في عام 2025. في الوقت نفسه، ذكرت «رويترز» ووسائل إعلام أخرى أن بنك اليابان يميل إلى إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقرر يومي 18 و19 ديسمبر.

وفي قطاع الشركات، ارتفع سهم «إيسوزو موتورز» بنسبة 1.9 في المائة، وكان من بين الأسهم التي حققت مكاسب بفضل ضعف الين، رغم أن تأثير العملة الأضعف كان محدوداً بسبب تعديل المستثمرين لمراكزهم. من جهة أخرى، تراجع سهم «تويوتا» بنسبة 0.2 في المائة، وهبط سهم «هوندا موتور» بنسبة 0.5 في المائة، بينما انخفض سهم «ميتسوبيشي موتورز» بنسبة 0.9 في المائة.

وكان الين يتداول عند 153.73 ين للدولار الأميركي، ليواصل معاناته بعد أسوأ أسبوع له منذ سبتمبر (أيلول).

وفي قطاع الرقائق، تابعت الأسهم اليابانية المكاسب التي حققتها نظيراتها الأميركية، بعد أن سجل مؤشر «فيلادلفيا إس إي» لأشباه الموصلات ارتفاعاً بنسبة 3.4 في المائة يوم الجمعة في جلسة هادئة في «وول ستريت». وقدمت شركة «أدفانتست»، المصنعة لمعدات اختبار الرقائق والمورّد لشركة «إنفيديا»، أكبر دفعة للمؤشر بارتفاع بلغ 1.9 في المائة، كما صعد سهم «سوسيونكست» بنسبة 8.1 في المائة ليحقق أكبر مكاسب على المؤشر القياسي. ومع ذلك، انخفض سهم «طوكيو إلكترون» بنسبة 0.9 في المائة في تعاملات بعد الظهر.

ومن بين الأسهم الرئيسة الأخرى، ارتفع سهم مجموعة «سوفت بنك»، التي تركز على استثمارات الذكاء الاصطناعي، بنسبة 1 في المائة، في حين زاد سهم «تشوجاي» للأدوية بنسبة 2.7 في المائة. من ناحية أخرى، تراجع سهم «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، بنسبة 0.9 في المائة، بينما هبط سهم مجموعة «سوني» للترفيه بنسبة 1 في المائة.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس ليصل إلى 1.06 في المائة، في حين انخفضت عقود سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات 0.23 نقطة أساس إلى 142.34 ين. كما شهدت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات ارتفاعاً إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع يوم الجمعة، وذلك قبيل إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي عن خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، مع الإشارة إلى أنه سيوقف تخفيضات أسعار الفائدة في ظل مواجهته ارتفاع التضخم الذي تجاوز هدفه السنوي البالغ 2 في المائة.

وارتفع العائد على السندات الحكومية اليابانية لأجل عامين بمقدار 1.5 نقطة أساس إلى 0.575 في المائة، بينما ارتفع العائد على السندات لأجل خمس سنوات بمقدار نقطتي أساس إلى 0.71 في المائة. كما شهد العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 20 عاماً زيادة قدرها 3.5 نقطة أساس ليصل إلى أعلى مستوى في أسبوع واحد عند 1.875 في المائة قبل مزاد السندات المقرر يوم الثلاثاء. كذلك ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 30 عاماً بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 2.27 في المائة، بينما زاد العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 40 عاماً بمقدار 3 نقاط أساس ليصل إلى 2.64 في المائة.