وسط ضخ الأندية الكبيرة أموالاً طائلة.. تصعب مهمة ليستر في الدفاع عن اللقب

رانييري يوقع عقدًا جديدًا حتى 2020.. ويتوقع استمرار انطلاقة فريقه

رانييري والحارس كاسبر شمايكل جددا عقديهما مع ليستر - رانييري يمدد عقده مع ليستر سيتي  أربع سنوات إضافية  («الشرق الأوسط»)
رانييري والحارس كاسبر شمايكل جددا عقديهما مع ليستر - رانييري يمدد عقده مع ليستر سيتي أربع سنوات إضافية («الشرق الأوسط»)
TT

وسط ضخ الأندية الكبيرة أموالاً طائلة.. تصعب مهمة ليستر في الدفاع عن اللقب

رانييري والحارس كاسبر شمايكل جددا عقديهما مع ليستر - رانييري يمدد عقده مع ليستر سيتي  أربع سنوات إضافية  («الشرق الأوسط»)
رانييري والحارس كاسبر شمايكل جددا عقديهما مع ليستر - رانييري يمدد عقده مع ليستر سيتي أربع سنوات إضافية («الشرق الأوسط»)

دخل ليستر سيتي الإنجليزي تاريخ عالم الكرة المستديرة من بابه الواسع عقب تتويجه بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المنصرم، لكن مهمته لن تكون سهلة في الدفاع عنه في الموسم الجديد الذي ينطلق السبت المقبل.
وخالف رجال المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري التوقعات والمنطق الموسم الماضي؛ إذ منحتهم الترشيحات نسبة 1 إلى 5000 لمعانقة اللقب العتيد، لكن جايمي فادري، ونغولو كانتي ورياض محرز وزملاءهم أرسوا نجاحا مبهرا قل نظيره في عالم كرة القدم، علما بأن أولوية الذئاب، وهو لقب ليستر، كان البقاء بين مصاف أندية النخبة في بلاد الضباب.
وسقط ليستر في ثلاث مناسبات الموسم الماضي فقط؛ ما أكد أحقيته برفع لقب الدوري الإنجليزي عاليا، علما بأن لاعبيه كانوا يفتقدون الخبرة، لكنه أنهى حملته المظفرة في صدارة الترتيب بفارق عشر نقاط كاملة عن ملاحقه آرسنال. ويرى كثيرون أن نجاح ليستر اللافت مرده إلى تخبط الأندية الأخرى، حيث عانى تشيلسي، حامل لقب الموسم الماضي، مصاعب جمة آلت إلى إقالة البرتغالي جوزيه مورينهو واستبداله بالهولندي غوس هيدينك على نحو مؤقت، فيما ترنح أداء آرسنال ومانشستر يونايتد وليفربول على التوالي. ومن غير المرجح أن يعرف رجال رانييري حملة سهلة في الموسم الجديد، وسط ضخ الأندية الكبيرة أموالا طائلة بغية تعزيز صفوفها.
وسعى ليستر بدوره إلى تدعيم صفوفه، حيث تعاقد مع الفرنسي مندي نامباليس والنيجيري أحمد موسى مندي مقابل 13 و16 مليون جنيه إسترليني على التوالي، وحارس المرمى الألماني رون روبرت تسيلر والمدافع الإسباني لويس هرنانديس واليافع البولندي بارتوش كابوستكا. وفي المقابل الآخر، تعاقد يونايتد مع النجم الفرنسي بول بوغبا مقابل 89 مليون جنيه إسترليني، في صفقة لم يشهد لها عالم المستديرة مثيلا، بينما ظفر مانشستر سيتي بخدمات الإنجليزي جون ستونز مقابل 5.‏47 مليون جنيه إسترليني، فيما أغدق تشيلسي 30 مليون جنيه لاستقدام لاعب الوسط الفرنسي نغولو كانتي؛ ما دفع رانييري للسعي لاستقدام لاعب مؤثر في منطقة المناورات بإمكانه تعويض رحيل كانتي إلى ستامفورد بريدج.
يؤمن رانييري بقدرة مندي والويلزي الدولي اندي كينغ على سد الفراغ الذي خلفه رحيل كانتي. ويبدو مندي مرشحا للحلول مكان كانتي في تشكيلة ليستر، لكن كينغ يبدو الأقرب للمشاركة في افتتاحية الموسم الجديد للدوري الإنجليزي أمام هال سيتي السبت المقبل. وذكر رانييري غداة رحيل كانتي قائلا: «سعى تشيلسي لشراء كانتي كونه تألق بشكل لافت الموسم الماضي. على الجميع أن يفهموا أن كانتي لم يعد موجودا. لذا؛ علينا التفكير بشكل مختلف وأن نعمد على إقفال المساحات، وأن نتحلى بسرعة ودهاء أكبر».
وتوقع كينغ بدوره تنافسا شرسا على اللقب هذا الموسم، وقال: «ندرك أننا خالفنا التوقعات في الموسم الماضي؛ لذا نتوقع ردة فعل من قبل الأندية الكبيرة، لا من مانشستر يونايتد وحده، وإنما من مانشستر سيتي، وتشيلسي وأيضا آرسنال».
وتمكن ليستر من الاحتفاظ بخدمات مهاجمه الدولي الإنجليزي جيمي فادري صاحب 24 هدفا في الدوري الموسم الماضي، وسط شائعات ربطت الأخير بالانتقال إلى صفوف آرسنال خلال الصيف. واعتمد رانييري المقاربة عينها أسوة بالموسم الماضي إزاء حظوظ «الذئاب» في الدوري الإنجليزي قائلا: «سأواظب على العمل بالفلسفة والتواضع عينهما. حصد ليستر نجاحا لافتا، لكن تحقيقنا 40 نقطة يبقى مطلبا حيويا». بمعنى آخر الرقم الذي يجعل صاحبه يتحاشى الهبوط إلى الدرجة الأولى، لكن ليستر أقوى من ذلك بكثير، وإن كانت مشاركته في دوري أبطال أوروبا ستتطلب بذل جهود مضاعفة على أكثر من جبهة.
وأمس أعلن ليستر سيتي أن مدربه كلاوديو رانييري وقع عقدا جديدا سيبقيه في النادي حتى عام 2020، وساعد رانييري الذي عين في يوليو (تموز) 2015 ليستر على تجاوز التوقعات ليفوز بلقبه الأول في دوري الأضواء في تاريخه البالغ 132 عاما.
وقال أياوات سريفادانابرابا، نائب رئيس النادي: إن رانييري نجح بالفعل في الارتقاء بالفريق إلى مستويات لم تتخيل من قبل. وأضاف: «قبل 12 شهرا، جلبنا إلى ليستر سيتي رجلا شعرنا بأنه يستطيع من خلال معرفته وخبرته أن يقودنا إلى الخطوة المقبلة في خططنا بعيدة المدى»، مشيرا إلى أن ما تحقق تحت قيادة رانييري فاق كل التوقعات. وأضاف سريفادانابرابا «قدرات كلاوديو، الشخصية والتدريبية، كانت واضحة للغاية منذ لحظة وصوله، قدرات ساعدت ليستر سيتي في التطور على المستويات كافة».
كما جدد لاعبون بارزون مثل الحارس كاسبر شمايكل والمدافع ويس مورغان والهداف جيمي فاردي عقودهم مع النادي الذي يبدأ مشوار الدفاع عن اللقب خارج ملعبه ضد هال سيتي الوافد الجديد يوم السبت. وكان شمايكل نجل حارس مرمى مانشستر يونايتد الشهير بيتر، حافظ على نظافة شباكه في 15 مباراة من أصل 38 ليساهم في تتويج فريقه بطلا للدوري الإنجليزي الموسم الماضي. وقال شمايكل: «أتطلع قُدما لبداية الموسم الجديد. كان قرار التمديد سهلا للغاية بالنسبة إلي». وأضاف: «ليستر سيتي هو النادي المناسب لي. لقد قطعنا خطوات عملاقة نحو الأمام وسارت جميع الأمور بطريقة رائعة منذ انضمامي إليه. عشقت كل لحظة قضيتها في النادي». وكان شمايكل الذي خاض 22 مباراة دولية مع منتخب بلاده، انتقل إلى ليستر سيتي عام 2011 قادما من ليدز يونايتد وقد دافع عن ألوانه في 220 مباراة في مختلف المسابقات حتى الآن.
وقال رانييري «من اللحظة التي تحدثت فيها مع الملاك حول رؤيتهم للنادي.. أدركت أنه شيء أرغب في أن أكون جزءا منه لفترة طويلة». وأضاف المدرب الإيطالي «الطاقة الموجودة في هذا النادي، من الملاك إلى الموظفين واللاعبين والجماهير، فريدة للغاية. أنا سعيد للغاية وفخور بأنني سأظل جزءا منه في السنوات المقبلة». الموسم الماضي ساعدتنا الروح والعمل الشاق على تحقيق شيء ساحر. إذا واصلنا العمل بكل قوة وحافظنا على حماسنا وقاتلنا بقلوبنا.. أثق بأن بوسعنا الاستمرار في النجاح معا». وتعهد رانييري بمواصلة العمل الشاق لمواصلة انطلاقة الفريق.
وانضم رانييري إلى ليستر بعد إقالة نايجل بيرسون، لكن تعيينه قوبل برد فعل متباين بين وسائل الإعلام والجماهير، ورشح كثيرون الفريق للهبوط للدرجة الثانية. وقاد من قبل تشيلسي لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2004، لكن سلسلة من التغييرات الخططية الغريبة تسببت في هزيمته أمام موناكو. كما تولى المدرب المولود في روما قيادة أتليتيكو مدريد وفالنسيا ويوفنتوس وإنتر ميلان وروما، لكنه لم يفز سوى بالكأس المحلية في إيطاليا وإسبانيا قبل الانتصار غير المتوقع الموسم الماضي. وعيّن رانييري مدربا لمنتخب اليونان في يوليو 2014، لكنه أقيل بعد أربعة أشهر عقب الهزيمة أمام جزر الفارو في تصفيات بطولة أوروبا 2016.
من جهته، يرى لويس هرنانديز مدافع ليستر سيتي أن أداء فريقه أمام مانشستر يونايتد في مباراة درع المجتمع أثبتت، رغم الخسارة، أن حامل لقب الدوري الممتاز سيكون ندا مرة أخرى للأندية الكبيرة. وحث اللاعب القادم من سبورتنغ خيخون الإسباني هذا الصيف زملاءه على الاستفادة من الخسارة 2 - 1 أمام مانشستر يونايتد في استاد ويمبلي في الافتتاح التقليدي للموسم في اكتساب دفعة قبل مواجهة هال سيتي في أولى مباريات الدوري السبت المقبل. وقال هرنانديز (27 عاما) لمحطة النادي التلفزيونية أمس «من المهم أن ندخل المباراة المقبلة بقوة بعد هذه الخسارة. من المهم أيضا أن نبدأ الموسم بشكل جيد بعد الموسم الماضي. أتمنى أن نقدم أداء جيدا ونحقق الفوز». ومنح زلاتان إبراهيموفيتش فريقه الجديد مانشستر يونايتد الفوز بفضل هدف متأخر. وكان جيسي لينغارد تقدم بهدف ليونايتد في الشوط الأول، بينما أدرك جيمي فاردي التعادل في بداية الشوط الثاني.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.