رئيس الحكومة المغربية: السياسة ليست حسابات رياضية

ابن كيران يطالب نوابه بتجنب محاباة وزراء «العدالة والتنمية».. ومحاسبتهم

عبد الإله ابن كيران
عبد الإله ابن كيران
TT

رئيس الحكومة المغربية: السياسة ليست حسابات رياضية

عبد الإله ابن كيران
عبد الإله ابن كيران

طالب عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، نواب حزبه بتشديد محاسبة وزراء الحزب الـ12، مشددا خلال اجتماع للأمانة العامة معهم عقد أمس الجمعة بالمقر المركزي للحزب بالرباط، على تجنب محاباة وزراء «العدالة والتنمية» أثناء أدائهم لمهامهم الرقابية.
ورفض ابن كيران، حسب مصادر حضرت الاجتماع، الرضوخ للدعوات التي تدفعه لممارسة اختصاصاته المنصوص عليها دستوريا بشكل كامل، موضحا أن «السياسة لا تدار بمنطق الرياضيات التي يمكن أن يفهم منها أن رئيس الحكومة لديه صلاحيات، ويمكنه أن يقوم بها بالشكل الذي يحلو له»، مضيفا أن تدبير الشأن العام يحتاج إلى «تعاون المؤسسات وتدرج وتراكم في الإصلاحات».
وقال ابن كيران إن أوراش الإصلاحات الكبرى التي دشنتها الحكومة الحالية لن تأتي بثمارها قبل أمد بعيد. وأكد ابن كيران أن «الإصلاحات في المغرب تتقدم بخطى حثيثة رغم أنها تعرف بعض التعثرات»، عادا الدمقرطة أخذت طريقها في المغرب، وأن حزب العدالة والتنمية لعب دورا محوريا في هذه العملية.
وطالب ابن كيران نواب حزبه ووزراءه بالتحلي بالتواضع، موضحا أنه توجد في المجتمع «كفاءات أحسن منا»، داعيا إلى ضرورة قيام نخبة الحزب بدورها «حتى تكون عنصرا مهما في تقدم بلادنا». وأكد ابن كيران على وجود اقتناع عام بكون «العدالة والتنمية» لم يعد حزبا على الهامش، بل قوة أساسية في الساحة السياسية المغربية.
وانتقد رئيس الحكومة المغربية بشكل ضمني إصرار ثلاثة اتحادات عمالية (الاتحاد المغربي للشغل، والكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل) على تنظيم مسيرة احتجاجية ضد الحكومة في السادس من أبريل (نيسان) الحالي رغم التزام هذه الأخيرة بإطلاق جولات للحوار الاجتماعي في منتصف الشهر الحالي.
وأوضح ابن كيران أنه لا يفهم «الدوافع الحقيقية لانتفاضة النقابات»، بيد أنه التزم «بإبقاء باب الحوار مفتوحا» وأنه لن يعادي الاتحادات العمالية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».