اليابان تعترض على توغّل السفن الصينية.. وتدعوها للانسحاب

مؤسسة بحثية: الأقمار الصناعية تظهر بناء بكين حظائر محصنة للطائرات فوق جزر محل نزاع

اليابان تعترض على توغّل السفن الصينية.. وتدعوها للانسحاب
TT

اليابان تعترض على توغّل السفن الصينية.. وتدعوها للانسحاب

اليابان تعترض على توغّل السفن الصينية.. وتدعوها للانسحاب

أعلنت طوكيو أن اليابان دعت الصين، اليوم (الثلاثاء)، إلى سحب سفن خفر السواحل التابعة لها من المياه القريبة من جزر سينكاكو المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
واستدعى وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا السفير الصيني لدى طوكيو تشنغ يونغ هوا، ليقدم له احتجاجًا شديد اللهجة، بعد رصد أكثر من 12 سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني بالقرب من الجزر غير المأهولة، حسبما ذكرت وزارة الخارجية اليابانية.
وأفادت الوزارة بأن كيشيدا قال للسفير الصيني إن «الجانب الصيني يحاول تغيير الوضع الراهن بشكل أحادي الجانب. ولا يسعني إلا أن أقول إنه بسبب ذلك تدهور بشكل كبير وضع العلاقات اليابانية الصينية». وأكدت السلطات اليابانية أنّه رُصدت 15 سفينة صينية في المنطقة، أمس (الاثنين)، ودخلت 3 من القوارب إلى ما تعتبره اليابان مياهها الإقليمية.
وتتنازع على ملكية جزر سينكاكو، التي تديرها اليابان، كل من الصين وتايوان، وتسمى فيهما دياويو وتياويوتاي على الترتيب.
وذكرت هيئة الإذاعة اليابانية أنّ السفير الصيني تشينغ أكد مجدّدًا على أنّ الجزر تتبع الأراضي الصينية، ومن ثم فإنه من حق السفن الصينية الإبحار في هذه المياه.
وأضافت الهيئة أنّ السفير قال أيضًا للصحافيين، عقب الاجتماع، إنّه يتعين على الطرفين العمل بهدوء لمنع زيادة تعقيد الموقف.
وجاءت الشكوى الصادرة اليوم ضد بكين في أعقاب احتجاج آخر، أول من أمس (الأحد)، بعد رصد 13 سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني بالقرب من الجزر.
وأبحرت نحو 230 سفينة صيد صينية، و6 سفن تابعة لخفر السواحل، السبت، في منطقة تماس أيضًا بالقرب من مجموعة الجزر، مما دفع طوكيو إلى تقديم احتجاج.
وجاءت التحركات الأخيرة للصين بعد اختيار شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، لتومومي إينادا وزيرا جديدًا للدفاع، الذي نفى بدوره - على نحو مثير للجدل - مجزرة نانجينغ اليابانية، عام 1937.
من جهة أخرى، أفادت مؤسسة بحثية، مقرها واشنطن، بأنّ صورًا التقطتها أقمار صناعية أخيرا تشير إلى أن الصين بنت - فيما يبدو - حظائر محصنة للطائرات فوق جزر تسيطر عليها في بحر الصين الجنوبي.
وذكر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أنّ الصور التي التقطت في أواخر يوليو (تموز) تظهر أنّ حظائر الطائرات على جزر فيري كروس وسوبي وميستشيف ضمن جزر سبراتلي بها مساحة لوجود أي طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو الصيني. وأضاف، في تقرير: «باستثناء زيارة قصيرة قامت بها طائرة نقل عسكرية لفيري كروس هذا العام، لا توجد أدلة على أن بكين أرسلت طائرات عسكرية إلى هذه المواقع، لكن البناء السريع للحظائر المحصنة في هذه المواقع الثلاثة يشير إلى أن هذا الوضع سيتغير على الأرجح».
وتتحدث الصين عن أحقيتها في السيادة على معظم أنحاء بحر الصين الجنوبي الذي تمر منه تجارة بحرية يقدر حجمها بخمسة تريليونات دولار سنويا، وهو ما يدخلها في نزاع مع الفلبين وفيتنام وماليزيا وتايوان وبروناي التي تطالب جميعا بالسيادة على أجزاء من البحر.
وظهرت الصور بعد نحو شهر من قرار محكمة دولية في لاهاي ينفي أحقية الصين في السيادة على المنطقة الغنية بالموارد، وهو القرار الذي رفضته الصين بشكل قاطع.
وحثت الولايات المتحدة الصين، وغيرها من الدول التي تطالب بالسيادة في البحر، على عدم عسكرة المناطق التي تسيطر عليها في المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع الصينية، اليوم، في رد بالفاكس على طلب للتعليق: «الصين لها سيادة أكيدة على جزر سبراتلي والمياه القريبة منها».
وكانت وسائل إعلام رسمية قد ذكرت، السبت، أن الصين أرسلت قاذفات ومقاتلات للقيام بدوريات قرب الجزر المتنازع عليها ببحر الصين الجنوبي. واشتكت اليابان مما وصفته بأنه توغلات صينية كثيرة في مياهها الإقليمية حول مجموعة أخرى من الجزر في بحر الصين الشرقي.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.