الجزائر: 4 إرهابيين يسلمون أنفسهم للسلطات في أقل من أسبوع

نشاط مكثف للجيش منذ انتهاء إصلاح الأجهزة الأمنية

الجزائر: 4 إرهابيين يسلمون أنفسهم للسلطات في أقل من أسبوع
TT

الجزائر: 4 إرهابيين يسلمون أنفسهم للسلطات في أقل من أسبوع

الجزائر: 4 إرهابيين يسلمون أنفسهم للسلطات في أقل من أسبوع

قالت وزارة الدفاع الجزائرية إن متطرفًا مسلحًا سلم نفسه أول من أمس للسلطات الأمنية بإقليم «الناحية العسكرية السادسة» بولاية تمنراست (أقصى جنوب البلاد)، مشيرة إلى أنه كان يحمل مسدسًا رشاشًا ومخزن ذخيرة مملوءًا لحظة اعتقاله.
جاء ذلك في سياق نشاط لافت للجيش على صعيد مكافحة الإرهاب، يعد باكورة مشروع «إصلاح الأجهزة الأمنية»، بحسب السلطات.
وذكرت وزارة الدفاع بموقعها الإلكتروني أمس أن «توبة» المتطرف عن الإرهاب جاءت «في إطار مكافحة الجماعات المتشددة، ومواصلة للجهود النوعية لقوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن»، في إشارة إلى أن عمل الأجهزة الأمنية في الميدان، أثمر تخلي هذا المتطرف عن السلاح، من دون أن تذكر وزارة الدفاع اسمه، ولا متى التحق بالجماعات المسلحة، أو المنطقة التي يتحدر منها.
وذكرت الوزارة أن عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم للسلطات العسكرية بجنوب البلاد، بلغ في ظرف أقل من أسبوع أربعة متطرفين، كانت بحوزتهم ثلاثة مسدسات رشاشة من نوع كلاشنكوف، وبندقية رشاشة من نوع «ماس»، وكمية من الذخيرة، وجهازي اتصال عن طريق الأقمار الصناعية.
وفي نفس السياق، أفادت وزارة الدفاع بأن جهاز الدرك الوطني اعتقل ثلاثة تجار مخدرات ببلدتي مغنية والرمشي بولاية تلمسان (500 كلم غرب العاصمة) في السابع من الشهر الحالي، في حين تمت مصادرة كمية من المخدرات تُقدر بـ692 كيلوغرامًا وسيارة سياحية، ووضعت السلطات العسكرية هذا النشاط في إطار «محاربة الجريمة المنظمة».
وفي نفس الفترة وبمنطقة العلمة (300 كلم شرق العاصمة)، اعتقل أفراد الجيش والدرك بالطريق السريع، الرابط بين شرق الجزائر وغربها، تاجر مخدرات كان يسوق سيارة محملة بـ150 كيلوغرامًا من المخدرات. وببلدية أوماش بولاية بسكرة (400 كلم جنوب شرق) ضبطت وحدة للجيش مهربًا على متن شاحنة محملة بـ26 قنطارًا من التبغ.
وأضافت وزارة الدفاع أن وحدات حرس الحدود والدرك الوطني، أحبطت بولاية الوادي (جنوب) وولاية تلمسان 4 محاولات تهريب 2440 لترًا من الوقود و346 وحدة من التبغ عبر الحدود، فيما تم توقيف 11 مهاجرًا غير شرعي.
وفي عين قزام بجنوب الجزائر، أعلن الجيش عن اكتشاف مخبأ يستعمله إرهابيون عثرت بداخله على مسدس رشاش من نوع كلاشنكوف، وثلاثة مخازن مملوءة، فيما أوقفت وحدات أخرى للجيش 25 مهرب سلاح، وحجزت أربع مطارق ضغط، وجهاز كشف عن المعادن، ونظارة ميدان، وسيارتين رباعيتي الدفع، ودراجة نارية.
ولوحظ نشاط مكثف للقوات العسكرية منذ بداية العام الحالي، وأوعزت «مجلة الجيش» لسان حال المؤسسة العسكرية، في عدد يوليو (تموز) 2016، هذا النشاط إلى إعادة الهيكلة التي عرفتها الأجهزة الأمنية العام الماضي، والتي تمثلت في حل «دائر الاستعلام والأمن» (المخابرات العسكرية)، واستبدالها بثلاث مصالح أمنية ملحقة برئاسة الجمهورية، بدل وزارة الدفاع. كما تم إنهاء مهام مدير المخابرات الفريق محمد مدين، وعيَّن الرئيس بوتفليقة مكانه اللواء عثمان طرطاق، رئيس جهاز الأمن الداخلي سابقًا.
وتأتي التطورات الأمنية التي أعلن عنها الجيش بعد أيام قليلة من استلام القوات البرية 67 دبابة روسية قتالية صنف «تي 90 أس أي»، وهي طلبية تندرج في إطار صفقة أبرمتها الجزائر وروسيا عام 2014، وتتضمن تصدير 200 دبابة من هذا النوع. ويرتقب أن يتسلم الجيش الجزائري خلال عامي 2017 و2018، طائرات عمودية هجومية روسية من نوع «إم آي - 28 إن إي»، ومروحيات للنقل التكتيكي الثقيل صنف «إم آي 26 تي2»، روسية الصنع أيضًا.
ولم تمنع الظروف المالية الصعبة التي تواجهها الجزائر، بسبب انخفاض أسعار النفط، من مواصلة تنفيذ برنامج التسليح المكثف الذي بدأ في 2006، تاريخ إبرام صفقة ضخمة مع روسيا قيمتها 7 ملايين دولار، وتتعلق باستيراد عتاد حربي متطور، مما يجعل من الجزائر من أولى بلدان أفريقيا والمتوسط استيرادًا للسلاح.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.