جامعة «دار الهدى» في الهند.. تعاليم دينية وعلوم حديثة

مؤسسة سباقة تهدف إلى تنشئة جيل من شباب العلماء المسلمين

حرم جامعة «دار الهدى» الإسلامية التي تقع في ولاية كيرالا الهندية الجنوبية
حرم جامعة «دار الهدى» الإسلامية التي تقع في ولاية كيرالا الهندية الجنوبية
TT

جامعة «دار الهدى» في الهند.. تعاليم دينية وعلوم حديثة

حرم جامعة «دار الهدى» الإسلامية التي تقع في ولاية كيرالا الهندية الجنوبية
حرم جامعة «دار الهدى» الإسلامية التي تقع في ولاية كيرالا الهندية الجنوبية

تُعد جامعة دار الهدى الإسلامية، التي تقع في ولاية كيرالا الهندية الجنوبية، مؤسسة سباقة في التعليم العالي الإسلامي بالهند، إذ توفر الجامعة مناهج دراسية تمزج ما بين الدراسات الدينية والأخرى العلمية، فضلاً عن التركيز على تدريس مختلف اللغات.
ومن منطلق الإيمان بالتطور التدريجي لطراز الجامعة الإسلامية النموذجي، تعد الجامعة قلعة من قلاع تدريس كل التعاليم الإسلامية، كما تعد تراثًا تعليميا بامتياز.
ويقع الحرم الجامعي المترامي الأطراف لهذه الجامعة العريقة على مساحة 13 فدانًا، ويضم ما يزيد على 20 كلية عربية للتعليم الإسلامي العالي تابعة للجامعة، من ولايات كيرالا، وماهاراشترا، وأندرا براديش، والبنغال الغربية، وآسام. وتتبع تلك الكليات الجامعة من حيث المناهج الدراسية والأنشطة التعليمية الأخرى. وبعد إتمام الطلبة لشهاداتهم الجامعية بنجاح، من تلك الكليات التابعة للجامعة، يتوجب عليهم الالتحاق بالحرم الجامعي الرئيسي للجامعة للانخراط في الدراسات العليا لمدة عامين من أجل الحصول على درجة الماجستير.
ورئيس الجامعة الحالي هو الأستاذ الدكتور بن عقاد سيد حيدر علي شهاب، ونائب الرئيس هو الدكتور بهاء الدين محمد الندوي. وفي الوقت الراهن، تضم «دار الهدى» أكثر من ألف طالب، ونحو 60 مدرسًا.
يذكر أن اتحاد علماء السنة بولاية كيرالا، وهي الهيئة التنفيذية التي تدير نحو 8 آلاف مدرسة، أو المدارس الإسلامية والعربية التي تعمل بدوام جزئي في أنحاء كيرالا من أجل إدخال الإصلاحات على نظام التعليم، قد أسس مدرسة تحمل اسم أكاديمية دار الهدى الإسلامية عام 1986. وقدمت رؤيتهم توليفة من التعليم الديني والعلماني والروحي والمادي.
ولاحقًا، خلال عام 2009، أصبحت الأكاديمية جامعة متكاملة الأركان، بعد الخطابات المطولة بين العلماء الحالمين وقادة المجتمع الداعمين. وتهدف الجامعة إلى تنشئة جيل من شباب العلماء المسلمين المسلح بأدوات المعرفة الحديثة.

انتقاء عالي الجودة

وقد وضع نموذج التعليم الذي أرسته جامعة دار الهدى حدًا للصورة النمطية السائدة بأن التعليم الديني يعد خيارا للطلاب الفقراء، أو من هم أقل ذكاء، وللأطفال الأقل كفاءة الذين لا يصلحون لشيء، إذ إن الجامعة تضع معيارا لانتقاء الطلاب الأذكياء المتفوقين الموهوبين فقط، بصرف النظر عن خلفياتهم، بعد اجتيازهم للاختبارات الشفهية والنظرية.
ولدى المؤسسة نظام مميز من التعليم، يعتمد على قبول الطلاب بعد 5 سنوات من التعليم الابتدائي، ومن ثم يمضوا 12 عاما من التعليم بالمؤسسة (5 أعوام من التعليم الثانوي، و2 لما بعد الثانوي، ثم 3 للحصول على الشهادة الجامعية، و2 من أجل درجة الماجستير). وبعد 12 عاما من الدراسة، يتخرج الطالب حاملاً لدرجة الماجستير في الدراسات الإسلامية والتعليم العلماني المعاصر، وعلى درجة إلمام جيدة باللغات المالايامالاية والعربية والإنجليزية والأردية. ومعظم الطلاب في جامعة دار الهدي ينتمون إلى عائلات ثرية، وقد حضروا للدراسة فيها بمحض اختيارهم، وبدافع رغبتهم في أن يصيروا علماء دينيين، وليس لأسباب اقتصادية.
وبدوره، قال الحاج محمد شافي، سكرتير الجامعة: «نظرًا لأننا نقوم بتدريس المواد الإسلامية والعلوم الحديثة، يرسل الآباء من العائلات التي تنتمي للطبقة المتوسطة أطفالهم إلى هنا». وأردف أن من أسباب نجاح التجارب التعليمية في كيرالا ما وصفه بـ«الصلة الوثيقة بين فئة العلماء وفئة العاملين بالعمارة – النخب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمسلمين المحليين، وهو الأمر الذي يسمح بمشاركة شعبية واسعة النطاق في مؤسساتنا التعليمية، ولمصداقية أوسع بطبيعة الحال».
ومن جانبه، قال محمد صديق، وهو طالب من شمال الهند، عبر الهاتف: «الأمر هنا مختلف عن المدرسة التي تلقيت فيها تعليمي في بلدتي. فهنا، نحن نتعلم جميع المواد التي تُدرس في المدارس العادية، ولكن العلماء هنا يتسمون بتفتح العقل، ولا يترددون في التعلم أو الاستفادة من العلوم الجيدة الأخرى، أو الانفتاح على المجتمعات الأخرى، وهم لا يحسرون اهتمامهم بين الجدران الأربعة للمدرسة، بل إنهم يشاركون في كل الأنشطة الاجتماعية. وبعكس العلماء الموجودين في شمال الهند، يتحدث العلماء هنا الإنجليزية، ويشجعون على تعلمها. وهم يريدوننا أن نتعلم كل شيء عن العالم، كي نتمكن من خدمة وتوجيه مجتمعنا بشكل أفضل».
ويتحدث الطلاب اللغة الإنجليزية بطلاقة، وبعضهم يريد امتهان الصحافة، في حين يتطلع الآخرون إلى التدريس بالجامعة، غير أن البعض الآخر يود أن ينشئ مؤسسات على غرار «دار الهدى»، ويشترك جميعهم في خدمة الدين والمجتمع، وإن تعددت الطرق في ذلك.
وكثير من المؤتمرات والندوات الدولية التي استضافتها الجامعة كانت تصب في هدف مساعدة الطلاب على الحصول على التعليم الأكاديمي الدولي، بمساعدة الطلبة في التعرف على التعليم الأكاديمي الدولي، فضلا عن توطيد علاقات وثيقة بالشخصيات العالمية. ولا يشكل هذا خطرا على الهوية الدينية والالتزام الديني للطلاب.
وقد شغل كثير من الطلاب الذين تخرجوا من الجامعة مناصب شتى، تشمل: إمامة المساجد، والتدريس في المدارس الحكومية والمدارس الدينية والكليات العربية، إضافة إلى الذين ذهبوا للعمل في الخليج بالشركات ومختلف المؤسسات الدينية والحكومية الأخرى. وقليل منهم يعمل بالصحافة لصالح «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، و«الجزيرة».
وحصل أحد خريجي الجامعة، ويدعى «زين العبد»، أيضًا على دبلومة في الاتصال الجماهيري من المعهد الهندي للاتصال الجماهيري بدلهي، وبدأ العمل بوصفه صحافيا في «بي بي سي» عام 2012.
أما بالنسبة للكليات الموجودة داخل الجامعة، فتشتمل الجامعة حاليًا على 5 كليات: كلية الشريعة وأصول الدين، وكلية الألسن، وكلية الدعوة والثقافة الإسلامية، وكلية التربية والتعاليم الإسلامية.
أهداف الجامعة

ومن جانبه، تحدث د. بهاء الدين محمد ندوي، نائب رئيس الجامعة، بحماسة عن تفرد المؤسسة التي يرأسها، قائلاً: «نود إعداد علماء يتمتعون بالفهم الجيد للمجتمع الإسلامي والمجتمع الحديث على حد سواء، لكي يتمكنوا من خدمة المجتمع بشكل أفضل، وأكثر كفاءة. والعلماء بحاجة إلى الإلمام بالعلوم الحديثة، إضافة إلى التعاليم الإسلامية. وبعد ذلك، عليهم أن يتولوا إرشاد المجتمع، ليس فقط فيما يتعلق بالأمور العقائدية، بل أيضًا في شتى الأمور الشخصية المختلفة، وشؤون الحياة العامة. ونحن هنا نجمع ما بين تدريس المواد الدينية والعلوم الحديثة على حد سواء».
وشرح بهاء الدين ندوي، الذي يعمل مدرسًا أول في جامعة دار الهدى، بنية البرامج التدريسية التي توفرها المؤسسة من البداية قبل التعليم الجامعي، موضحًا أن المؤسسة تبدأ في قبول الطلاب الذين نجحوا في الصف الخامس للمدارس النظامية، والذين تلقوا تعليما إسلاميا حتى نفس المرحلة بالمدارس جزئية الدوام.
ويدرس الطلاب لمدة 5 سنوات في المرحلة الابتدائية، ثم 4 سنوات في المرحلة الثانوية، التي يدرسون فيها التخصصات الإسلامية، إضافة إلى المواد الأخرى التي تُدرس في المدارس النظامية، بما فيها مادة الإنجليزية الإجبارية. وهذا يعطيهم الأولوية الخاصة في أثناء التقديم على دراسة اختبارات القبول في المدارس الثانوية العامة الحكومية. وبعد هذه المرحلة، بإمكانهم الاختيار ما بين الانخراط في الدراسة في الجامعات النظامية، أو الاستمرار في جامعة «دار الهدى» لأربع سنوات لدراسة الدراسات الإسلامية المعادلة لشهادة البكالوريوس، ثم الدراسة لعامين آخرين للحصول على درجة الماجستير. وبالنسبة للطلاب في مرحلة ما قبل التخرج بجامعة دار الهدى، يتعين عليهم أيضًا أن يسجلوا بالتزامن مع دراستهم بـ«دار الهدى» للدراسة في جامعة كاليكوت، أو في أي جامعة مفتوحة أخرى، بصفتهم مرشحين خاصين، موضحًا أنهم «غالبا ما يختارون الدراسة في أقسام اللغة الإنجليزية أو العربية أو العلوم الاجتماعية».
جدير بالذكر أن الطلاب المنخرطين في الدراسة بجامعة دار الهدى ملزمون بالإقامة داخل الحرم الجامعي إقامة إجبارية خلال جميع الفصول الدراسية. ويجري تقديم جميع مصاريف الدراسة والإقامة والطعام، وغيرها من النفقات بالمجان، للاستفادة من التعليم العالي الإسلامي، بصرف النظر عن الخلفيات المادية للطلاب. كما توفر الجامعة حرمًا جامعيًا منفصلاً وآمنًا للطالبات الإناث، ويقع هذا الحرم الجامعي للطالبات بالقرب من مركز الحرم الجامعي الرئيسي، ويطلق عليه اسم كلية «فاطمة الزهراء» للمسلمات.

تشجيع الفتيات على الدراسة

تعد كلية فاطمة الزهراء للمسلمات معهدًا إسلاميًا فريدًا من نوعه حصريًا للفتيات فقط، وقد جرى تأسيسها عام 1992 من أجل الارتقاء بالتعليم الإسلامي الموجه والتعليم المعاصر في آن واحد للفتيات المسلمات، لتخريج أجيال من العالمات. ويوفر المعهد، المتاخم للحرم الجامعي الرئيسي، تعليمًا ذا جودة عالية للمسلمات، من أجل التعزيز منهن كأمثلة متجذرة في الثقافة والأخلاقيات والآداب الإسلامية. وتستغرق الدراسة فيه مدة 6 أعوام، تتألف من برنامج إجباري يتضمن شهادة ثانوية عامة، تتبعها دراسة لمدة سنة أو اثنتين من خلال نظام التعليم المفتوح، يعقبها برنامج تخصص اختياري مدته 3 سنوات. ويدرس للطالبات تشكيلة متنوعة من مواد التعاليم الإسلامية والعلوم الإنسانية الحديثة، مثل القرآن والحديث والفقه والتفسير والتصوف، والعلوم والتكنولوجيا والرياضيات والعلوم الاجتماعية والحاسب الآلي وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها من المواد. فضلاً عن التركيز على تسليح الطالبات بلغات أربع، وهي: الإنجليزية، والعربية، والهندية، والمالايامية.
وبالإضافة إلى المواد الأكاديمية، توفر المؤسسة تدريبًا عمليًا في التصميم والخياطة والتطريز. وبعد إتمام سنوات الدراسة الست بنجاح، تمنح جامعة «دار الهدى» الإسلامية كل فتاة لقب «الزهراية» الشرفي.
وعلى الرغم من أن الجامعة تركز على تعليم الطلاب المسلمين من الهند، فقد التحق بالجامعة بعض الطلاب القلائل من النيبال ونيوزيلندا. وفي المسقبل القريب، تخطط الجامعة إلى فتح أبوابها أمام الطلاب من كل أنحاء العالم.
وعادة ما يستأنف كثير من الطلاب دراستهم، إما في الجامعات الهندية أو في الجامعات المنتشرة عبر أنحاء العالم. وكثير منهم أكملوا دراساتهم العليا بعد الجامعية في الجامعات النظامية، في فروع عدة لم تقتصر على الدراسات الإسلامية أو العربية فحسب، بل تختطها إلى دراسات الأدب الإنجليزي والصحافة وعلوم الاجتماع وعلوم الأنثروبولوجيا وعلوم الاقتصاد. وكثير منهم ينخرط الآن بالفعل في الدراسة في جامعات مثل جامعة جواهر لال نهرو، والمعهد الهندي للاتصال الجماهيري، والجامعة المالية الإسلامية، وجامعة همدرد، وجامعة حيدر آباد، ومعهد تاتا للعلوم الاجتماعية، والجامعة المركزية في كجرات، وجامعة اللغات الإنجليزية واللغات الأجنبية، ومعهد التكنولوجيا، في الهند. علاوة على ذلك، استأنف كثير من خريجي الجامعة دراستهم ما فوق الجامعية بالخارج، في المؤسسات الكبرى مثل جامعة كاليفورنيا في بيركيلي، وجامعة الإسلامية الدولية في ماليزا، وجامعة الأزهر بمصر، وجامعة لايدن في هولندا.

المكانة الدولية
وقعت جامعة «دار الهدى» الإسلامية كثيرًا من مذكرات التفاهم مع كثير من الجامعات الهندية والدولية، وهي تلقى تقديرًا يعادل مكانة كبار الجامعات، مثل جامعة الأزهر بالقاهرة، والجامعة الإسلامية الدولية في كوالالمبور، وجامعة طرابلس، وجامعة أم درمان الإسلامية في السودان، وجامعة العظيم الأزهري في الخرطوم، وجامعة المصطفى الدولية في إيران، وجامعة يلدرم بايزيد في تركيا، وجامعة الفتح في إسطنبول بتركيا، وجامعة الكويت، وجامعة الزيتونة في تونس. علاوة على أن الجامعة عضو في اتحاد جامعات العالم الإسلامي بالمغرب، ورابطة الجامعات الإسلامية بالقاهرة.



20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند
TT

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

20 مليون طالب أجنبي في جامعات أميركا... أغلبهم من الصين والهند

ارتفع عدد الطلاب الأجانب بالتعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية العام الماضي بنسبة 3.4 في المائة؛ أي نحو مليون طالب، وبزيادة تصل إلى 35 ألف طالب عن عام 2016، والذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية على تأشيرات الطلاب غير المهاجرين.
وحسب تقرير مؤسسة «الأبواب المفتوحة (أوبن دورز)» الذي نشر في آخر 2017، فإن الزيادة في عدد الطلاب تأتي للمرة السابعة، وإن عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في كليات وجامعات أميركا ارتفع بنسبة 85 في المائة منذ 10 سنوات.
تم نشر تقرير «الأبواب المفتوحة» عن التبادل التعليمي الدولي، من قبل معهد التعليم الدولي الذي يعد من أهم منظمات التبادل الثقافي الرائدة في الولايات المتحدة. وقد «أجرى معهد التعليم الدولي إحصاءات سنوية عن الجامعات حول الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة منذ عام 1919، وبدعم من مكتب الشؤون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية منذ أوائل السبعينات. ويستند التعداد إلى استطلاع شمل نحو 3 آلاف من المؤسسات التعليمية المرموقة في الولايات المتحدة».
وحسب التقرير المفصل، فإن هذا العدد من الطلاب الأجانب لا يشكل إلا 5 في المائة من عدد الطلاب الذين يدرسون في قطاع التعليم العالي بالكليات والجامعات الأميركية، حيث يصل مجمل العدد حسب التقرير إلى 20 مليون طالب؛ أي بارتفاع بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المائة عن عام 2007. ويعود سبب الارتفاع إلى ازدياد عدد الطلاب الأجانب وتراجع عدد الطلاب الأميركيين في البلاد منذ أن سجل عدد الطلاب الأميركيين أعلى معدل في عامي 2012 و2013.
وحول أصول الطلاب الأجانب الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ذكر التقرير أنه للسنة الثالثة على التوالي كان أكبر نمو في عدد الطلاب من الهند، وعلى مستوى الدراسات العليا في المقام الأول وعلى مستوى التدريب العملي الاختياري (أوبت). ومع هذا، لا تزال الصين أكبر دولة من ناحية إرسال الطلاب الأجانب، حيث يبلغ عدد الطلاب في الولايات المتحدة نحو ضعف عدد الطلاب الهنود. لكن ما يؤكد عليه التقرير هو النمو في عدد الطلاب الآتين من الهند.
ومن هنا أيضا فقد وجد التقرير أن 50 في المائة من إجمالي الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة من دولتي الصين والهند.
ووصلت نسبة التراجع لدى الطلاب السعوديين في الولايات المتحدة إلى 14.2 في المائة، ويعود ذلك، حسب التقرير، إلى حد كبير للتغييرات في برنامج المنح الدراسية للحكومة السعودية الذي يقترب الآن من عامه الرابع عشر.
التراجع الملحوظ في عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، كان من اليابان والمملكة المتحدة وتركيا، وبنسبة أقل من اثنين في المائة لكل من هذه الدول. وإضافة إلى كوريا الجنوبية، فقد انخفض عدد طلاب هونغ كونغ بنسبة 4.7 في المائة. وكانت أكبر نسبة انخفاض بين الطلاب الأجانب من البرازيل، حيث وصلت نسبة الانخفاض إلى 32.4 في المائة. ويعود ذلك أيضا إلى نهاية البرامج الحكومية البرازيلية التي تساعد الطلاب الذين يدرسون في الخارج، خصوصا في الولايات المتحدة.
وحول أسباب التراجع في عدد طلاب هذه الدول بشكل عام، يقول تقرير «أوبن دورز» إنه من المرجح أن تشمل عوامل التراجع مزيجا من العوامل الاقتصادية العالمية والمحلية في هذه الدول؛ «وفي بعض الحالات توسع فرص التعليم العالي في داخل هذه الدول وتراجع عدد السكان».
ويكشف التقرير الأخير أن 25 من أفضل الجامعات الأميركية و10 ولايات أميركية يستقبلون أكبر عدد من الطلاب الأجانب السنة الماضية. وكان على رأس المستقبلين كما هو متوقع ولاية كاليفورنيا، تبعتها ولاية نيويورك، وولاية تكساس في المرتبة الثالثة، وماساتشوستس في المرتبة الرابعة.
ويتضح من التقرير أن 22.4 من مجمل الطلاب الأجانب الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة الأميركية، جاءوا إلى الجامعات الـ25 الأولى في ترتيب الجامعات التي استقبلت الطلاب الأجانب.
وعلى الصعيد الاقتصادي، وحسب غرفة التجارة الأميركية، فإن لارتفاع عدد الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة، نتائج إيجابية على الصعيد الاقتصادي؛ إذ ارتفع ما يقدمه هؤلاء الطلاب إلى الاقتصاد الأميركي من 35 مليار دولار إلى 39 مليار دولار العام الماضي. ويبدو أن سبب الارتفاع يعود إلى أن ثلثي الطلاب الأجانب في الولايات المتحدة يتلقون تمويلهم من الخارج، أي من حكوماتهم وعائلاتهم وحساباتهم الشخصية. ولا تتوقف منفعة الطلاب الأجانب على الاقتصاد؛ بل تتعداه إلى المنافع العلمية والبحثية والتقنية.
وحول الطلاب الأميركيين في الخارج، يقول التقرير إنه رغم التراجع الطفيف في السنوات القليلة الماضية، فإن عدد هؤلاء الطلاب تضاعف 3 مرات خلال عقدين. ووصلت نسبة الارتفاع إلى 46 في المائة خلال العقد الماضي. كما أن عدد هؤلاء الطلاب في الخارج وصل إلى 325.339 ألف طالب لعامي 2015 و2016.
ويبدو أن معظم الطلاب الأميركيين يرغبون بدراسة العلوم والهندسة والرياضيات في الخارج وتصل نسبة هؤلاء الطلاب إلى 25.2 في المائة من إجمالي عدد الطلاب. وبعد ذلك يفضل 20.9 في المائة من هؤلاء الطلاب دراسة إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية.
ولا تزال الدول الأوروبية المحطة الرئيسية للطلاب الأميركيين في الخارج، وقد ارتفع عدد هؤلاء الطلاب بنسبة 3.5 في المائة عامي 2015 و2016. وتأتي على رأس لائحة الدول المفضلة للطلاب الأميركيين بريطانيا، تليها إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا التي احتلت المركز الخامس بدلا من الصين العامين الماضيين. كما ارتفع عدد الطلاب الأميركيين في الفترة نفسها في كل من اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا والدنمارك وتشيكيا ونيوزيلندا وكوبا وهولندا. ولاحظ التقرير أيضا ارتفاعا في عدد الطلاب الأميركيين الذين يذهبون إلى دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية للدراسة الجامعية.
ووصلت نسبة الارتفاع في هذه الدول إلى 5.6 في المائة، ووصل عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في دول الكاريبي ودول أميركا اللاتينية إلى 53.105 ألف طالب.
لكن أهم نسب الارتفاع على عدد الطلاب الأميركيين في الخارج كما جاء في التقرير، كانت في اليابان التي سجلت نسبة ارتفاع قدرها 18 في المائة، وكوريا الجنوبية بنسبة 3 في المائة.
ورغم هذه الارتفاعات في كثير من الدول، خصوصا الدول الأوروبية، فإن هناك تراجعات في عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في بعض البلدان كما يشير التقرير الأخير، ومن هذه الدول كما يبدو الصين التي تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها بنسبة 8.6 في المائة، أما نسبة التراجع في فرنسا فقد وصلت إلى 5.4 في المائة، حيث وصل عدد الطلاب إلى 17.215 ألف طالب، وسجلت البرازيل نسبة كبيرة من التراجع في عدد الطلاب الأميركيين الذين يأتون إليها، ووصلت نسبة هذا التراجع إلى 11.4 في المائة، ووصل عدد الطلاب إلى 3.400 ألف طالب. أما الهند فقد تراجع عدد الطلاب الأميركيين فيها خلال العامين الماضيين بنسبة 5.8 في المائة، ووصلت هذه النسبة إلى واحد في المائة في اليونان التي عادة ما تستقطب الطلاب المهتمين بالميثولوجيا اليونانية والراغبين بدراسة اللغة اليونانية نفسها.
مهما يكن، فإن عدد الطلاب الأميركيين الذين يدرسون في الخارج لا يزيدون بشكل عام على 10 في المائة من مجمل عدد الطلاب الأميركيين الباحثين عن جامعة جيدة لإنهاء تحصيلهم العلمي قبل دخول عالم العمل والوظيفة.