الدوري السعودي يحتمي من التلاعب باتفاقية «نزاهة»

عيد يوقّع عقد الشراكة مع حنزاب غدا في لندن على هامش «السوبر»

محمد حنزاب  - أحمد عيد - اتحاد الكرة السعودي يسعى لتعزيز نزاهة منافساته المحلية ({الشرق الأوسط})
محمد حنزاب - أحمد عيد - اتحاد الكرة السعودي يسعى لتعزيز نزاهة منافساته المحلية ({الشرق الأوسط})
TT

الدوري السعودي يحتمي من التلاعب باتفاقية «نزاهة»

محمد حنزاب  - أحمد عيد - اتحاد الكرة السعودي يسعى لتعزيز نزاهة منافساته المحلية ({الشرق الأوسط})
محمد حنزاب - أحمد عيد - اتحاد الكرة السعودي يسعى لتعزيز نزاهة منافساته المحلية ({الشرق الأوسط})

يقيم الاتحاد السعودي لكرة القدم والمركز الدولي للأمن الرياضي غدا (الأحد)، مؤتمرا صحافيا في العاصمة البريطانية لندن للإعلان عن تفاصيل اتفاقية شراكة متعددة الأوجه بين الطرفين، تستهدف في المقام الأول تعزيز نزاهة جميع مباريات الدوري السعودي الأول لكرة القدم، وجميع مسابقات الاتحاد في كل المستويات.
وسيجري حفل التوقيع بحضور أحمد عيد، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأحمد الخميس، الأمين العام للاتحاد، ومحمد حنزاب، رئيس المركز الدولي للأمن الرياضي، وعدد من المسؤولين بالمنظمة الدولية المتخصصة في مجالات السلامة والأمن الرياضي والنزاهة في الرياضة، ومكافحة التلاعب في نتائج المباريات والمراهنات غير الشرعية.
وعلى الرغم من أن المركز الدولي للأمن الرياضي قد دخل اتفاقيات شراكة مشابهة على مدار السنوات الأربع الماضية مع عدد من الدوريات العالمية، فإن اتفاقية الشراكة مع الاتحاد السعودي تعد الثانية في منطقة الخليج والمنطقة العربية بعد توقيع اتفاقية الشراكة بين المركز الدولي والاتحاد القطري لكرة القدم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في سياق تنظيم الاتحاد السعودي لمباراة كأس السوبر السعودي في لندن بين الأهلي والهلال بعد غد الاثنين.
وتتضمن الاتفاقية بين الجانبين التعاون في مجال سلامة ونزاهة مباريات كرة القدم وإدارة الحشود في مختلف المسابقات، وإقامة دورات متخصصة في التوعية والتثقيف وتقديم المركز الدولي للاستشارات المهنية التي من شأنها أن تعزز أكثر من جوانب النزاهة في الكرة السعودية.
وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم قد أعلن الأربعاء الماضي مصادقة مجلس الإدارة على توقيع مذكرة تعاون مشترك مع المركز الدولي للأمن الرياضي، وهو منظمة دولية مستقلة وغير ربحية تأخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا لها.
ويعد الدوري السعودي السابع في أوروبا وآسيا الذي يدخل في شراكة مع المركز الدولي للأمن الرياضي، والذي أبرم في السنوات الخمس الماضية شراكات مهنية عدة مع أكبر الدوريات والاتحادات الكروية الأوروبية، ومن بين ذلك الشراكات مع رابطة الدوريات الأوروبية المحترفة لكرة القدم، وهي الرابطة التي تعتبر المظلة الوحيدة للدوريات الأوروبية المحترفة وعددها 32 رابطة، كما دخل المركز في شراكات مباشرة مع بعض هذه الدوريات الأوروبية، مثل الدوري الإيطالي للمحترفين، الدوري الألماني، الدوري الإسباني، الدوري الروسي للمحترفين لكرة القدم.
وبعد أن كسب المركز الدولي ثقة العالم من خلال الشراكات مع الدوريات كرة القدم الأوروبية، وكذلك الشراكات مع منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختلفة، تحول المركز إلى المنطقة عندما استقبل وفدا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وتوجت العلاقة بتوقيع اتفاقية شراكة نهاية أبريل (نيسان) 2015.
وسرعان ما دخلت هذه الشراكة حيز التنفيذ من خلال ورش العمل والتدريب ووسائل التثقيف المختلفة، وكذلك من خلال تكليفين اثنين من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمركز الدولي، الأول جاء بتكليف مشترك من «فيفا» والاتحاد الآسيوي، وتعلق هذا التكليف بتقديم تقرير مهني أمني للبت في طلب العراق في عودة المباريات الدولية إلى الملاعب العراقية.
أما التكليف الثاني، فتعلق بتقديم تقرير حول اعتراض الأندية السعودية على اللعب في إيران، وتتضمن هذا التكليف قيام فريق عمل متخصص من المركز الدولي بزيارات ميدانية للبلدين، ومن ثم تقديم تقرير مهني وفني وأمني شامل حول الأزمة.
وفي آسيا أيضا، كان المركز الدولي للأمن الرياضي قد وقع اتفاقية شراكة مع الاتحاد القطري لكرة القدم ومؤسسة دوري نجوم قطر، ثم وقع اتفاقية مماثلة مع رابطة «السوبر ليج» الهندية لكرة القدم.
وفي إطار تقديم المركز الدولي للخدمات المهنية المتنوعة بالمقاييس العالمية، حصل المركز على مناقصة عالمية لتقديم الخدمات المتعلقة بجوانب السلامة والأمن الرياضي، وتقديم استشارات للتصميمات الأمنية لبناء استاد نادي روما الجديد، وهو المشروع الذي تضطلع به مجموعة استثمارية أميركية المالكة للنادي الإيطالي، وتسعى لإعادة نادي العاصمة إلى أمجاده السابقة.
ومن المقرر أن يتم افتتاح المشروع في عام 2019 باستثمارات تقديرية تبلغ مليارا و300 مليون يورو، ويتولى حاليا فريق عمل متخصص متابعة التزامات المركز الدولي للأمن في تنفيذ هذا المشروع الضخم.
ويحتفظ المركز الدولي للأمن الرياضي بسرية وخصوصية التعاملات والعلاقات مع جميع شركائه، وهذا مبدأ أساسي في جميع تعاملات المركز، بيد أن هناك الكثير من حالات التلاعب في نتائج المباريات التي كشفت عنها أجهزة الدول المعنية، بل وأعلن بعضها مثلما فعل رئيس الشرطة الأسترالية في سبتمبر (أيلول) 2013 عن الشكر والتقدير لجهود المركز الدولي في الكشف عن حالات تلاعب في نتائج بعض مباريات الكرة الأسترالية. وبذلك أصبحت حالة التلاعب في نتائج المباريات بالدوري الأسترالي معروفة للجميع.
وفي منتصف أكتوبر (تشرين الأول) 2015، نشرت الصحف البريطانية والكندية تقريرا حول اكتشاف حالات جماعية للتلاعب في نتائج المباريات بالدوري الكندي لكرة القدم، ونقلت عن مسؤول بالاتحاد الكندي التطرق لدور المركز الدولي للأمن الرياضي في هذا الكشف، وهو ما حدا بالمركز الدولي آنذاك إلى إصدار بيان يؤكد فيه صحة المعلومات التي جاءت في سياق التقارير الصحافية المذكورة، وهي – أي التقارير - كانت في حقيقة الأمر صادرة عن المركز الدولي للأمن الرياضي في صورة «تقرير فني شامل وخاص» موجه لأجهزة الشرطة وجهات إنفاذ القانون في كندا، وذلك بعد تحقيقات مكثفة أجراها المتخصصون بالمركز الدولي أظهرت احتمالات كبيرة بوجود فساد في الدوري الكندي للكرة.
كما ساهم المركز الدولي للأمن الرياضي في الكشف عن الكثير من حالات المراهنات غير الشرعية والتلاعب في النتائج في ألعاب أخرى غير كرة القدم.
واضطلع المركز الدولي للأمن الرياضي بعدد من المشروعات المهنية في مجال النزاهة والأمن والسلامة في الرياضة، ولعل أحدثها وضع المركز الدولي - بطلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) - كتابا لمعايير الأمن والسلامة داخل الملاعب وخارجها لنهائيات كأس العالم 2018 و2022 وما بعدها.
وبطلب من المجلس الأوروبي، وضع المركز الكتاب الاسترشادي الخاص بالتلاعب في نتائج المباريات ليكون دليلا موحدا لاستخدامات الدول الأعضاء.
ويعمل المركز الدولي حاليا على وضع كتاب استرشادي يحتوي على منهاج تدريبي شامل سيصدر بالشراكة بين المركز ومنظمة الأمم المتحدة للجريمة (الأندوك) والمخدرات، يشتمل على معايير ولوائح استرشادية تخص أجهزة الشرطة المختصة ورجال الادعاء العام وأجهزة التحقيقات من أجل المساعدة في مكافحة الجرائم الخاصة بالرياضة؛ على أن سيستخدم هذه المنهاج من قبل الأجهزة الأمنية في جميع الدول الأعضاء في «الأندوك».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.