قبل مواجهة «الريال» في دوري الأبطال: يوفنتوس يواجه أزمة حقيقية في الدفاع

بوفون الذي يواجه كاسياس في تحد خاص: إنني أتأمله ومن الصعب قبول الجلوس احتياطيا

قبل مواجهة «الريال» في دوري الأبطال: يوفنتوس يواجه أزمة حقيقية في الدفاع
TT

قبل مواجهة «الريال» في دوري الأبطال: يوفنتوس يواجه أزمة حقيقية في الدفاع

قبل مواجهة «الريال» في دوري الأبطال: يوفنتوس يواجه أزمة حقيقية في الدفاع

13 هدفا في 11 مباراة بما فيها الكؤوس. 12 خطأ تم ارتكابها يمكن تفنيدها بسهولة. هذه هي المرارة الكبيرة التي يعيشها أنطونيو كونتي، لأنه إذا استطاع كريستيانو رونالدو، وهو ليس كأي اسم آخر، اجتيازك بسرعة ثم سدد في المقص، فإنك تخفض يديك وتقبل الهدف. لكن إذا كان الخصوم يسجلون بسبب أخطاء ساذجة غالبا، فإن أي مدرب يغضب، والمدير الفني لليوفي أكثر. وقد أخطأ إلى الآن بوفون (أمام لاتسيو وكييفو وفي الهدف الثاني لفيورنتينا)، وبونوتشي (أمام غلطة سراي)، وكييلليني (إنتر)، وإيسلا (غلطة سراي في الهدف الثاني)، وبادوين (ميلان في الهدف الأول)، وبوغبا (ميلان الهدف الثاني)، وأسامواه (فيورنتينا، الهدف الثالث). ثم عدم انتباه عام في كرتين ثابتين (أمام كوبنهاغن وفيرونا)، وهجمة مرتدة تم إهداؤها في محاولة الصحوة ضد فيورنتينا (الهدف الرابع) وركلة جزاء (جاء منها هدف فيورنتينا الأول، وهو الوحيد الذي فيه مسؤولية كييلليني أو عدم خروجه بالكرة، لم تكن جسيمة). ويكرر المدربون أنه من دون الأخطاء ستنتهي المباريات بالتعادل السلبي دائما، لكن من المدهش أن يوفنتوس لم يتلق هدفا واحدا دون حاجة لتوجيه اللوم لأحد لاعبيه، إن هدفا على طريقة تيفيز في جنوا أمام سمبدوريا لم يتلقه مرمى اليوفي مطلقا، لأنه مع حشد خط الدفاع يكون من الصعب اختراق الفريق مثلما أقر باسكوال لاعب فيورنتينا الأحد الماضي، وقال «طوال ساعة كاملة لم نكن ننجح في تشكيل خطورة، فقط تمرير للكرة من دون اختراق أو تسديد من خارج منطقة الجزاء». ثم جاءت الهدايا فيما بعد.
إن الشق الدفاعي بالطبع لا يتعلق بخط الدفاع فحسب، والذي كثيرا ما يدفع ثمن أخطاء الآخرين، فهدف خواكين، على سبيل المثال، جاء لأن أسامواه لم يعد إلى الوراء، لكن هجمة فيورنتينا بدأت بكرة فقدها فيدال بشكل سيئ، لكنها المرة الثالثة التي يتلقى فيها اليوفي هدفا بسبب غياب التحرك العرضي لأحد الظهيرين، وهو المركز الذي برأي كونتي كان بحاجة لتدخل حاسم خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. يكفي تشتت واحد ويفقد الفريق بأسره التوازن ويواجه صعوبة. وفي هذا الموسم يخطئ كثيرا أيضا جيجي بوفون، والذي يبدل التدخلات المتميزة (تصديه لروبينهو كان حاسما في مباراة يوفي - ميلان وكانت النتيجة لا تزال 1 - 1) بأخطاء غريبة.
مساء اليوم، في استاد سانتياغو برنابيو، سيكون فريق اليوفي بحاجة لأفضل بوفون، الذي تحدث جيدا جدا عن زميله إيكر كاسياس في مقابلة مع صحيفة «أس» الإسبانية، وقال «أتأمل وأحترم إيكر للطريقة التي يتصرف بها. أنا أيضا أشعر بأني أحد أقوى حراس المرمى بالعالم ومن الصعب أن أقبل مواقف بعينها. لا أدري ماذا حدث العام الماضي مع مورينهو، لكن لا أعتقد أنها كانت مشكلة فنية فقط. على أي حال، دييغو لوبيز أيضا حارس متميز». كما قام حارس المنتخب الإيطالي العملاق بعمل مقارنة بين ريال مدريد وبرشلونة، حيث تابع «إن الإنفاق الكثير لا يعني الفوز بالضرورة، وفي السنوات الأخيرة تجاوز برشلونة الجميع في الهيبة والشعبية بفضل الانتصارات، مثلما فعل الريال في الخمسينات. يلزم الصبر والعمل والتوازن». وفي النهاية، يشير بوفون إلى إحباطه، ويقول «إننا بشر، وهي أمور واردة الحدوث، والآن أشعر أني أقوى ولم أعد أخشى مواجهة لحظات سلبية». قد لا يكون حارس اليوفي بحاجة لمحامين يدافعون عنه، لكن يدافع عنه المدير العام لنادي يوفنتوس (قال «لقد عوّدنا جيجي على أشياء غير عادية، وتوجد انتقادات بشكل مبالغ فيه. إنه كان ولا يزال رقم واحد»)، وتشيزاري برانديللي الذي قال «بوفون هو أفضل حارس إيطالي وبالتأكيد سيكون أساسيا في المونديال بالبرازيل». في عام 1978، بعد الكثير من الأهداف التي تلقاها من مسافة بعيدة، تم انتقاد دينو زوف بقسوة، وبالنسبة لكثيرين كان في نهاية مسيرته تقريبا، وبعدها بأربعة أعوام، في ملعب برنابيو، عاش أجمل ليلة في حياته. لقد فاز بوفون بالمونديال، ومساء الغد لن توجد جائزة للمباراة، لكنه حريص عليها، وجاهز لغزو مدريد.
إلى ذلك، يتطلب الأمر إعادة تشغيل، مثلما يجري مع الحواسب التي تتوقف عن العمل، لكن فريق كرة القدم له روح ولا يمكن القيام بإعادة تشغيل، وإنما يمكن التفكير وفهم أنه في النهاية قد يتم التوصل لحل المشكلة بسرعة. في ظل الحالة الفردية لبعض اللاعبين، التي بالطبع سيكون لها تأثير، الانطباع هو أن اليوفي ليس بعيدا عن إيجاد ذاته وحجمه الطبيعي. إن ربع الساعة الجنوني الأخير في مباراة فيورنتينا لا يمكن أن ينسينا أن اليوفي قد استطاع الهيمنة على مدار ثلثي مباراة صعبة. ويشرح هدف خواكين تحديدا وبشكل جيد أن اليوفي يفتقد العناية بالتفاصيل وبعض التركيز، وبعد الكرة التي فقدها فيدال في وسط الملعب، أحاط لاعبو اليوفي كوادرادو والذي كان مضطرا لإعادة الكرة إلى الوراء، لكن غاب شيء بسيط عن المشهد الختامي، فأسامواه مشتت وظل متأخرا ليجد خواكين نفسه منفردا ببوفون. ربما كان تحرك الغاني كافيا كي لا يتلقى أهدافا، والشيء ذاته في مواقف هجومية ودفاعية، حيث كانت تفاصيل صغيرة كافية لتغيير الأمور. لكن بيبي ماروتا كله ثقة ويقول «إنها لحظة التباس وإرهاق نفسي، وبطولة دوري من 20 فريقا تكون مرهقة للغاية لمن يلعب في الكؤوس الأوروبية ومع المنتخب. ما حدث في فلورنسا لا تفسير له، لكننا نفكر الآن في الريال الذي نواجهه باحترام وإنما أيضا بإدراك قدرتنا على منافسته».
سيوجد التشيلي أرتورو فيدال أساسيا أمام الريال، وقد سافر مع زملائه أمس إلى مدريد بعدما تدربوا في فينوفو. كانت الفحوصات قد أوضحت أن المشكلة العضلية ليست تمزقا وإنما مجرد كدمة مؤلمة ولن تعيقه عن اللعب في برنابيو. ومن الناحية الخططية، يوجد حلان أمام المدرب أنطونيو كونتي، الأول هو طريقة 3 - 5 - 1 - 1 مع ماركيزيو من وراء تيفيز، والثاني هو طريقة 3 - 5 - 2 مع يورنتي إلى جوار الأرجنتيني. الشك الكبير الآخر يتعلق بالظهير الأيمن لخط الوسط، وهو المكان الشاغر بسبب إصابة ليشتستاينر (لم يتم استدعاؤه مثل فوسينيتش وكوالياريلا وبيبي)، وتوجد أربع فرضيات: كاسيريس (الذي لا يلعب منذ كأس السوبر الإيطالية في 18 أغسطس/آب)، وإيسلا (الذي يقدم ضمانات قليلة)، وبادوين (لم يتألق في فلورنسا) وبوغبا (الذي قد يتم الدفع به في حالة 3 - 5 - 2 لكنه لا يمتلك الخطوة السريعة لظهيري الريال).



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».