ليروي ساني.. ماسة في حاجة لمن يصقلها

غوارديولا فكر في ضم لاعب شالكه إلى بايرن قبل أن يقرر ضمه إلى سيتي بمبلغ خيالي

ساني قبل أن يرحل عن شالكه  - ساني (رقم 20) مع المنتخب الألماني أمام المجر (أ.ب)
ساني قبل أن يرحل عن شالكه - ساني (رقم 20) مع المنتخب الألماني أمام المجر (أ.ب)
TT

ليروي ساني.. ماسة في حاجة لمن يصقلها

ساني قبل أن يرحل عن شالكه  - ساني (رقم 20) مع المنتخب الألماني أمام المجر (أ.ب)
ساني قبل أن يرحل عن شالكه - ساني (رقم 20) مع المنتخب الألماني أمام المجر (أ.ب)

رغم أن البعض قد يندهش من ضخامة المبلغ البالغ 37 مليون جنيه إسترليني الذي أغدقه مانشستر سيتي على لاعب لم يتجاوز الـ20 من عمره وشارك في أربع مباريات دولية فقط، وموسم واحد كامل في الدوري الممتاز، ولم يحصد أية ميداليات باسمه بعد، فإن الحقيقة تبقى أن ليروي ساني ليس بلاعب عادي.
عندما تولى جوسيب غوارديولا مهمة تدريب مانشستر سيتي، خلفًا لمانويل بيليغريني وعمد إلى تقييم الفريق الذي ورثه عن سلفه، ربما لاحظ المدرب صاحب الأصول الكتالونية وجود بعض الثغرات الكبرى التي يتعين عليه رأبها - خاصة تعزيز خط الدفاع، أو ربما إضافة ثقل إلى خط الوسط. نظريًا، يبدو مانشستر سيتي مجهزًا بصورة جيدة في مركز لاعب خط الوسط المهاجم الذي شغله ساني حتى الآن، لكن المدرب كان على يقين من أن عليه السعي لاستهداف لاعب كان محل اهتمام النادي لبعض الوقت - تحديدًا اللاعب الألماني الدولي الذي يتواءم مع الخطة الكبرى لغوارديولا. وكان غوارديولا قد قرر ضم ساني إلى بايرن ميونيخ أثناء تدريبه للنادي البافاري قبل أن يضمه إلى مانشستر سيتي عندما تولى الإشراف على النادي الإنجليزي هذا الموسم.
وعليه، دخل مانشستر سيتي في معركة طويلة مع نادي شالكه الذي تميز بموقف قوي بالنظر إلى ارتباط أفضل لاعبيه به بعقد يستمر حتى موسم 2018 - 2019. ومن الواضح أن قرار النادي الألماني بتمديد أجل عقد اللاعب مرتين في غضون ثلاثة أشهر، كان حكيمًا. وعليه، لم يكن هناك مفر من التفاوض، وبالنظر إلى المبلغ الذي طرحه النادي الألماني في بداية التفاوض مقابل الاستغناء عن اللاعب، فإن المبلغ الذي استقر عليه مانشستر سيتي يبدو صفقة ناجحة. جدير بالذكر أن الكثير من البنود المالية الإضافية للتعاقد يمكن أن تدفع بالرقم إلى ما يزيد على 40 مليون جنيه إسترليني. والمؤكد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل الجزم بما إذا كان ساني جديرًا بدفع هذا المبلغ الهائل، خاصة وأن اللاعب لا يزال يبدو كالماسة غير المصقولة بحاجة لمن يصقلها ويلمعها. ومن خلال استعراض الفترة التي قضاها غوارديولا في برشلونة وبايرن ميونيخ، يتضح أن هذا المدرب يبرع في تنمية المواهب الجديدة.
في مدينة غلزنكيرشن معقل فريق شالكه، كان ساني نجمًا متألقًا داخل فريق تغلب عليه القدرات المتوسطة، وبدا ساني أشبه بالضوء المتلألئ داخل فريق يعج باللاعبين العاديين الذين تعرضوا للهزيمة بسهولة على يد نادي شاختار دونتيسك خلال الجولة الأولى من التصفيات في بطولة الدوري ألأوروبي وأنهى الموسم بفارق 36 نقطة خلف بايرن ميونيخ الذي كان يقوده غوارديولا بالدوري الممتاز الألماني الموسم الماضي.
والمؤكد أن المباريات التي خاضها الفريق أمام بايرن ميونيخ عززت الانطباع الإيجابي الذي تولد لدى غوارديولا تجاه اللاعب. كان ساني قد عاون ماكس مير خلال اللقاء الأول لتكون الثمرة هدفًا وضع شالكه في المقدمة حتى تعرض للهزيمة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وخلال اللقاء الثاني، بدا ساني مصدر التهديد الأكبر من جانب فريقه في المباراة التي انتهت بخسارة شالكه بثلاثة أهداف من دون مقابل. وأثناء وجوده في بافاريا، قال غوارديولا: «ليروي موهبة كبرى. وليس بوسعي سوى تهنئة ألمانيا على امتلاكها مثل هذه الموهبة».
وقد تجلت قدراته منذ البداية. على امتداد تاريخ شالكه البالغ 112 عامًا، ربما لم يسبق وأن قدم أي لاعب مثل هذا الأداء المتألق في مشاركته الأولى مع الفريق داخل أوروبا عن ساني في سانتياغو برنابيو ملعب ريال مدريد في مارس (آذار) 2015. كان شالكه متقهقرًا أمام ريال مدريد بنتيجة 3 أهداف مقابل هدف واحد بعد مباراة الذهاب ببطولة دوري أبطال أوروبا، عندما بدل روبرتو دي ماتو - مدرب شالكه في ذلك الوقت - المصاب إريك ماكسيم تشوبو موتينغب بعد أقل من نصف ساعة من بداية المباراة.
بدت مباراة الإياب بعيدة عن متناول شالكه، في الوقت الذي بدا ريال مدريد متقدمًا بثقة. إلا أن الأخير لم يضع في حسبانه النهم الشديد داخل اللاعب البديل الذي تجاوز سن المراهقة بالكاد. ونجح ساني في بث روح قوية جديدة بأداء فريقه لتتحول نتيجة المباراة إلى التعادل بثلاثة أهداف، ليصبح الإجمالي 5 - 3، بفضل اللمسة النهائية الرائعة له على كرة موجهة لمرمى الخصم من على بعد 20 ياردة قبل أن يضطلع بدور مهم في الهدف الثاني لفريقه.
ومع ذلك، ظل شالكه بحاجة إلى هدف آخر كي يضمن التأهل، وكاد ساني أن يحقق هذا الإنجاز لولا أن تصدى حارس ريال مدريد إيكر كاسياس له. تأهل ريال مدريد، لكن نجح ساني في التأكيد على موهبته، وسرعان ما أحرز هدفًا له في إطار الدوري الممتاز الألماني أمام هرتا برلين خلال عطلة نهاية الأسبوع التالية.
وفي ظل هذا التفوق الرياضي، لم يكن من المثير للدهشة العلم بأن ساني أيضًا سليل عائلة رياضية عريقة، فوالده المتميز هو سليمان الذي لعب 55 مرة مع المنتخب السنغالي كمهاجم سريع، ووالدته ريجينا فيبر، فازت بالجائزة البرونزية في دورة الألعاب الأوليمبية التي أقيمت عام 1984، لتصبح أول مواطن ألماني يحصل على ميدالية في الجمباز في تاريخ دورة الألعاب الأوليمبية. كما أن شقيقيه من لاعبي كرة القدم الموهوبين، لكن بدا واضحًا منذ سن مبكرة أن ساني يشكل موهبة خاصة.
وقد أشاد به البعض داخل ألمانيا باعتباره قائد الجيل القادم من اللاعبين الألمان، الأمر الذي بدا متوافقًا للغاية مع عمق موهبته، بجانب إشادة جميع المدربين الذي لعب تحت قيادتهم بمهارته. ويتميز ساني بمواهب متعددة، من المعتقد أن غوارديولا سيحرص على استغلالها في الوقت المناسب. داخل شالكه، جرت الاستعانة معظم الوقت بساني على الجانب الأيمن، مما سمح له باستخدام قدمه اليسرى القوية. كما أن استعداد ساني للتقهقر إلى مراكز متأخرة بالملعب لا بد وأنها جذبت أنظار المدرب، مما يجعله اختيارا مثاليًا لأسلوب الضغط المكثف على الخصم.
غوارديولا قال عن ساني بعد ضمه لمانشستر سيتي في تصريحات نشرت بموقع النادي: «يتمتع اللاعب بقدرات فنية هائلة، يتعامل مع الكرة بثقة، وكثير من الجوانب في أدائه تستحق الإعجاب». وأضاف: «إنه لاعب سريع ويستمتع بخلق الفرص لزملائه، يعمل بجدية من أجل فريقه ويسجل له الأهداف أيضًا.. إنه كلاعب، لا يزال يتطور، ولكنه بالفعل ضمن المنتخب الألماني وأعتقد أنه سيشكل إضافة كبيرة لنادينا». وأضاف غوارديولا: «إنه موهبة فريدة ولاعب مثير للاهتمام أعتقد أن مشجعينا سيستمتعون بمشاهدته. يمتلك قدرات فنية رائعة ولا يواجه أي عناء والكرة في حوزته وهناك الكثير من الأمور يمكن أن تثير الإعجاب بشأن الطريقة التي يلعب بها»
واعترف ساني بأن فرصة اللعب تحت قيادة غوارديولا كان لها دور كبير في انتقاله للفريق الإنجليزي، وقال: «أعرف أنني سأتعلم الكثير معه والآن يمكنني أن أتقدم لمرحلة جديدة في مسيرتي». وأضاف: «تابعت غوارديولا مع برشلونة وبايرن ميونيخ اللذين حقق معهما الكثير وقدم الكثير أيضًا للاعبين الشبان.. أعتقد أنه بإمكانه أن يضيف إلى قدراتي كلاعب..»
وسجل ساني 11 هدفا خلال 47 مباراة في الدوري الألماني مع شالكه، علمًا بأنه سجل ظهوره الأول في أبريل (نيسان) 2014.
واستدعي ساني للمرة الأولى إلى قائمة المنتخب الألماني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وقد شارك في أربع مباريات دولية حتى الآن، من بينها مشاركته من مقعد البدلاء في المباراة التي خسرتها ألمانيا أمام فرنسا في الدور قبل النهائي من كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) التي أقيمت مؤخرا بفرنسا.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.