استمرار الغارات الأميركية على «داعش» في سرت.. و«إفتاء طرابلس» تحتج

بنغازي تعلن الحداد بعد مصرع وإصابة 39 جنديًا في عملية إرهابية

استمرار الغارات الأميركية على «داعش» في سرت.. و«إفتاء طرابلس» تحتج
TT

استمرار الغارات الأميركية على «داعش» في سرت.. و«إفتاء طرابلس» تحتج

استمرار الغارات الأميركية على «داعش» في سرت.. و«إفتاء طرابلس» تحتج

أعلن البرلمان الليبي الحداد ثلاثة أيام عقب مصرع 23 جنديا وإصابة 16 آخرين في هجوم إرهابي استهدف تجمعا لقوات الجيش الوطني في محور القوارشة، غرب مدينة بنغازي شرق البلاد، بينما استمرت الغارات الأميركية على مواقع تابعة لتنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية.
ونقل ناطق باسم رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح عنه، إنه طالب أمس المجتمع الدولي مجددا برفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي، لافتا النظر إلى أن «مثل هذه العمليات الإرهابية الانتحارية دليل على أن من يحاربهم الجيش الليبي إرهابيون».
وقال مسؤول في غرفة عمليات «البنيان المرصوص»، التابعة لقوات حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، لـ«الشرق الأوسط» إن طائرات عسكرية أميركية نفذت أمس غارة جوية على موقع تابع لميليشيات داعش في سرت، لكنه لم يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وسجلت دار الإفتاء الليبية، التي تعتبر أعلى سلطة دينية في البلاد، رفضها للضربات، واعتبرت أن المساندة العسكرية الأميركية تمثل «محاولة لسرقة جهود» المقاتلين الليبيين و«انتهاكا لسيادة» ليبيا. وقالت الدار في بيان لها إن «طلب التدخل الأجنبي في البلاد أمر مرفوض مستنكر، ولا يجوز التهاون والرضا به»، ورأت أن الضربات الأميركية تشكل «محاولة لسرقة جهود الثوار (القوات الحكومية) وتضحياتهم الباهظة في جبهة سرت، واستهانة بالأعداد الكبيرة من دماء الشهداء»، داعية «من يعنيه الأمر» إلى أن «يتحمل المسؤولية ولا يسمح بانتهاك سيادة الوطن بتدخل يخشى أن تكون عواقبه وخيمة».
وتعد دار الإفتاء الليبية في طرابلس، التي يشرف على عملها المفتي الصادق الغرياني، معارضة لحكومة الوفاق وكذلك للسلطات الموازية في شرق ليبيا.
من جانبها، أعلنت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي أن بلادها ستسمح على الأرجح باستخدام قواعدها الجوية ومجالها الجوي لشن ضربات على عناصر تنظيم داعش المتشدد في ليبيا، إذا طلبت الولايات المتحدة ذلك. وقال مصدر بالحكومة الأميركية، مطلع على أهداف الولايات المتحدة، إن خطة الجيش الأميركي تهدف لسحق التنظيم من خلال القصف الجوي بهدف حرمانه من ملاذ آمن في سرت حتى رغم أن مثل هذه الاستراتيجية قد تؤدي إلى تفرق قوات التنظيم بالبلدان المجاورة وما وراءها، حيث قد يشنون هجمات لإظهار أنهم لا يزالون «قوة لا يستهان بها».
وقال مسؤولان أميركيان إن أساليب الحكومة الأميركية في ليبيا تعتمد إلى حد بعيد على استخدام طائرات بطيارين ومن دون طيار ضد «داعش»، وتهدف إلى تفادي «أي مستوى يذكر من الدعم البري»، وأوضحا أنه لا يوجد تأييد شعبي أو سياسي لإرسال قوات برية أميركية إلى ليبيا.
وقال الكابتن جيف ديفيس المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في مؤتمر صحافي إن طائرات حربية أميركية نفذت ضربات على 7 أهداف داخل وحول مدينة سرت الساحلية الليبية خلال اليومين الماضيين. وقد شملت الأهداف دبابتين وموقعا قتاليا لـ«داعش»، وسيارات بناء وسيارات عسكرية وقاذفة صواريخ وحفارا.
وذكر ديفيس أن الضربات تنفذ باستخدام طائرات بطيارين وطائرات من دون طيار. لكنه رفض ذكر تفاصيل بشأن الأماكن التي تنطلق منها الطائرات، وقال إن بعض مقاتلي التنظيم المتطرف لقوا حتفهم في الضربات، لكنه امتنع عن إعطاء رقم محدد.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.