أزياء المرشحات.. تلون شوارع بغداد وتثير فضول المارة

بعضهن لجأن إلى الحجاب وأخريات أخفين صورهن في الملصقات الدعائية

إحدى المرشحات بصورتين كلٌ منهما تناسب مناطق معينة
إحدى المرشحات بصورتين كلٌ منهما تناسب مناطق معينة
TT

أزياء المرشحات.. تلون شوارع بغداد وتثير فضول المارة

إحدى المرشحات بصورتين كلٌ منهما تناسب مناطق معينة
إحدى المرشحات بصورتين كلٌ منهما تناسب مناطق معينة

يحلو لكثير من العراقيين، وبعد أيام من انطلاق الحملات الانتخابية لمجلس النواب العراقي المقبل، التطلع إلى مئات الصور والملصقات الدعائية الملونة التي غزت شوارعهم ومناطقهم وكسرت جمودها ورتابتها، مطلقين لألسنتهم العنان بالسخرية والتندر من بعض شعاراتها والتهكم على بعضها الآخر، التي حملت ذات الوجوه والوعود. وانفردت مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» بنشر الدعايات الطريفة ومن بينها المقارنة بين ملابس المرشحات وأزيائهن والتي بدت معبرة عن انتماءاتهن الحزبية، بحسب التعليقات.
بعض المرشحات حاولن الظهور في الملصقات الانتخابية بزي الحجاب، وبعضهن فضل النقاب، بينما فضلت أخريات إبراز صور رئيس الكتلة أو القائمة أو حتى زوجها أو شيخ عشيرتها الذي تنتمي إليه عوضا عن وضع صورتها. أما أطرف الصور فتلك التي فضلت فيها إحدى المرشحات إمساك العصا من الوسط، كما علق أحد المواطنين، لتنشر صورها بالحجاب مرة ومن دونه في مرات أخرى، في الملصقات التي علقتها في أكثر من منطقة سكنية.
الحاج قيس الدوري (56 عاما) من منطقة الدورة (غرب بغداد) قال لـ«الشرق الأوسط» إن «صور المرشحات مفضلة لدى الجمهور العراقي لأنها تجربة لا تتكرر إلا مرة كل أربع سنوات عندما يحظى بوجوه عراقيات في ملصقات كبيرة، بعضهن بالغ في إظهار زينتهن وأخريات لجأن إلى محترفي الفوتوشوب لأجل تجميلهن، بينما فضلت أخريات الظهور بالشكل الطبيعي لها مع وجود تحفظات مجتمعية حتى الآن».
وأضاف: «هناك نساء أعرفهن لا يرتدين الحجاب، لكنهن ظهرن بلباس الحجاب تماشيا مع الكتلة أو القائمة التي ينتمون إليها، وهذا خداع للمواطن».
بدوره استغرب الطالب الجامعي وسام أحمد (22 عاما) اعتماد مرشحات على صور أزواجهن أو ارتداء النقاب؛ «إذ كيف سيتسنى للناخب العراقي معرفتهن أو الاستدلال عليهن فيما لو حققن الفوز بأحد المقاعد البرلمانية، أو تطلب الأمر أخذ رأيها في مشكلة ما؟!».
وأضاف: «أزياء المرشحات في ملصقاتهن الدعائية اختلطت بين الزي الأنيق والابتسامة الساحرة وبين الوجوه المتعصبة الغليظة التي تثير النفور منها والتندر عليها بمقارنتها بوجوه سمحة لبرلمانيات عربيات أو عالميات».
يقول أحمد الحلفي في صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي إن «مجتمعنا ما زال مقيدا لعمل المرأة البرلمانية، وهناك كثيرات يجدن حرجا في الظهور بصورها علانية في الشارع وأمام الناس». وأكد أن «البلد بحاجة إلى وصول كفاءات نسوية متحضرة تغير من صورة المرأة البرلمانية في الدورات الماضية والتي كانت مغيبة بسبب انتماءاتها الحزبية والفئوية».
المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق سبق أن أكدت دعمها وتأييدها للمشاركة النسوية في الانتخابات عبر تسهيلات كبيرة قدمتها لهن كالطلب من جميع القوائم الانتخابية أن تكون نسبة النساء المرشحات في الدائرة الانتخابية الواحدة لا تقل عن 25 في المائة من مجموع المرشحين، إضافة إلى تسهيلات لهن في استحصال مبالغ التأمينات الموجبة على المرشحين للانتخابات للكيانات الفردية أو الجماعية».
وبلغ عدد المرشحات للدورة الحالية نحو ثلاثة آلاف مرشحة من بين قوائم المرشحين لانتخاب مجلس النواب العراقي والبالغ عددهم 9040 مرشحا وقوائم مرشحي انتخابات مجالس محافظات إقليم كردستان والبالغ عددهم 713 مرشحا لشغل مقاعد البرلمان البالغة 328 مقعدا، خصص 25 في المائة منها للمرأة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.