«القاعدة» تتبنى الهجوم على المنطقة العسكرية الرابعة بعدن

اليمن يدعو إيران إلى ترجمة أقوالها وعدم التدخل في شؤونه الداخلية

«القاعدة» تتبنى الهجوم على المنطقة العسكرية الرابعة بعدن
TT

«القاعدة» تتبنى الهجوم على المنطقة العسكرية الرابعة بعدن

«القاعدة» تتبنى الهجوم على المنطقة العسكرية الرابعة بعدن

أعلن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» أمس مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف، أول من أمس، مقر المنطقة العسكرية الرابعة في حي التواهي بمدينة عدن، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 17 شخصا، عشرة من المهاجمين وستة جنود ومواطن، واعتبر بيان «القاعدة» المقر المستهدف بأنه مقر قيادة يمنية - أميركية مشتركة لتوجيه الطائرات الأميركية دون طيار، وقال البيان إن الهجوم «يأتي استمرارا لعمليات المجاهدين الرامية إلى صد عدوان أميركا وحليفها نظام صنعاء على أنفس المسلمين وحرماتهم في يمن الإيمان والحكمة والمتمثل في الهجمات الوحشية للطائرات الأميركية المسيرة»، على حد تعبير البيان.
وشرحت «القاعدة» عملية الهجوم وقالت إنها جرت من قبل فريقين، الأول هاجم البوابة الرئيسة عبر سيارة ملغومة، ثم الهجوم والفريق الثاني تسلل إلى المبنى عبر مدخل آخر، وزعم التنظيم أن الهجوم أسفر عن مقتل 50 عسكريا، وتتناقض تصريحات «القاعدة» بشأن مقر قيادة الطائرات الأميركية دون طيار، فأحيانا تزعم أنها في قاعدة العند بمحافظة لحج، ونهاية العام الماضي قالت إنها في مجمع وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء، والآن تزعم بأن مقر القيادة في المنطقة العسكرية الرابعة في عدن.
على صعيد آخر، أكد اليمن، أمس، عن تطلعه إلى أن تترجم إيران أقوالها إلى أفعال بعدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، في الوقت الذي أعلن تنظيم «القاعدة» تبنيه للهجوم الانتحاري الذي استهدف قيادة الجيش في عدن أول من أمس.
وقال مصدر مسؤول في الخارجية اليمنية إن السلطات وأجهزة الأمن في اليمن تبذل مساعي متواصلة للإفراج عن دبلوماسي إيراني مختطف لدى إحدى الجهات، وإن أجهزة الأمن «لم ولن تدخر جهدا في مواصلة الجهود الحثيثة من أجل إطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني المختطف نور أحمد نيكبخت بسلام»، وأن السلطات «تتعقب مرتكبي جريمة اغتيال الدبلوماسي الإيراني علي أصغر أسدي، لينالوا عقابهم العادل وردع كل من تسول له نفسه الإضرار بعلاقات اليمن مع الدول الشقيقة والصديقة».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن المصدر قوله، أيضا، إن التصريحات الأخيرة للمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، بخصوص الدبلوماسي المختطف «غير دقيقة ولا تخدم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين»، مؤكدا أن «الحكومة اليمنية حريصة كل الحرص على علاقات أخوية بناءة ومثمرة مع إيران»، وأعربت صنعاء عن تطلعها إلى أن «تترجم الحكومة الإيرانية أقوالها إلى أفعال بشأن عدم التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية والعمل على تعزيز المصالح المشتركة للبلدين، وأن اليمن أدرى بمصالحه ويرفض التدخل في شؤونه الداخلية من أي طرف كان».
وتمر العلاقات اليمنية - الإيرانية بمرحلة فتور منذ عدة سنوات بعد الاتهامات التي وجهتها صنعاء لطهران بدعم جماعات مسلحة كجماعة الحوثي وعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية التي ضبطت في عرض البحر وهي في طريقها إلى الجماعة العام الماضي، إضافة إلى ما يطرح في الأوساط اليمنية، مؤخرا، عن دعم إيران للحراك الجنوبي المطالب بفصل جنوب اليمن عن شماله، وهو الجناح المتشدد في الحراك.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.