قيادة عمليات الأنبار تعد بتحرير جزيرة الخالدية من «داعش» قريبًا

البرلمان يناقش غدًا طلبًا بحل مجلس المحافظة

جنود عراقيون يقيمون جسرًا عائمًا على نهر الفرات لعبور القوات إلى جزيرة الخالدية شرق الأنبار («الشرق الأوسط»)
جنود عراقيون يقيمون جسرًا عائمًا على نهر الفرات لعبور القوات إلى جزيرة الخالدية شرق الأنبار («الشرق الأوسط»)
TT

قيادة عمليات الأنبار تعد بتحرير جزيرة الخالدية من «داعش» قريبًا

جنود عراقيون يقيمون جسرًا عائمًا على نهر الفرات لعبور القوات إلى جزيرة الخالدية شرق الأنبار («الشرق الأوسط»)
جنود عراقيون يقيمون جسرًا عائمًا على نهر الفرات لعبور القوات إلى جزيرة الخالدية شرق الأنبار («الشرق الأوسط»)

شرعت القوات الأمنية العراقية في الدخول إلى جزيرة الخالدية، آخر معاقل تنظيم داعش، شرق مدينة الرمادي، وأخطرها على القوات الحكومية على الإطلاق، بحسب القادة العسكريين. وأعلنت قيادة عمليات الأنبار عن انطلاق عملية عسكرية كبرى لتحرير جزيرة الخالدية من 3 محاور.
وقال قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوات الجيش العراقي وبمشاركة فاعلة من مقاتلي عشائر الأنبار وأفواج الشرطة المحلية في الأنبار وقوات الشرطة الاتحادية والقوات الأخرى المتجحفلة، انطلقت صباح اليوم (أمس) من خلال عملية عسكرية لتحرير جزيرة الخالدية من سيطرة تنظيم داعش، وتمكنت قواتنا من الدخول إلى مناطق مهمة في الجزيرة من خلال 3 محاور رئيسية واقعة على الطريق الدولي السريع، وتحديدا من مناطق البوزعيان والبوشهاب والبوبالي، وتمكنت قواتنا من الوصول إلى ضفة نهر الفرات واشتبكت قواتنا مع عناصر التنظيم الإرهابي، الذين يتخذون من القرى والمناطق الزراعية الواقعة داخل منطقة الجزيرة مقرات لهم، ويتخذونها منطلقًا لتنفيذ العمليات الإرهابية ضد المدنيين داخل مدينة الخالدية، عبر استهدافها بقذائف الهاون، لذا تعد الجزيرة من أخطر المناطق على مدينتي الفلوجة والرمادي وقضاء الخالدية لقربها منها».
وأضاف المحلاوي: «إن طائرات التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي كانت لها مشاركة واسعة في العملية العسكرية لتحرير جزيرة الخالدية، حيث قامت بشن طلعات جوية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات من مسلحي التنظيم الإرهابي، وتدمير عدد كبير من المقرات والعجلات، فاتحة بذلك الطريق أمام قواتنا على الأرض لتطهير المناطق والقرى بشكل سريع».
وأشار المحلاوي إلى أن «القوات الأمنية تمكنت من إنهاء المرحلة الأولى من عملية تحرير جزيرة الخالدية، بعد أن حررت كل الأراضي التابعة لجزيرة الخالدية المحاذية لنهر الفرات من الجهة المقابلة لمدينة الخالدية، فيما هرب عناصر التنظيم الإرهابي إلى الضفة الأخرى من النهر، بعد أن حررت قطعاتنا المسلحة منطقة البانزين خانة، آخر المناطق المحاذية لنهر الفرات، وتم تحرير مسافة أكثر من 5 كيلومترات في عمق الجزيرة، فيما انتهت فرق الجهد الهندسي من عملية نصب جسر عائم على نهر الفرات، لعبور قواتنا المسلحة النهر وتطهير مناطق الجزيرة بالكامل من قبضة التنظيم الإرهابي، بعد أن اكتملت الخطط العسكرية لتحرير الجزيرة، وأتوقع الإعلان عن تحرير الجزيرة في وقت قريب جدًا وقياسي».
من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني عن مقتل نائب زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، ومن يسمى بـ«والي الفلوجة»، بضربة جوية استهدفت اجتماعًا للتنظيم غرب الأنبار، وقال المصدر في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن خلية الصقور الاستخبارية تمكنت من رصد تحركات لقادة تنظيم داعش الإرهابي في مدينة القائم غرب الأنبار، تمثلت بحضور قيادات (داعش) فيما يسمى ولاية شمال بغداد، وولاية الجنوب والفلوجة والأنبار والموصل والفرات وولاية الخير سوريا، وتم التنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، حيث توجهت طائرات القوة الجوية العراقية ونفذت ضربات دقيقة نحو هذه الأهداف، لتدمر ثلاثة منها».
من جانب آخر تفاقمت أزمة المشهد السياسي في محافظة الأنبار، بعد أن قرر مجلس المحافظة إقالة المحافظ صهيب الراوي، الذي قدم طعنا إلى المحكمة القضائية التي قررت فيما بعد رد القرار وإعادة الراوي إلى منصبه، فيما أعلن 17 عضوًا من أعضاء كتلة التغيير في مجلس محافظة الأنبار المتكون من 30 عضوًا، عن موعد انعقاد جلسات قريبة سيتم فيها استجواب جديد لمحافظ الأنبار، ومن ثم إقالته مجددًا. كما قدم 11 عضوًا في مجلس الأنبار طلبًا إلى مجلس النواب العراقي لحل المجلس، ووجه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، أمس، بإدراج موضوع حل مجلس محافظة اأنبار على جدول أعمال جلسة يوم غد.



أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
TT

أحياء منكوبة بلا مياه وكهرباء بسبب القصف الإسرائيلي في مدينة صور الساحلية

جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)
جانب من الدمار الذي طال المباني في مدينة صور الساحلية جنوب لبنان (رويترز)

قرب ركام مبنى ما زال الدخان يتصاعد منه في مدينة صور، تحمل عائلة حقائب وتصعد على سلم مظلم إلى شقة خُلعت أبوابها ونوافذها، ولا يوجد فيها ماء ولا كهرباء، بعد أن استهدف القصف الإسرائيلي البنى التحتية والطرق، إضافة إلى الأبنية والمنازل.

في اليوم الثاني من سريان وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل، كانت مئات العائلات صباح الخميس تتفقّد منازلها في أحياء استهدفتها الغارات الإسرائيلية، وحوّلتها إلى منطقة منكوبة.

لم تسلم سوى غرفة الجلوس في شقة عائلة نجدة. تقول ربّة المنزل دنيا نجدة (33 عاماً)، وهي أم لطفلين، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بينما تقف على شرفتها المطلة على دمار واسع: «لم نتوقّع دماراً إلى هذا الحدّ. رأينا الصور لكن وجدنا الواقع مغايراً وصعباً».

وغطّى الزجاج أسرّة أطفالها وألعابهم، في حين تناثرت قطع من إطارات النوافذ الحديدية في كل مكان. وتضيف دنيا نجدة: «عندما وصلنا، وجدنا الدخان يتصاعد من المكان، وبالكاد استطعنا معاينة المنزل».

على الشرفة ذاتها، يقف والد زوجها سليمان نجدة (60 عاماً)، ويقول: «نشكو من انقطاع المياه والكهرباء... حتى المولدات الخاصة لا تعمل بعد انقطاع خطوط الشبكات».

ويقول الرجل، الذي يملك استراحة على شاطئ صور، الوجهة السياحية التي تجذب السكان والأجانب: «صور ولبنان لا يستحقان ما حصل... لكن الله سيعوضنا، وستعود المدينة أفضل مما كانت عليه».

وتعرّضت صور خلال الشهرين الماضيين لضربات عدّة؛ دمّرت أو ألحقت أضراراً بمئات الوحدات السكنية والبنى التحتية، وقطعت أوصال المدينة.

وأنذرت إسرائيل، خلال الأسابيع القليلة الماضية، مراراً سكان أحياء بأكملها بإخلائها، ما أثار الرعب وجعل المدينة تفرغ من قاطنيها، الذين كان عددهم يتجاوز 120 ألفاً.

لن يحصل بنقرة

خلال جولة في المدينة؛ حيث تعمل آليات على رفع الردم من الطرق الرئيسة، يحصي رئيس بلدية صور واتحاد بلدياتها، حسن دبوق لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أكثر من 50 مبنى، مؤلفة من 3 إلى 12 طابقاً دُمّرت كلياً جراء الغارات الإسرائيلية»، غير تضرّر عشرات الأبنية في محيطها، بنسبة تصل إلى 60 في المائة. ويضيف: «يمكن القول إنه يكاد لم يبقَ أي منزل بمنأى عن الضرر».

وشهدت شوارع المدينة زحمة سير مع عودة المئات من السكان إلى أحيائهم، في حين أبقت المؤسسات والمحال التجارية والمطاعم أبوابها موصدة.

ويوضح دبوق: «يتفقّد السكان منازلهم خلال النهار، ثم يغادرون ليلاً بسبب انقطاع الماء عن أنحاء المدينة والكهرباء عن الأحياء التي تعرّضت لضربات إسرائيلية قاسية».

ويقول إن الأولوية اليوم «للإسراع في إعادة الخدمات إلى المدينة، وتأمين سُبل الحياة للمواطنين»، مقرّاً بأن ذلك «لن يحصل بنقرة، ويحتاج إلى تعاون» بين المؤسسات المعنية.

ويضيف: «من المهم أيضاً إزالة الردم لفتح الشوارع حتى يتمكّن الناس من العودة».

واستهدفت غارة إسرائيلية في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) شركة مياه صور، ما أسفر عن تدميرها، ومقتل موظفيْن، وانقطاع المياه عن 30 ألف مشترك في المدينة ومحيطها، وفق ما قال رئيس مصلحة مياه صور وليد بركات.

ودمّرت الغارة مضخّات المياه وشبكة الأنابيب المتفرّعة منها، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية»، الخميس، في إطار جولة نظمها «حزب الله» للصحافيين في عدد من أحياء المدينة.

وتحتاج إعادة بنائها إلى فترة تتراوح بين 3 و6 أشهر، وفق بركات، الذي قال إن العمل جارٍ لتوفير خيار مؤقت يزوّد السكان العائدين بالمياه.

ويقول بركات: «لا صواريخ هنا، ولا منصات لإطلاقها، إنها منشأة عامة حيوية استهدفها العدوان الإسرائيلي».

قهر ومسكّنات

بحزن شديد، يعاين أنس مدللي (40 عاماً)، الخيّاط السوري المُقيم في صور منذ 10 سنوات، الأضرار التي لحقت بمنزله جراء استهداف مبنى مجاور قبل ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار. كانت أكوام من الركام تقفل مدخل المبنى الذي تقع فيه الشقة.

ويقول بأسى: «بكيت من القهر... منذ يوم أمس، وأنا أتناول المسكنات جراء الصدمة. أنظر إلى ألعاب أولادي والدمار وأبكي».

وغابت الزحمة، الخميس، عن سوق السمك في ميناء المدينة القديمة، الذي كان يعجّ بالزبائن قبل الحرب، بينما المراكب راسية في المكان منذ أكثر من شهرين، وينتظر الصيادون معجزة تعيدهم إلى البحر لتوفير قوتهم.

بين هؤلاء مهدي إسطنبولي (37 عاماً)، الذي يروي أنه ورفاقه لم يبحروا للصيد منذ أن حظر الجيش اللبناني في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حركة القوارب في المنطقة البحرية جنوب لبنان.

ويقول: «لم يسمح الجيش لنا بعد بالخروج إلى البحر حفاظاً على سلامتنا» باعتبار المنطقة «حدودية» مع إسرائيل.

ويقول إسطنبولي: «نراقب الوضع... وننتظر»، مضيفاً: «نحن خرجنا من أزمة، لكن الناس سيعانون الآن من أزمات نفسية» بعد توقف الحرب.

ويقول أب لأربعة أطفال: «أحياناً وأنا أجلس عند البحر، أسمع صوت الموج وأجفل... يتهيّأ لي أن الطيران يقصف. نعاني من الصدمة».