العاهل المغربي يوجه خطابًا إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ17 لعيد الجلوس

أوباما يهنئ الملك محمد السادس.. وتطوان تحتضن جميع الاحتفالات

العاهل المغربي الملك محمد السادس
العاهل المغربي الملك محمد السادس
TT

العاهل المغربي يوجه خطابًا إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ17 لعيد الجلوس

العاهل المغربي الملك محمد السادس
العاهل المغربي الملك محمد السادس

يوجه العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم (السبت) خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتوليه مقاليد الحكم في 30 يوليو (تموز) 1999، حيث جرت العادة أن يحدد فيه الخطوط الكبرى للسياسات العامة للبلاد، بالإضافة إلى عرض حصيلة مركزة بشأن أبرز الإنجازات المحققة خلال السنة الماضية في أهم القطاعات.
وأعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربية في بيان أن الملك محمد السادس، سيوجه اليوم خطابا إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لتوليه الحكم. كما يترأس زوال اليوم بذات المناسبة، حفل استقبال بمدينة تطوان. وقال البيان إن الخطاب الملكي سيبث اليوم على أمواج الإذاعة وشاشة التلفزيون.
وسيترأس الملك محمد السادس، يضيف البيان، زوال اليوم حفل استقبال بساحة قرب المدينة العتيقة بمدينة تطوان، يحضره أعضاء الحكومة ورئيسا مجلس النواب وقيادات البرلمان، وكبار رجالات ونساء الدولة، مدنيين وعسكريين، وقادة الأحزاب السياسية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في الرباط، وضيوف الملك الأجانب، وممثلو الطائفة اليهودية في المغرب، وممثلو المجتمع المدني، وممثلو أفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج.
وفي مساء نفس اليوم، ستترأس الأميرات المغربيات مأدبة العشاء التي سيقيمها الملك محمد السادس بقصر مرشان بمدينة طنجة، تكريما للسيدات المدعوات.
وأشار البيان أيضا إلى أن الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، سيترأس زوال غد الأحد بساحة مشور القصر الملكي بمدينة تطوان حفل أداء القسم الذي سيؤديه أمامه الضباط المتخرجون الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية.
وسيتلقى الملك إثر ذلك تهاني القوات المسلحة الملكية بنادي الضباط بمدينة تطوان، ويستقبل الضباط المتفوقين المتخرجين الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية، حيث ستقام مأدبة غذاء بهذه المناسبة.
وفي الساعة الرابعة والنصف من عشية الأحد، سيترأس الملك محمد السادس حفل الولاء بساحة مشور القصر الملكي بمدينة تطوان، وهو الحفل الذي يقدم فيه وزير الداخلية والولاة والعمال (المحافظون) ورؤساء الجهات (المناطق)، وعمد المدن ولاءهم للملك.
وهذه أول مرة سيجري فيها حفل عيد الجلوس في مدينة تطوان لوحدها، إذ جرت العادة أن يجري حفل الاستقبال الرسمي في طنجة، بينما يجري حفل الولاء في تطوان.
واقترن الاحتفال بعيد الجلوس بإجراءات عفو يصدرها الملك محمد السادس، ويستفيد منها سجناء ومعتقلو الحق العام على خلفية قضايا محددة.
في غضون ذلك، تلقى الملك محمد السادس برقية تهنئة من رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما، بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لعيد الجلوس، وقدم أوباما في هذه البرقية تهانيه للعاهل المغربي وللشعب المغربي، مؤكدا أن «المغرب الذي يعد أول بلد اعترف بإعلان استقلال الولايات المتحدة، يظل أحد أعرق حلفائنا. إن الاحترام الذي نكنه لبعضنا البعض، والتقدير الذي نوليه لعلاقاتنا يشكلان أساسا لحوارنا الدائم وللنهوض بمصالحنا المشتركة».
وأضاف الرئيس الأميركي: «إننا ملتزمون سويا بتعميق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بلدينا. ومن بين أحدث إنجازاتنا الاتفاق على برنامج ثان لأهداف الألفية وتوسيع تعاوننا في محاربة التطرف العنيف، والتقدم المسجل في التزامنا المشترك بتقليص آثار التغيرات المناخية. وفي هذا الصدد نعتبر أن الريادة الراسخة للمغرب في هذه القضايا وغيرها تمثل نموذجا يحتذى في المنطقة».
وخلص أوباما إلى أن «الولايات المتحدة وشعبها يغتنمان هذه الفرصة ليجددا التأكيد على روابط الصداقة التي تجمعنا في يوم العيد هذا، الذي يحظى بمكانة خاصة لدى الشعب المغربي. ويحدوني الأمل في أن نعمل سويا من أجل حل بعض من القضايا الأكثر تعقيدا بالنسبة لجيلنا».
وتوقف المراقبون عند هذه البرقية، إذ لأول مرة منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض جرت العادة أن ترسل برقية التهنئة من لدن وزير الخارجية. وعد المراقبون إرسال أوباما شخصيا برقية التهنئة للعاهل المغربي إشارة إلى عودة الدفء للعلاقات المغربية - الأميركية التي عرفت توترا ومطبات جراء ظهور مواقف سلبية أميركية إزاء المغرب فيما يتعلق بملف نزاع الصحراء.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.