رئيس الوزراء الفرنسي يقر بتقصير القضاء ويؤيّد تعليق التمويل الخارجي للمساجد

توقيف طالب لجوء سوري على خلفية الاعتداء في الكنيسة

رئيس الوزراء الفرنسي يقر بتقصير القضاء ويؤيّد تعليق التمويل الخارجي للمساجد
TT

رئيس الوزراء الفرنسي يقر بتقصير القضاء ويؤيّد تعليق التمويل الخارجي للمساجد

رئيس الوزراء الفرنسي يقر بتقصير القضاء ويؤيّد تعليق التمويل الخارجي للمساجد

أعرب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن تأييده اليوم (الجمعة)، تعليق التمويل الخارجي للمساجد بشكل مؤقت؛ لكنّه أعرب في المقابل عن الأمل في فتح صفحة جديدة مع مسلمي فرنسا، بعد سلسلة اعتداءات دموية هزت البلاد.
وصرح فالس في مقابلة مع صحيفة "لوموند" "علينا العودة إلى البداية وبناء علاقة جديدة مع مسلمي فرنسا، معربًا عن "تأييده لوقف التمويل الخارجي لبناء مساجد لفترة من الزمن"، وفي أن "يتم اعداد الائمة في فرنسا وليس في مكان آخر". واقر أنّ القضاء المعني بمكافحة الارهاب ارتكب "تقصيرا" عندما قرر الافراج عن أحد منفذي الاعتداء في الكنيسة ووضعه قيد الاقامة الجبرية، في وقت تتعرض الحكومة لانتقادات واتهامات بالتساهل.
وقال فالس في مقابلته، "يجب أن يحمل ذلك القضاة على اعتماد مقاربة مختلفة تتناول كل ملف على حدة وتأخذ في الاعتبار الوسائل المتقدمة التي يعتمدها المتطرفون لاخفاء نواياهم"؛ لكنّه رفض في الوقت نفسه "تحميل القضاء مسؤولية هذا العمل الارهابي".
وكان احد منفذي الاعتداء وهو فرنسي في الـ19 يدعى عادل كرميش أودع السجن لعشرة اشهر تقريبا بانتظار محاكمته بتهمة محاولة التوجه مرتين إلى سوريا؛ ثمّ خرج منه في مارس (آذار)، ووضع قيد الاقامة الجبرية مع سوار الكتروني، وحاول الادعاء مرارًا ودون جدوى اعتراض قرار المحكمة.
وتتهم المعارضة اليمينية ومن اليمين المتطرف الحكومة اليسارية التي تعاني من تراجع شعبيتها إلى مستويات قياسية، بعدم ادارة مكافحة الارهاب بشكل فعال، منذ اعتداء نيس الذي أودى بحياة 84 شخصًا في 14 يوليو (تموز).
في سياق متصل بالاعتداءات الإرهابية التي طالت فرنسا، أوقفت السلطات احترازيا، طالب لجوء سوريّا كان يقيم في مركز لاستقبال اللاجئين في إطار التحقيق بشأن الاعتداء المتطرف في كنيسة، حسبما أفاد اليوم، مصدر مطلع على التحقيق.
واوقف طالب اللجوء في وسط فرنسا. بذلك يرتفع إلى ثلاثة عدد الموقوفين حاليًا في اطار التحقيق في قتل كاهن ذبحًا في كنيسة سانت اتيان دو روفريه (شمال غرب)، حسب مصدر قضائي. فيما أوضح مصدر قريب من الملف "عُثر على صورة لجواز سفر سوري في منزل عادل كرميش (أحد منفذي الاعتداء) ويحاول المحققون تحديد ما إذا كان الامر يتعلق بهذا الشخص".
ومن بين الموقوفين الآخرين فرنسي في الـ30 من المحيط العائلي لعبد المالك بوتيجان المنفذ الآخر للاعتداء في الكنيسة. ويثير هذا الموقوف المقيم في شرق فرنسا اهتمام المحققين الذين يريدون معرفة ما "إذا كان على اطلاع بوجود مخطط لتنفيذ اعتداء"، حسب المصدر القريب من التحقيق. كما لا يزال قاصر في الـ16 قريب من عادل كرميش زار العراق وسوريا في مارس 2015 قيد التوقيف الاحترازي.
في السياق ذاته، أعلن مركز "سايت" الأميركي لمراقبة المواقع المتطرفة، الخميس، أنّ الشخص الثاني الذي شارك في ذبح كاهن داخل كنيسة في فرنسا، ظهر في تسجيل مصور بثته وكالة اعماق التابعة لتنظيم "داعش"، مطلقا تهديدات ضد فرنسا.
وجرى التعرف رسميا أمس، على عبد الملك بوتيجان بأنه المنفذ الثاني للاعتداء الذي وقع الثلاثاء في الكنيسة وقتل فيه كاهن يبلغ 86 عاما.
من جهتها، أعلنت نيابة باريس "التعرف رسميا" على عبد المالك بوتيجان الذي لم تصدر أي إدانة بحقه. وبالتالي فإنّ بصماته وحمضه الريبي النووي لم يظهرا في ملفات القضاء، إلّا أنّ هيئات مكافحة الارهاب كانت رصدته في الآونة الاخيرة. فقد ادرج على لائحة التطرف منذ 29 يونيو (حزيران)، لمحاولته التوجه إلى سوريا مرورًا بتركيا، حسب مصدر قريب من التحقيق.
كما أنّ المنفذ الثاني يشبه إلى حد كبير مشتبها به تبحث عنه السلطات منذ 22 يوليو، أي قبل ثلاثة أيام من الاعتداء على الكنيسة.
وفي التسجيل المصور الذي تبلغ مدته دقيقتين و26 ثانية، يظهر بوتيجان مرتديا قميص بولو مخططًا بالأخضر والأبيض، يتحدث على ما يبدو وحده إلى الكاميرا من داخل منزل. وهو كان يطلق تهديدات باللغة الفرنسية تتخللها عبارات عربية، ضد فرنسا، ويتحدث مباشرة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء مانويل فالس.
وقتل بوتيجان الذي كان في نفس سن شريكه المتحدر أيضًا من أصل جزائري عادل كرميش، على بعد 700 كلم من منزل اسرته في ايكس لي بان (الب) برصاص الشرطة. وكان تنظيم "داعش" قد أعلن تبنيه للاعتداء غير المسبوق على مكان للعبادة في فرنسا.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.