الجيش الأميركي يحقّق في تقارير أفادت بأن ضربة جوية قرب منبج السورية تسببت بسقوط قتلى مدنيين

«داعش» يعدم 24 مدنيًا في قرية قرب المدينة

الجيش الأميركي يحقّق في تقارير أفادت بأن ضربة جوية قرب منبج السورية تسببت بسقوط قتلى مدنيين
TT

الجيش الأميركي يحقّق في تقارير أفادت بأن ضربة جوية قرب منبج السورية تسببت بسقوط قتلى مدنيين

الجيش الأميركي يحقّق في تقارير أفادت بأن ضربة جوية قرب منبج السورية تسببت بسقوط قتلى مدنيين

صرحت القيادة المركزية الأميركية في بيان لها، انّ الجيش الأميركي يحقق في تقارير أفادت بأن ضربة جوية قرب مدينة منبج في محافظة حلب بشمال سوريا تسببت في سقوط قتلى مدنيين أمس. فيما أعلن تنظيم داعش المتطرف إعدام 24 مدنيًا على الأقل إثر اقتحامه يوم أمس (الخميس) قرية البوير التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية قرب المدينة، وذلك وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم: «أعدم تنظيم داعش 24 مدنيًا على الأقل خلال الـ24 ساعة الأخيرة، إثر اقتحامه قرية البوير أمس وخوضه اشتباكات ضد قوات سوريا الديمقراطية التي انسحبت من البلدة»، الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غربي مدينة منبج.
من ناحية أخرى، ارتفعت حصيلة ضربات التحالف الدولي بقيادة أميركية على بلدة تحت سيطرة المتطرفين في شمال سوريا، إلى 41 قتيلاً، بينهم 28 مدنيًا، فيما لم يتم التعرف على هويات الآخرين، وفق ما أفاد المرصد اليوم.
وذكر عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «ارتفعت حصيلة القتلى جراء ضربات جوية نفذتها طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي بعد منتصف ليل أمس على بلدة الغندورة إلى 41 شخصًا على الأقل، 28 منهم مدنيون بينهم 7 أطفال»، موضحًا أنّ «القتلى الآخرين وعددهم 13 لم يتم التعرف على هوياتهم بعد ولم يعرف إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين من تنظيم داعش»، الذي يسيطر على البلدة الواقعة في ريف منبج في محافظة حلب.
وكانت حصيلة أولية للمرصد أمس، أفادت بمقتل 15 مدنيًا على الأقل.
وتقع الغندورة على بعد نحو 23 كيلومترًا شمال غربي مدينة منبج المحاصرة من قوات سوريا الديمقراطية التي تشن منذ 31 مايو (أيار) الماضي، هجومًا في المنطقة بمؤازرة من التحالف الدولي بقيادة أميركية.
وتزامنت الغارات مع إقرار التحالف الدولي بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين في الغارات التي نفذها في العراق وسوريا خلال الأشهر الأخيرة، ليصل العدد الإجمالي للضحايا المعترف به رسميًا منذ بداية حملة القصف إلى 55 قتيلاً. وكان المرصد أشار إلى مقتل 56 مدنيًا في التوخار قرب منبج في 19 يوليو (تموز) الحالي، في غارات للتحالف. وجاء إقرار التحالف نتيجة تحقيق في القصف على التوخار.
وحثت منظمة العفو الدولية قوات التحالف على «مضاعفة جهودها لمنع سقوط ضحايا من المدنيين والتحقيق في انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي»، موضحة أنّ القصف على التوخار «قد يكون القصف الذي خلف أفدح خسارة في أرواح المدنيين» من جانب التحالف منذ بدء تدخله في سوريا في صيف 2014.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية في بيان، إنّ الجيش الأميركي يحقق في تقارير أفادت بأن ضربة جوية قرب منبج بسوريا تسببت في سقوط قتلى مدنيين أمس. مضيفًا أنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش نفذ غارات جوية في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.
ويقاتل تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم مقاتلين عربًا وأكرادًا، التنظيم المتطرف في شمال سوريا، بدعم من ضربات جوية يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية تقدمت قوات سوريا الديمقراطية - التي استعادت بسرعة المناطق المحيطة بمنبج الشهر الماضي - ببطء في الأجزاء الغربية من المدينة.
كما أفاد التحالف الدولي الأسبوع الماضي بأنّه يحقق في تقرير آخر عن سقوط قتلى مدنيين في غارة جوية قرب منبج.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».