الحكومة المغربية تكشف عن قانون ترسيم اللغة الأمازيغية

نص على استخدامها في التعليم والقضاء والإعلام والبرلمان

الحكومة المغربية تكشف عن قانون ترسيم اللغة الأمازيغية
TT

الحكومة المغربية تكشف عن قانون ترسيم اللغة الأمازيغية

الحكومة المغربية تكشف عن قانون ترسيم اللغة الأمازيغية

كشفت الحكومة المغربية، أمس، عن مشروع القانون التنظيمي للأمازيغية، الذي ينص عليه الدستور في فصله الخامس، وعلمت «الشرق الأوسط» أن الوزراء تلقوا نسخة منه.
ويضع المشروع، الذي ينتظر إحالته على المجلس الوزاري الذي يرأسه العاهل المغربي محمد السادس، جدولا زمنيا يصل إلى 15 سنة قبل تحقيق التطبيق الكامل لترسيم الأمازيغية لغة رسمية.
ويشمل المشروع الحكومي، الذي يتكون من 35 فصلا، اعتماد اللغة الأمازيغية في التعليم الأساسي بشكل إجباري، وتدريجيا في الإعدادي والثانوي.
ونص المشروع على تمديد استعمال اللغة الأمازيغية لتشمل العمل البرلماني عبر نقل الجلسات العمومية البرلمانية مترجمة باللغة الأمازيغية، مع التشديد على نشر الجلسات العامة بالجريدة الرسمية للبرلمان باللغة الأمازيغية.
ونص المشروع، الذي سيتم إحالته على البرلمان خلال الأسبوع الأخير من الولاية التشريعية الحالية، على تشجيع استعمال الأمازيغية في الإعلام العمومي، داعيا السلطات العمومية للرفع من الدعم المالي للبرامج، وكل الإنتاجات باللغة الأمازيغية.
كما شدد مشروع القانون على ضرورة اعتماد اللغة الأمازيغية في تحرير المستندات الرسمية، خصوصا تلك المتعلقة بالبطاقة الوطنية (بطاقة الهوية)، وجواز السفر، ورخصة السياقة، وبطاقات الإقامة، ومختلف البطاقات والشهادات والمحررات الرسمية. كما نص المشروع على ضرورة الكتابة بالأمازيغية على كل وسائل النقل العمومية، ومنها نقل الأمن الوطني، والدرك الملكي، والإسعاف والوقاية المدنية، والقوات المساعدة.
وفيما يتعلق باعتماد اللغة الأمازيغية في المجال القضائي، شدد المشروع على ضرورة استعمال الأمازيغية في كل مراحل التقاضي وإجبار النيابة العامة على إحضار مترجم بالأمازيغية بالمجان لفائدة المتقاضين. واقترح المشروع إخضاع القضاة للتكوين، خصوصا أولئك الذين توجد محاكمهم في القرى لتعلم الأمازيغية بهدف تسهيل إصدار الأحكام.
وشمل المشروع الحكومي إدماج الأمازيغية في الفضاء العمومي من خلال كتابة لوائح التشوير للوزارات والإدارات، أو مقار السفارات والمؤسسات العمومية باللغة الأمازيغية، إلى جانب اللغة العربية.
وينص الفصل 5 من الدستور على أن «الأمازيغية تعد أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة من دون استثناء. ويحدد قانون تنظيمي مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم، وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية، وذلك لكي تتمكن من القيام مستقبلا بوظيفتها، بصفتها لغة رسمية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.